السبت، 06 يوليو 2024

07:59 م

"شتلات القصب" هل تمهد الطريق للاكتفاء الذاتي من السكر؟

شتلات قصب السكر

شتلات قصب السكر

إسلام الزيني وجهاد سداح

A A
سفاح التجمع

تسعى الدولة المصرية جاهدة، متمثلة في وزارة الزراعة، إلى تحقيق طفرة نوعية في زراعة قصب السكر، عبر استخدام ماكينات وتكنولوجيا حديثة في إنتاج شتلات القصب، وإخراج نباتات خاليه من الآفات، وخفض تكلفة الزراعة على الفلاحين.

في هذا الصدد، قال مدير معهد البحوث السكرية، أيمن العش، إن هناك فرقًا شاسعًا بين إنتاجية الطريقة التقليدية والحديثة في زراعة القصب، موضحًا أن الطريقة التقليدية كانت تتم عن طريقة زراعة العود كاملًا، فأصبح المزارع غير قادر على التحكم في عدد وتوزيع النباتات في الأرض، وهذا بالطبع يؤثر في الإنتاج بالسلب.

تقنيات محطات الشتلات

وأضاف العش في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن محطات الشتلات تعمل عن طريق أخذ براعم عيدان القصب، كل برعمٍ على حدة، ويتم إنماؤه تحت ظروف مثمرة، بالتالي نضمن إنباته بنسبة 100%.

وأوضح “عبر تقنية محطات الشتلات، نستطيع إخراج نباتات خالية من الآفات والأمراض، وعندما يصبح عمر النبات شهرين يتم توزيعه على المزارعين، ما يخفِّض تكلفة الزراعة على الفلاحين".

وأكد أن هذه التقنية الجديدة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، لافتًا إلى أنه يجري الآن زراعة 250 ألف فدان تتنج 12 مليون طن قصب، ما يساوي لاحقًا مليون و200 ألف طن سكر، على عكس الطريقة التقليدية التي تنتج من 750 إلى 800 ألف طن سكر، أي تم زيادة 400 ألف طن سكر، كان يجري استيرادهاا من الخارج بالعملة الصعبة.

محافظات الصعيد

وأعلن مدير معهد البحوث السكرية، أن هذه الشتلات ستكون في محافظات الصعيد، لاففتًا إلى أن أول محطتين جرى إنشاؤهما في كوم أمبو بأسوان، وطاقتها الإنتاجية 15 مليون شتلة، والأخرى بوادي الصعايدة وتنتج 80 مليون شتلة في الموسم أي خلال ثلاث شهور.

تقليل العمالة

وتابع "هذه المحطات تعمل من خلال ماكينات وتكنولوجيا حديثة، ما يخفِّض عدد العمّال، فالمُزارع كان يحتاج في السابق إلى 15 لـ20 عاملًا لزراعة الفدان الواحد، وأصبح يحتاج إلى 5 عمّال فقط، وفي الطريقة التقليدية كانت زراعة الفدان تستغرق من يوم ونصف إلى يومين، بينما في الطريقة الحديثة، أصبح يستغرق ثلاث ساعات فقط، بالإضافة إلى أن هناك توزيعًا هندسيًا لوضع النباتات في الأرض.

وأوضح "الفرق في الطاقة الإنتاجية، التي كان متوسطها قديمًا من 30 إلى 32 طنًا للفدان، بينما ففي الطريقة الجديدة وبعد وضع 7000 شتلة، فإن كل شتلة تخرِّج عشرة عيدان، والعود ينتج كيلو سكر، فنظريًا ينتج 70 طنًا للفدان، وتحت بند خصوبة الأرض واختلاف المزارعين يمكن أن يصبح الإنتاج من 50 إلى 55 طنًا للفدان، وبهذا الشكل فإن متوسط الإنتاجية زاد إلى 25 طنًا، والعائد المادي للمزارع نحو 30 ألف جنيه.

