الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:08 ص

كنوز بحيرة المنزلة.. جزيرة "تونة" ومقام "بن سلام"

ضريح عبد الله بن سلام

ضريح عبد الله بن سلام

الدقهلية فتحي جلال

A A

تعد جزيرة تونة الأثرية، والمعروفة أيضًا باسم "بن سلام"، واحدة من المواقع التاريخية المميزة التي تقع في قلب بحيرة المنزلة، وتعد الحد الفاصل بين محافظتي الدقهلية وبورسعيد. 

تبلغ مساحة الجزيرة 84 فدانًا، وهي تتبع وزارة السياحة والآثار، بينما يقع في الجزء الشمالي من الجزيرة، وعلى شاطئ مياه بحيرة المنزلة، ضريح الصحابي الجليل عبدالله بن سلام بن الحارث، الذي انتقل إلى مصر بعد الفتح الإسلامي وتوفي بها في عام 43 هجريًا.

يعتبر هذا المكان نقطة جذب تاريخية ودينية، ويعرف بالمقام الذي يقع على تل بن سلام في وسط البحيرة. 

ويحيط بالمقام العديد من المقابر الحديثة، وتستمر زيارات السكان المحليين للمكان حيث يتواجد عدد من عائلاتهم وأقاربهم المدفونين في هذا التل.

وتتعدد الروايات من أبناء مدينة المطرية حول زياراتهم المستمرة لمقام بن سلام، حيث يروي إبراهيم سرحان، صياد من أبناء المدينة، ذكرياته عن زيارته للمقام منذ كان في السابعة من عمره، حيث كان يذهب مع عائلته في رحلات نهرية أسبوعية. 

وأضاف عبد اللطيف ضيف، تاجر أسماك، أنه اعتاد على زيارة التل منذ كان في العاشرة من عمره بصحبة والده، وكان المكان بمثابة مصيف للعائلة في فصل الصيف.

ويشير وليد الشوا، تاجر أسماك، إلى أن المكان كان يعد مصيفًا للعائلة، وقد شهد العديد من التغيرات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التطوير الذي شمل بناء طريق الحزام الأمني حول بحيرة المنزلة، مما سهل الوصول إلى تل بن سلام.

يرتفع تل بن سلام تدريجيًا فوق مياه بحيرة المنزلة، ويتميز بتربة حمراء تحيط بها المياه من كل جانب، ويعتبر مدخله الوحيد هو الطريق الجديد الذي أنشئ حديثًا. 

ورغم أن توقيت بناء الضريح غير محدد بدقة، إلا أنه يرجح أن يعود إلى نهاية القرن 17 الميلادي، بحسب التخطيط وطريقة البناء.

وفي إطار خطة تطوير بحيرة المنزلة، من المقرر أن يشهد تل بن سلام أعمال تطوير وتحسين، حيث تم إدراجه ضمن خطة الدولة لتطوير المنطقة. 

يهدف المشروع إلى تحويل التل إلى مزار سياحي، حيث سيتم توفير لنشات خاصة لنقل الزوار من شاطئ البحيرة إلى التل والعودة.

وقد شهدت بحيرة المنزلة في السنوات الأخيرة تطهيرًا شاملاً، حيث تم إزالة جميع التعديات التي كانت تؤثر على مساحة البحيرة، مما أعاد لها الحياة وأعاد مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت قد تقلصت. 

كما تستمر أعمال التكريك والتعميق داخل البحيرة، مما يعزز من قدرتها على استيعاب الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالصيد.

search