الإثنين، 07 أكتوبر 2024

10:39 م

ملف اغتيال السنوار على طاولة "الشاباك".. ما سر بقائه حيًا؟

يحيى السنوار

يحيى السنوار

تيمور السيد

A A

في أعقاب اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، باتت الأسئلة تدور حول قدرة إسرائيل على اختراق الإجراءات الأمنية لخصومها.

ومع ذلك، يبرز تساؤل مهم: لماذا لا تستهدف إسرائيل زعيم "حماس" يحيى السنوار، الذي يُعتبر العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر؟

قدرات استخباراتية

تشير صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في قطاع غزة تراجعت بعد الانسحاب في عام 2005، حيث كان وجود جهاز "الشاباك" محدودًا. 

وهذا يتوافق مع تحليل بعض الخبراء، الذي يؤكد أن إسرائيل استثمرت في اختراق "حزب الله" أكثر من "حماس"، حيث اعتقدت بأنها تمكنت من احتواء الحركة.

تجدر الإشارة إلى أن اختراق إسرائيل لـ"حزب الله" جاء نتيجة عمل استخباراتي مستمر منذ حرب 2006، وليس نتيجة الحرب الحالية فقط.

وحسب التقارير، فإن اغتيال السنوار كان ممكنًا، لكن القرار لم يُتخذ خشية مقتل أسرى إسرائيليين. ومع ذلك، يثير المحلل العسكري عاموس هرئيل شكوكًا حول هذا التبرير، مشيرًا إلى أن قضية الأسرى الإسرائيليين باتت في أسفل الأولويات، وفقًا لصحيفة “هآرتس”.

فشل استخباري

من جهته، قال الكاتب السياسي محمد هوّاش، إن هذه التصريحات تهدف إلى رفع معنويات الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن تل أبيب لو كانت قادرة على الوصول إلى السنوار لكانت قد فعلت ذلك.

ويؤكد أنه يتعذر على الاستخبارات الإسرائيلية القبض عليه، حيث يتمكن من الإفلات من محاولات التعقب، وفقًا لصحيفة “النهار” اللبنانية.

الشاباك والسنوار

جهاز "الشاباك" هو المسؤول عن عملية اغتيال السنوار، وقد خصص فريقًا خاصًا للعمل على هذا الهدف، متعاونًا مع وحدات جمع المعلومات والتحليل، كما حصل على دعم من الاستخبارات الأميركية، التي زودته بتقنيات متقدمة لرصد مواقع وجود السنوار في الأنفاق.

أمنيًا، اتخذ السنوار تدابير احترازية مشددة، حيث يختبئ تحت الأرض ونادرًا ما يخرج إلى السطح، وفقًا لمصادر استخباراتية.

وهناك اعتقاد سائد بأن إسرائيل قادرة على اغتيال السنوار لكنها تتجنب ذلك، لأنها ترغب في استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة. وتهدف إسرائيل من ذلك إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة، وتدمير المباني والمنشآت، ما يساعدها على إعداد واقع سياسي وأمني جديد.

تأهب للصراع

السنوار، الذي يُعرف بتوجهاته العسكرية، يبدو متأهبًا لاستمرار الصراع، ما يعزّز نظرية أن إسرائيل قد تستهدف قادة آخرين على غرار إسماعيل هنية، الذي يعتبر أكثر ميلًا للحلول السياسية.

وقد يُحدث اغتياله ضربة قوية لـ"حماس" ويعزز معنويات إسرائيل، لكن في الوقت الراهن، يبدو أن خيار اغتياله ليس في الأفق القريب.

search