الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:17 ص

فتوح مثالًا.. كيف تٌدمر موهبة مصرية في 3 خطوات؟

أحمد فتوح

أحمد فتوح

محمد علي

A A

في الحادية عشرة من عمره، وجد الفتى الصغير نفسَه يركض في ملعب ضخم من ملاعب الكبار للمرة الأولى في حياته، كان هيامه بملاعب الشوارع المحملة بالرمال والأتربة واضحًا.

شقّ الفتى طريقه ضمن فرق الناشئين داخل جدران نادي الزمالك، تاركًا خلفه رفقاءه ومن صاحبوه في لعبة كرة القدم داخل حواري وطرقات مدينة السلام. 

الظهور الأول 

وبنفس السرعة التي اعتاد عليها في الحواري، تألق الفتى ضمن فرق الناشئين، حتى تم استدعائه للفريق الأول للمرة الأولى في فبراير من عام 2017، ليرى نجومه المفضلين بكامل هيئتهم يصافحونه ويرحبون به داخل غرفة خلع الملابس.

بعد سنوات قليلة، احتاج هذا الشاب اليافع في سن الـ23 ربيعًا، فرصة المشاركة الدولية، ليخترق دفاعات المغرب، المنتخب الأكثر كمالًا في القارة وقتها ويتلاعب بنجمه الأول أشرف حكيمي في مواجهة جمعت المنتخبين بنهائيات أمم أفريقيا 2021. 

كارلوس كيروش على الخطّ يراقب المشهد في ذهول، والناس أمام شاشاتهم يُجمعون على أن احتراف هذا الفتى في أوروبا مسألة وقت.

تعرفون بقيّة تلك الحكاية، كما تعرفون أن هذا الشاب هو “أحمد فتوح”.

الموهبة وحدها لا تكفي

"الموهبة وحدها لا تكفي"، ليس مجرد اسم كتاب لمؤلفه الشهير جون سي ماكسويل، لكنها جملة تصف واقع وحالة نجم ميت عقبة أحمد فتوح. 

يمتلك فتوح من المهارات الفردية ما يجعله الأفضل في مركزه ليس فقط في مصر بل في القارة السمراء بأكملها، لكنه افتقد لعقلية البطل فخانته موهبته.

“ليتني كنت معهم”

في الوقت الذي يستعد فيه أبناء ميت عقبة لخوض منافسات كأس السوبر الأفريقي أمام الغريم الأهلاوي، يجد فتوح نفسه خلف القضبان، يسيطر عليه الندم، ولسان حاله يقول “ليتني كنت معهم”.

لعل البعض مدين بالاعتذار لقائد منتخب مصر محمد صلاح، بعد الهجوم الحاد عليه عند حديثه عن المينتاليتي، وعقلية اللاعبين المصريين، فلدينا نموذجًا ومثالًا حيًا عن الموهوب الذي دمر موهبته في يوم وليلة، وانساق وراء عقليته التي أطاحت به إلى الهواية.

فتوح الآن بات في حاجة إلى دعم ودعوات جميع من حوله لتجاوز محنته، التي يواجهها خلف القضبان من أجل عودة الروح المفقودة من جديد إلى ملاعبنا المصرية، ربما، بعدما يكون قد تعلم الدرس جيدا.

search