أحدث التقنيات

وأكد  أيمن العش “يتم استخدام أحدث التقنيات، لنكون قادرين على إنتاج الكم الكبير من النباتات في وقت قصير تحت ظروف تحكُّم كاملة لنمو النباتات”، مشيرًا إلى أن أول محطة جاهزة للاستلام هذا العام، طاقتها الإنتاجية من 30 إلى 40، والمحطة الأخرى تم الانتهاء منها بنسبه 85% وجارٍ استكمالها.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب بلجنة الزراعة، النائب مجدي ملاك، إن التركيب المحصولي للحاصلات الزراعية تغيّر في العامين الماضيين نتيجة تغيُّر الجدوى الاقتصادية لبعض الحاصلات والعائد المادي.

حاصلات ذات جودة

وأضاف أنه أصبحت هناك حاصلات ذات جودة اقتصادية عالية تدر أرباحًا أعلى من نظيرتها التقليدية والاستراتيجية، مشيرًا إلى أن مصر تعاني الزيادة السكانية، التي تشكّل عائقًا أمام وزارة الزراعة، والدولة عمومًا.

وأشار عضو لجنة الزراعة في البرلمان، إلى أن المزارع اليوم يبحث عن حاصلات ذات جدوى اقتصادية تدر عليه عائدًا أعلى، لذا يلجأ إلى شتلات قصب السكر، موضحًا أن محصول القصب وفقًا للتسعيرة التي تم الإعلان عنها، لا يحقق هامش الربح المطلوب للمزارع مقارنة بالحاصلات الأخرى.

وأكد ملاك، أن وزارة الزراعة اشتغلت على ملف الزراعة والحاصلات الاستراتيجية منذ سنوات، عندما أعلنت مبادرة زراعة القصب الشتلات وزراعة أصناف غير شرهة للمياه وذات إنتاجية عالية وجودة عالية، لكن المشروع لم يطبّق في معظم المحافظات.

الزراعات القديمة

وأرجع سبب عدم تطبيق المشروع في بعض المحافظات إلى الزراعات القديمة ذات الإنتاجية المتوسطة التي تترواح بين 30 و40 طنًا للفدان، ما يتطلب التوسع في الشتلات عبر إضافة أصناف ذات جودة وإنتاجية عالية.

وتابع "هناك تطبيق للزراعات التعاقدية لسد احتياجات صناعة السكر، خاصة أن مصر اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من صناعة السكر، وهذا يستلزم أن تكون هناك دراسة من قبل مجلس الوزراء، خصوصًا الوزرات المعنية كالتموين والزراعة والمالية، لتسعير توريد محصول قصب السكر، وهناك أيضًا حوافز للمزارع في بعض المحاصيل الاستراتيجية.

وأكد أن كل ما يتحدث عنه البرلمان حاليًا داخل لجنة الزراعة يهدف إلى حل القضايا مع المسؤولين بشكل مباشر، بداية من الحاصلات الاستراتيجية، مرورًا بمستلزمات الإنتاج، مضيفًا أن الوقت الحالي هو وقت الحل.

انخفاض إنتاجية الفدان

وكان رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، أكد في تصريحات صحفية، أن زراعة قصب السكر بالطريقة التقليدية التي تعتمد على الغمر وبقاء المحصول في الأرض لخمس سنوات من دون تغيير الشتلات، تؤدي إلى انخفاض إنتاجية الفدان بمرور الوقت.

البلدان النموذجية

بدوره، قال رئيس مركز البحوث الزراعية، محمد سليمان، إن مصر تعد من  البلدان النموذجية التي نجحت في السيطرة حتى الآن على مخاطر الآفات الزراعية خلال السنوات الماضية بالتعاون مع مختلف الأجهزة الفنية، مشيرًا إلى أن الوزارة أكدت ضرورة المتابعة المستمرة للحفاظ على سلامة وجودة المحاصيل.
وأضاف أن المشروع يستهدف رفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها بنسبة تصل إلى 30%، وترشيد استخدام المياه، من ثم زيادة دخل المزارع، وزيادة متوسط إنتاجية الفدان من 33 إلى 55 طنًا.

ونوه بأن أول محطة تستهدف إنتاج 15 مليون شتلة قصب سنويًا، لتلبية احتياجات إعادة تأهيل زراعات القصب في المحافظة والوقوف على مشكلات المزارعين لدعم هذه المنظومة لزيادة عائد منتجي قصب السكر من المحصول.

search