السبت، 12 أكتوبر 2024

12:42 ص

هل تكرر إسرائيل سيناريو غزة في لبنان؟

نازحين من لبنان

نازحين من لبنان

تيمور السيد

A A

بعد أسبوع من بدء الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان، شهدت البلاد تصعيدًا جديدًا في العدوان منذ الثلاثاء الماضي، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية إنذارات إخلاء في عدد من القرى والبلدات والمدن الجنوبية. 

تشمل هذه التحذيرات المناطق القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، وكذلك المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وشماله.

94 مجمع سكني

في بيان صدر يوم السبت، وجه الاحتلال نداءً إلى جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم، محذرًا من أن الغارات ستستمر، وداعيًا إياهم لعدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر، وقد طلب الاحتلال من سكان 94 تجمعًا سكانيًا إخلاء مناطقهم.

تضمنت إنذارات الإخلاء دعوات للانتقال شمالًا، إلى مناطق تتجاوز 60 كيلومترًا عن الحدود الجنوبية، مثل شمال نهر الأولي وشمال مدينة صيدا. وأشار جيش الاحتلال إلى أن "نشاطات حزب الله" هي السبب وراء هذا التصعيد، مشددًا على ضرورة إخلاء المنازل لحماية السكان.

ماذا تعني تلك الإنذارات؟

تشير خريطة المناطق المستهدفة إلى انتشار جغرافي واسع يمتد من أقصى القطاع الشرقي إلى أقصى القطاع الغربي، مع وجود العديد من القرى على مشارف طرق رئيسية. 

هذا الانتشار يوحي بنية الاحتلال عسكرة المنطقة تمهيدًا لعمليات عسكرية واسعة.

الجدير بالذكر أن العديد من المناطق المشمولة بإنذارات الإخلاء ليست فقط جنوب نهر الليطاني، مما يثير تساؤلات حول نوايا الاحتلال الحقيقية. 

وقد تركت الغالبية العظمى من السكان قراهم، في حين لم يبق سوى عدد قليل من السكان في المناطق المستهدفة.

سيناريو مشابه

ويبدو أن السيناريو المتبع في لبنان مشابه لما حدث في غزة خلال العدوان الأخير، حيث كانت إسرائيل تطلب من السكان الانتقال من منطقة إلى أخرى بحجة القيام بعمليات عسكرية. 

ويُخشى أن تؤدي هذه السياسات إلى إشعال نزاعات داخلية في لبنان بسبب التكدس السكاني في مناطق معينة.

رغم أن الإخلاءات قد تسهل على الاحتلال تنفيذ اجتياحات برية، إلا أن التقدم في عمق الأراضي اللبنانية يظل تحديًا عسكريًا. 

فلبنان يمتد على مساحة 10,452 كيلومترًا مربعًا، مما يجعل حصر العمليات في الجنوب أمرًا غير ممكن.

الذكرى الحية للاعتداءات السابقة، مثل "عملية سلامة الجليل" في 1982، وما تلاها من نكسات في صيف 2006، تظل حاضرة في الأذهان.

في خضم هذه الأحداث، يبقى الوضع في لبنان متأزمًا، مع تحذيرات من تداعيات النزوح الجماعي على الاستقرار الداخلي.

search