الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:58 م

سُجن في مصر.. وفاة آخر الجواسيس الإسرائيليين بـ"فضيحة لافون"

روبرت داسا

روبرت داسا

حبيبة وائل

A A

غيب الموت، الجاسوس الإسرائيلي روبرت داسا، الذي سجن في مصر لمدة 14 عامًا على خلفية تورطه في "فضيحة لافون" في خمسينيات القرن الماضي.  

يُعتبر داسا الذي توفي الأربعاء، عن 91 عاما، آخر الجواسيس الإسرائيليين الذين تورطوا في "فضيحة لافون" التي أحبطتها المخابرات المصرية في خمسينيات القرن الماضي، وفقا لوسائل إعلام عبرية.    

وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن داسا وأصدقائه جُنّدوا من قبل إسرائيل للقيام بأعمال تخريبية تستهدف المنشآت الغربية في مصر، ولإجبار بريطانيا على التراجع عن قرارها للانسحاب من قناة السويس. وشكلت هذه العمليات جزءًا من مخطط إسرائيلي لزعزعة العلاقات بين مصر والغرب بعد ثورة 23 يوليو 1952. 

في تصريحات سابقة له، قال داسا: "كنا شبابًا أبرياء في الثامنة عشر من عمرنا، لكن الذين جندونا كانوا من كبار السن وتصرفوا بلا مبالاة"، مؤكدًا أن خططهم لم تأخذ في الحسبان إمكانية الفشل.

وأضاف أن عملية التجنيد تمت بلا مسؤولية، ما أدى إلى إلقاء القبض عليهم في واحدة من أكبر الفضائح الاستخباراتية التي واجهتها إسرائيل في تاريخها. 

أكبر الإخفاقات الإسرائيلية

تعد "فضيحة لافون" من أكبر الإخفاقات الاستخباراتية الإسرائيلية في منتصف الخمسينيات، إذ قامت شبكة من الجواسيس بتنفيذ 7 عمليات تخريبية في مدينتي القاهرة والإسكندرية، إلا أن السلطات المصرية تمكنت من كشف الشبكة والقبض على أعضائها، بما فيهم داسا. 

ووفقًا لموقع "واللا" العبري، فإن داسا يعتبر "آخر الناجين من إحدى أكبر الإخفاقات الاستخباراتية منذ تأسيس إسرائيل". 

خطة إفساد العلاقات 

أوضح الكاتب المصري الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه "ملفات السويس"، أن المخابرات الإسرائيلية أعدت خطة لإفساد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة في أعقاب ثورة يوليو. وأقر الخطة ديفيد بن جوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، قبل أن يتنحى عن منصبه، فيما قام أعوانه بتنفيذ العملية بموافقة مزورة من وزير الدفاع الجديد بنحاس لافون، الذي لم يكن على علم بالتفاصيل. 

من هو روبرت داسا؟ 

وُلد روبرت داسا في 8 مايو 1933 بمدينة الإسكندرية، وهو الابن الثالث لنسيم داسا وزوجته زهرة (ني ديري)، وتعود أصول والده إلى عائلة يهودية عريقة من القدس. 

بدأ روبرت تعليمه في مدرسة الجالية اليهودية بالإسكندرية، ثم التحق بمدرسة موسى بن ميمون الثانوية التي أسسها الحاخام الأكبر للمدينة، موشيه فينتورا. هناك تأثر روبرت بشكل كبير بالأفكار الصهيونية التي غرسها فينتورا في طلابه. كما كان ناشطًا في حركة شباب "بني عكيفا"، حيث بدأ كمراقب ثم تولى قيادة فرع الحركة في الإسكندرية. 

search