الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

04:22 م

خارق ورجل شريف ومتهور.. عصر ما قبل محمد صلاح في بلاد الإنجليز

محمد صلاح

محمد صلاح

محمود موسى

A A

في ليفربول هناك ملك واحد هو محمد صلاح الذي بات معشوق جماهير الريدز بعد تألقه مع الفريق طوال السنوات الماضية.

لاعبون آخرون تألقوا في إنجلترا أبرزهم أحمد حسام ميدو مع توتنهام وأحمد المحمدي مع أستون فيلا، وظهور لآخرين مثل عمرو زكي، محمد ناجي جدو، أحمد فتحي، تريزيجيه، وعلي جبر.

لكن قبل فترة طويلة، تحديدًا في بداية القرن الماضي تألق نجوم مصريين آخرين مع الأندية البريطانية.

ويستعرض “تليجراف مصر” مسيرة النجوم المصريين الذين تألقوا في إنجلترا كالتالي:

الخارق أو الرجل الشريف

 ولد حسين حجازي في عائلة أرستقراطية ثرية بالقاهرة عام 1891، ومارس كرة القدم لأول مرة ضد الجنود البريطانيين، ومن ثم سافر إلى إنجلترا عام 1911 لدراسة الهندسة في جامعة كوليدج بلندن.

 وقبل سفر حسين حجازي إلى أوروبا تألق في مصر، وفي أحد المواسم سجل 57 هدفًا.

لفت حجازي انتباه نادي دولويتش هاملت لكرة القدم، وهو نادٍ غير تابع للدوري في جنوب لندن، لكنه ظهر لأول مرة معهم في 23 سبتمبر 1911، وحظي بإشادة كبيرة. وببنيته النحيلة إذ كان وزنه 60 كجم فقط)، وُصف بأنه "خارق".

وفي تقرير عن إحدى المباريات نشرته صحيفة “ساوث لندن برس”، جاء: "قدم المصري عرضاً رائعاً، لقد استحضر الكرة ببساطة". ووصفه تقرير آخر في الثالث عشر من أكتوبر بأنه "لاعب كرة القدم المفكر".

حسين حجازي في إنجلترا

ولم يمض وقت طويل قبل أن يرغب نادي فولهام، الذي كان يلعب آنذاك في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية في ضمه.

وبعد أن شعر با ويلسون، مدرب دولويتش هاملت، بالغضب إزاء احتمال خسارته، حضر إلى مسكن حجازي، وبعد الاستماع إلى توسلات ويلسون، شعر حجازي بأنه ملزم بالبقاء في نادي دولويتش ليستمر في النادي.

وقال حجازي: "لقد كنت في مأزق لأنني كنت أرغب بشدة في اللعب في الدوري الممتاز وفي الوقت نفسه لم أكن أرغب في ترك دولويتش هاملت، الذي كان جيداً معي للغاية".

 ووصف المدرب ويلسون لاعبه حجازي بأنه “رجل شريف"، وقرر كاتب في صحيفة "أثليتيك نيوز" أن يكتب قصيدة من خمسة أبيات تكريماً له.

وخاض حجازي جولتين أوروبيتين مع دولويتش هاملت ولعب أيضاً لفريق مقاطعة لندن. 

وعاد لمصر ولعب لنادي السكة الحديد 1914-1915، قبل أن ينتقل إلى الأهلي عام 1915 ولعب 8 مواسم مع الفريق، ثم رحل إلى الزمالك عام 1923.

 عاد اللاعب مرة أخرى للأهلي عام 1928، وقضى موسمين قبل أن يعود مجددًا لنادي الزمالك وظل يلعب بين صفوفه حتى اعتزل ممارسة كرة القدم.

ولعب لصالح المنتخب المصري في أولمبياد 1920 و1924 وأخيرًا علق حذائه في عام 1932 عن عمر يناهز 40 عاماً، وتوفي في عام 1958، وتم تسمية شارع في منطقة جاردن سيتي بالقاهرة باسمه.

مع الأهرام وأبو الهول

يعد توفيق عبد الله ثان مصري يلعب في بريطانيا، بفضل صداقته مع تومي باربور، الجندي الاسكتلندي في الجيش البريطاني الذي خدم في مصر والذي لعب أيضًا كظهير لفريق ديربي كاونتي.

ولد توفيق في القاهرة في يونيو 1896، وبدأ لاعب الوسط مسيرته مع نادي القاهرة ثم انتقل إلى المختلط “الزمالك” ولعب للمنتخب الوطني في أولمبياد 1920.

ظهر عبد الله لأول مرة في الدوري الإنجليزي في أكتوبر 1920 ضد مانشستر سيتي، وسجل عبد الله في المباراة التي فاز بها ديربي 3-0. 

وظهر توفيق على غلاف مجلة "Topical Times"، مع الأهرامات وأبو الهول في الخلفية.

