الإثنين، 14 أكتوبر 2024

12:11 ص

الأم تروي كواليس "العمى".. إهمال طبي يطفئ نور "عيون عمر وحمزة"

طفل في حضانة.. أرشيفية

طفل في حضانة.. أرشيفية

منى الصاوي - منار فؤاد

A A

قصة مفجعة بطلها طفلين هزت مشاعر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت فرحة أم بولديها التوأم “عمر وحمزة” اللذان انتظرتهما 4 سنوات، إلى صدمة وألم لا يطاق، بعدما فقد الطفلين بصرهما نتيجة خطأ طبي مروع داخل حضانة طبية.

رحلة آلام وأوجاع

بعد رحلة طويلة من العلاج والانتظار، رزقت الأم بثمرة حملها عبر الحقن المجهري لتشرق حياتها بقدوم التوأم، إلا أن القدر كان له رأي آخر، حيث أصيب الطفلان بالعمى بسبب ما وصفته بإهمال طبي جسيم، كتب “الظلام على عينيهما”.

تصدر هاشتاج "حق عمر وحمزة لازم يرجع" التريند على منصتي “إكس وفيسبوك”.

تفاصيل القصة

في أول تعليق لها على الواقعة، تروي ياسمين الشافعي، أم الطفلين عمر وحمزة، إلى “تليجراف مصر” تفاصيل إصابتهما بالعمى، مبينة أن طفليها ولدا ولادة مبكرة في نهاية الشهر السابع من الحمل (فبراير الماضي)، وعانيا مشكلات صحية منذ الولادة، بينها "اعتلال الشبكية من الدرجة 5 سي" نتيجة نقص الأكسجين.

قالت الشافعي إنها وضعت طفليها في مستشفى خاص مختلف عن الذي تابعت فيه حملها، نظرًا لحدوث الولادة بشكل مفاجئ، وبعد الولادة قرر الأطباء ضرورة وضع الطفلين في الحضانة، ونُقلا إلى حضانة خاصة بمدينة المنزلة بالدقهلية لمدة 5 أيام.

التقارير الطبية للطفلين حمزة وعمر

فحص قاع العين

نظرًا لبعد المسافة بين منزل العائلة والحضانة في المنزلة، قررت الأسرة نقل الطفلين إلى مستشفى الجمالية بالمنصورة بواسطة سيارة إسعاف مجهزة، وهناك، وضع الطفلان مرة أخرى في حضانة المستشفى لمدة شهر تقريبًا، بحسب قولها.

أكدت الأم أن الطفلين كانا بحاجة إلى إجراء فحص قاع العين، وهو إجراء روتيني ضروري للمواليد الخدج في الحضانات، إلا أن القائمين على الحضانة في مستشفى الجمالية تغافلوا عن إجرائه.

أوضحت أنه في حالة الولادة في الشهر السابع، لا تكون شبكية العين قد اكتمل نموها بعد، ويصبح فحص قاع العين  باستخدام الأجهزة المخصصة أمراً حيوياً، مع ضرورة استخدام  العلاج المناسب الذي يبدأ بقطرات ويصل  في  المراحل  المتأخرة إلى الحقن.

تابعت الشافعي حديثها بأن حالة طفليها وصلت إلى المرحلة الخامسة من اعتلال الشبكية، والتي تُعد حرجة، حيث تبلغ  نسبة الشفاء منها 3% فقط بحسب الأطباء.

التقارير الطبية للطفلين حمزة وعمر

تدهور الحالة الصحية

قالت إنها اكتشفت تدهور حالة طفليها الصحية في 25 مايو الماضي، عندما ذهبت بهما إلى طبيبة الأطفال المسؤولة عن الحضانة التي احتجزا فيها أول مرة.

لم تكن الزيارة للكشف على عيني الطفلين، بل لأن “حمزة” كان يعاني صعوبة في التنفس أثناء الرضاعة، وبعد إجراء رسم القلب، اكتشفت الأسرة إصابته بثقب في القلب بعمق 3 ملم.

أعربت عن استيائها من عدم  إبلاغ أطباء الحضانة بمستشفى الجمالية لهم بهذه المشكلة الصحية، على الرغم من أن  فحص القلب يُعد إجراءً روتينيًا للاطمئنان على صحة الأطفال في الحضانات.

كشفت الأم مفاجأة أخرى انتظرتها بعد 3 أشهر من ولادة طفليها، حيث اكتشفت الأسرة قبل إجراء عملية الختان أن حمزة  يُعاني بما يسمى بـ"الخصية المعلقة"، وطلب الطبيب إجراء فحوصات طبية أخرى لتحديد تفاصيل الحالة واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة. 

إهمال طبي

أعربت الأم عن استيائها مجددًا من عدم إبلاغ  إدارة مستشفى الجمالية لهم بهذه المشكلة الصحية أيضًا.

في نفس اليوم الذي اكتشفت فيه الأسرة مشكلة حمزة الصحية، لاحظت الأم احمرارًا  في عين عمر، وعلى  الفور، توجهت به إلى طبيب عيون، ليفاجئها  بأنه رئيس قسم الحضانات بمستشفى الجمالية (رفضت  الأم  ذكر اسمه)، وكان ذلك في 25  مايو  2024.

أضافت الأم، أن الطبيب تعامل معهم باستهتار وقال لهم حرفيًا "ابنك عينه ملونة وهيطلع ذكي"، ثم طلب إجراء فحص قاع العين للطفلين، وحولهما إلى طبيب عيون آخر "صديق شخصي له"، على حد قولها.

أجرى طبيب العيون فحصًا أوليًا  للطفلين، وأبدا صدمته من حالتهما وردد عبارات مثل "دي  جريمة.. دي كارثة، اللي  حصل في الأطفال دي جريمة"، ثم أحال الأسرة إلى طبيب عيون آخر في مدينة المنصورة مُتخصص في فحص قاع  العين.

التقارير الطبية للطفلين حمزة وعمر

فحوصات دقيقة

بعد  إجراء الفحص الدقيق، أخبرهم الطبيب الثاني بأن شبكية عيون الطفلين تضررت بشكل بالغ، وأن التليف اجتاح  عيونهما، ونصحهم بالتوجه إلى مركز العيون بمستشفى جامعة المنصورة لإجراء أشعة رنين مغناطيسي على عينيهما.

أظهرت نتائج الأشعة  إصابة “عمر وحمزة” باعتلال في شبكية العين من الدرجة الخامسة بسبب نقص الأكسجين.

عادت الأم للقول، "الأطباء شددوا على أهمية فحص قاع العين خلال أول 28 يومًا من الولادة، خاصةً للمواليد الخدج، وهو  الإجراء الذي لم يتم في الحضّانة".

تابعت أن التقرير الطبي الصادر عن مستشفى  الجمالية بعد انقضاء فترة مكوث الطفلين في الحضّانة لم يُشر إلى  وجود أي مشكلة صحية لديهما، بما في ذلك مشكلة عيونهما، وأجرت لطفليها عمليتين جراحيتين  بتكاليف باهظة على نفقتها  الخاصة.

عن  تواصلها مع مسؤولي المستشفى بعد تضرر عيون  أبنيها، أفادت بأنها قوبلت برد  “مستفز  وغير  مقنع” حسب تعبيرها، ما دفع زوجها إلى تقديم بلاغًا رسميًا ضد المستشفى رقم 1857 لسنة 2024، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين.

التفاصيل السابقة، حسب ما جاء في التقارير الطبية المرفقة، ورواية الأم إلى “تليجراف مصر”.

search