الخميس، 12 ديسمبر 2024

07:44 ص

عرابي محمود.. حكاية صياد يعبر الزمان بأدوات بسيطة

عرابي صياد بقنا تصوير أسماء عطا

عرابي صياد بقنا تصوير أسماء عطا

A A

من قلب نهر النيل الهادئ في قرية جزيرة مطيرة بمركز قوص بمحافظة قنا، ينبض قلب الصياد عرابي محمود (60 عامًا) بحكايات غارقة في شباك الصيد القديمة، التي أصبحت جزءًا من تاريخ حياته الممتدة على مدار ثلاثة عقود قضاها وسط الأمواج.

طفولة على ظهر مركب

تربى عرابي في بيئة تحيطها المياه، حيث نشأ مع والده على ظهر مركب خشبي صغير، ليعلمه أول دروس الصيد: الصبر والإيمان برزق الله. 

في قريته، يعتاش معظم الرجال من مهنة الصيد، وكل أسرة تقريبًا تمتلك مركبًا خاصًا بها، مما جعل الصيد جزءًا من تراثهم وهويتهم.

رحلة صيد يومية بأدوات بدائية

على الرغم من التطور الكبير في أدوات الصيد، يبقى عم عرابي متمسكًا بأدواته القديمة التي أصبحت اليوم شاهدة على غلاء أسعار المعدات الحديثة. 

يعتمد على شباك بسيطة مكونة من ثلاث طبقات مثبتة بالرصاص، ومركب صغيرة من الحديد، وعصا خشبية تُستخدم لدفع الأسماك نحو الشباك.

يبدأ عم عرابي وبقية الصيادين رحلتهم في النهر قبيل المغرب، حيث يلقون الشباك في أماكن محددة ثم يعودون فجرًا لجمع الأسماك العالقة. تستمر هذه الرحلة اليومية حتى قبيل الظهر، في مشهد يعكس صراعًا دائمًا مع الحياة وصعوبة تأمين العيش.

حكاية كفاح وأمل

يقول عم عرابي: "الصيد مش بس رزق.. ده حياة"، مشيرًا إلى أن النهر هو صديقه القديم الذي يمنحه الأمل في كل يوم. "كل ما نرمي الشباك، بنرمي معها تعبنا وأملنا في ربنا"، يتابع عرابي وهو يعكس روح الكفاح التي لا تنتهي.

حكاية عم عرابي ليست مجرد قصة صياد، بل هي قصة قروي يواجه تحديات الحياة اليومية بعزيمة وإصرار، متمسكًا بماضيه ويأمل في مستقبل يحمل له المزيد من الخير.

search