FilGoal | أخبار | حكاية صورة - لاعب الأهلي الذي تصدر غلاف مجلة إنجليزية في  العشرينات
توفيق عبد الله

في 15 مباراة مع ديربي كاونتي، لم يسجل عبد الله مرة أخرى وفي عام 1922 انضم إلى فريق الدرجة الثانية الاسكتلندي، كاودنبيث.

بعد إصابته، بقي عبد الله موسمًا واحدًا فقط في اسكتلندا، وفي عام 1923، انضم إلى نادي بريدجند تاون الويلزي غير المحترف وبعد عام عاد إلى الدوري مع هارتلبول، وشارك في 11 مباراة وسجل هدفًا واحدًا.

 وفي عام 1924 انتقل إلى نادي بروفيدنس كلامديجرز الأميركي، ولعب لأربعة فرق أخرى في الولايات المتحدة ثم انتقل إلى التدريب، لكن قوانين الفصل العنصري في أمريكا - التي تعني أنه غالبًا لم يُسمح له بالإقامة في نفس الفنادق مع زملائه البيض - أزعجته، ليعود إلى مصر في أواخر العشرينيات لمدة عام.

ولم يبق توفيق في مصر طويلا، إذ انضم مرة أخرى بعد عام إلى مونتريال كارستيل الكندي، وقضى بقية مسيرته الكروية هناك.

بعد اعتزاله، تولى إدارة نادي الزمالك وفي عام 1940 أصبح مديرًا للمنتخب الوطني المصري، وقادهم إلى أولمبياد 1952 في فنلندا.

لاعب وحكم ورئيس

يعد مصطفى كامل من مواليد الإسكندرية في أغسطس 1914، وبدأ مشواره مع النادي الأهلي، ورحل رفقة محمد لطيف نجم الزمالك وبتشجيع من معلمهما ماكراي، وصلوا إلى اسكتلندا في عام 1935 والتحقوا بكلية جوردانهيل للتدريب كمدرسين للتربية البدنية.

أراد فريق جلاسكو رينجرز الحصول على الاثنين معًا، لكن حارس المرمى منصور اختار بدلاً من ذلك الانضمام إلى كوينز بارك الإنجليزي، الذي يعد أقدم نادي في اسكتلندا ورفض مبلغًا ضخمًا قدره 5000 جنيه إسترليني من رينجرز.

وقال منصور في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 2002: "لقد كان رقمًا قياسيًا في ذلك الوقت، لكنني لم أرغب في اللعب من أجل المال".

أمضى موسمين في كوينز بارك، ولعب ما يقرب من 50 مباراة في الدوري و8 مواجهات في الكأس. 

معلومة رياضية.. مصطفى كامل منصور أول حارس مصرى يحترف فى أوروبا - اليوم  السابع
مصطفى كامل

عاد منصور إلى مصر عندما اندلعت الحرب عام 1939، لكن مسيرته الكروية لم تنته بعد. 

وبعد انتهاء أيامه كلاعب، أصبح حكما دوليا ثم تولى إدارة ناديه القديم الأهلي، ومن 1958 إلى 1961 كان أمينًا عامًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم. 

توفي في عام 2002، بعد أسابيع قليلة من المقابلة مع إذاعة “بي بي سي” وقبل شهر من عيد ميلاده الثامن والثمانين.

المتهور أو شيخ المعلقين

محمد لطيف من مواليد بني سويف، وفي أوائل العشرينات من عمره، كان لاعب الزمالك أحد أفضل اللاعبين في مصر.

ساهمت أهدافه الثلاثة في مرمى فريق الانتداب البريطاني لكرة القدم خلال جولات التصفيات في ضمان مكانة لمصر في كأس العالم 1934.

ويعد لطيف أول لاعب غير أبيض يلعب لفريق جلاسكو رينجرز ظهر لأول مرة مع الفريق في سبتمبر. 14 نوفمبر 1935، وهو نفس اليوم الذي ألقى فيه هتلر خطابًا أمام 54 ألف شخص في تجمع حاشد في نورمبرج، وأعلن فيه بعض القوانين المجحفة ضد غير البيض.

لسوء الحظ، لم تكن مسيرة لطيف مع رينجرز جيدة، ووصفته الصحافة بأنه "لاعب متهور" وبعد المباراة الأولى، تم استبعاده من الفريق الأول لمدة 7 أشهر. 

وكانت مباراته التالية أيضًا هي الأخيرة له وعاد إلى مصر للتحضير لدورة الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين. 

وعاد لطيف إلى المختلط “الزمالك” واستمر في اللعب معه حتى عام 1945، ثم انتقل إلى مجال التدريب كما أصبح حكمًا أيضًا.

وهناك نجاح آخر حققه لطيف ولكن كمعلق كرة قدم، ليصبح المعلق الأشهر ليس فقط في مصر ولكن في جميع أنحاء العالم العربي، وأطلق عليه “شيخ المعلقين”.

اليوم.. ذكرى رحيل محمد لطيف شيخ المعلقين فى الكرة المصرية - اليوم السابع
محمد لطيف
search