الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:20 م

الشوكولاتة للأرستقراطيين فقط بحلول 2030.. ما القصة؟

مزارعة ترتب حبات الكاكاو

مزارعة ترتب حبات الكاكاو

جاسر الضبع

A A

في ظهر يوم حار بمدينة “غراند بسام”، التي تبعد 30 كيلو مترًا عن شرق عاصمة كوت ديفوار “أبيدجان”، يعمل عشرات العمال على تقشير ثمار الكاكاو بعناية، لمنعها من التكسّر، وجمعها ووضعها في الفرن، لتفوح من تلك المدينة الساحلية الصغيرة رائحة تحميصها، استعدادًا للمرحلة الأخيرة في رحلتها لتصبح “شوكولاتة لذيذة”.

مزارعون يجمعون حبات الكاكاو

التغير المناخي 

ويأتي التغير المناخي ليُنذر بحقبة جديدة تقتصر فيها الشوكولاتة ومشروب الكاكاو على طاولات الأرستقراطيين فقط.

شجرة الكاكاو لكي تثمر تحتاج إلى عوامل نمو محددة وخاصة, فالأماكن الرطبة الدافئة الواقعة بجانب خط الاستواء، التي تبلغ بها درجة الحرارة نحو 10 درجات سيليزية تمثل بيئة ممتازة لنمو شجرة الكاكاو، ومع ذلك فإن تلك العوامل من الصعب توفيرها بسبب تغير المناخ وتغير توزيع هطول الأمطار.

وفقًا لدراسة أعدتها منظمة " Global Industry Analysts, Inc" الشهر الجاري، فإن المناطق المناسبة لزراعة الكاكاو تتضاءل بشكل كبير بسبب التغييرات المناخية بحلول 2030، ما سيلقي بظلاله على صناعة الكاكاو ويجعلها أكثر كلفة مما هي عليه.

أكبر منتج للكاكاو

يعتمد ما يقرب من ستة ملايين شخص على صناعة الكاكاو في دولة كوت ديفوار الواقعة في الغرب الأفريقي, وهي أكبر منتج للكاكاو ليس في أفريقيا فحسب بل في العالم بأسره, لكن معظم العمال لا يشاركون في تجهيز تلك الحبوب المقرمشة والحامضة التي يتم تحويلها إلى حلوى.

طفل يقطع ثمرة كاكاو

معاناة مزارعي الكاكاو

ويعاني مزارعو الكاكاو في الغرب الأفريقي الأمرين لتأمين تكاليف معيشتهم، ووفقًا لإحصائية أجرتها جامعة "Wageningen" الهولندية فإن حوالي خمسة ملايين مزارع لا يكسبون ما يجعلهم قادرين على العيش وشراء الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والشراب.

الربح للمستوردين

وبينما تسير سلسلة منتجي الكاكاو بشكل معكوس، فالمزارعون والعمال في أفريقيا يقومون بأغلب المراحل ويجنون أقل أرباح من تلك الصناعة، بينما تحصل الدول المستوردة للكاكاو مثل سويسرا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية على أكبر قدر من الأرباح فهي تستورد حبوب الكاكاو، تعالجها وتصنعها وتبيعها.

 وفي ٢٠٢١، حققت ثلاث شركات من أكبر مصنعي الشوكولاتة في العالم وهم " Nestlé" و "Barry Callebaut" و"Lindt & Sprüngli" إيرادات من صناعة الشوكولاتة وبيعها تعدت ثلاثة أضعاف قيمة صادرات كوت ديفوار وغانا من الكاكاو، فبيع الشوكولاتة في الخارج وليس الكاكاو هو ما يدر الأرباح !

ويبدو أن حكومات دول الغرب الأفريقي غير راضية تمامًا عن تلك الحصة الصغيرة التي تبلغ نحو ٦ مليارات من أصل ١٢٠ مليار دولار، وهي إجمالي صناعة الشوكولاتة في العالم.

في التاسع والعشرين من يوليو ٢٠٢٢ أسست كل من كوت ديفوار وغانا ما عرف بالـ ((CIGCI "مبادرة الكاكاو بين غانا والكوت ديفوار" ومقرها في أكرا العاصمة الغانية، والتي تأخر بدء نشاطها بسبب جائحة كوفيد ١٩، وكانت تهدف تلك المبادرة المشتركة لرفع أسعار الكاكاو عالميًا، وأعلنت المنظمة أنها ستلغي "فارق البلد" وهو خصم كان يتم تطبيقه عند البيع للشركات المصنعة للشوكولاتة.

search