الخميس، 12 ديسمبر 2024

07:37 ص

جوزيه جوميز والفلسفة المجنونة.. الباحث عن كل "ناصرٍ منسيّ"

جوزيه جوميز

جوزيه جوميز

A A

في جلسة وداعية مؤثرة، أبلغ المدرب البرتغالي جوزيه جوميز لاعبي الزمالك بقرار رحيله عن الفريق، متجها لتدريب نادي الفتح السعودي.

ووجه جوميز الشكر للاعبين على الفترة التي قضاها معهم، متمنيا لهم التوفيق في المباريات المقبلة.

رحلة جوميز الكروية

ويعرف جوميز، المدرب المخضرم، بأسلوبه التكتيكي المميز، الذي يصفه البعض بـ“الفلسفة المجنونة" في إدارة المباريات.

لا يقتصر تميز جوزيه جوميز على الأسلوب الهجومي الذي يفضّله في لعب كرة القدم، بل يمتد إلى طريقة إدارته للاعبين واستخدامه للمداورة، حيث يمتلك فلسفة مختلفةً عن معظم المدربين، وظهرت تلك الشخصية مع الزمالك في المباريات الكبيرة.

يؤمن جوميز بضرورة تقديم كرة قدم هجومية ممتعة، إلا أن فلسفته تتجاوز ذلك بكثير، لتشمل تفاصيل دقيقة في طريقة التعامل مع اللاعبين وتوظيفهم داخل الملعب.

هل الأهلي طرفًا في رحيل جوميز ؟

كشف جوميز تلقيه عرضًا لتدريب النادي الأهلي المصري في وقت سابق، إلا أنه رفضه لأسباب لم يكشف عنها بعد.

كشف جوميز في حوار سابق له قبل توليه مهمة تدريب الزمالك، أسباب تنازله عن حلمه بالبقاء في إنجلترا، والأزمات التي واجهها مع إدارات الأندية. فهل تشبه تلك الأزمات ما عايشه جوميز في الزمالك، مما دفعه للتفكير في خوض تجربة جديدة في الدوري السعودي؟

أوضح جوميز لموقع "كوتشيس فويس"، رؤيته لكرة القدم، منتقدًا الطابع "الميكانيكي" الذي يسيطر على أداء العديد من الفرق.

طريقة جوميز الهجومية

أكد جوميز أنه لا توجد طريقة لعب واحدة صحيحة في كرة القدم، مشددًا على أهمية منح اللاعبين مساحة من الحرية للتعبير عن مهاراتهم وإبداعاتهم داخل الملعب.

وأوضح جوميز أن الأندية الكبرى يكون لديها بعض المخاوف تنبع من ضغط تحقيق النتائج الفورية، مما يدفع المدربين إلى تجنب أي مجازفة قد تؤثر على مسيرتهم المهنية.

أكد جوزيه جوميز أن رؤيته لكرة القدم ما هي إلا انعكاس لفلسفته في الحياة، حيث يسعى دائمًا إلى إيجاد الجمال في الأشياء والاستمتاع بها، سواء داخل الملعب أو خارجه.

رؤية جوميز في الملعب

ويضيف جوميز: "بحثي عن الحس الجمالي في اللعبة هو نفس بحثي عن العالم، أسعى إلى العثور على الجمال في الأشياء والاستمتاع بها".

شدد جوزيه جوميز على أهمية اللياقة البدنية للاعبي كرة القدم، قائلًا: "الحالة البدنية للاعبين تعتبر جزءًا من دمي".

وأوضح جوميز أن بناء الهجمة من الخلف، مع الاستحواذ على الكرة ومنح اللاعبين حرية الاستمتاع بالمباراة، يعد من أهم عناصر فلسفته الكروية، بهدف تقديم كرة قدم جميلة تمتع اللاعبين والجماهير.

ثقة جوميز في اللاعبين

كشف جوميز سر تحقيقه لنتائج جيدة مع الفرق التي دربها، مؤكدًا أن الثقة في اللاعبين تعد من أهم عوامل النجاح، الأمر الذي ربطه البعض بالمستوى الذي ظهر به مهاجم الزمالك ناصر منسي.

وقال جوميز: "لم أقرأ هذا في أي كتاب ولم أتعلم ذلك في الجامعة، لكننا حصلنا على نتائج جيدة واكتشفت أنه كلما وثقت في اللاعبين أكثر، كلما أعطوني المزيد في الملعب".

وأكد جوزيه جوميز أهمية ديناميكية المجموعة، مشيرًا إلى أن إشراك جميع اللاعبين يحفز المنافسة الشريفة بينهم، ويساهم في رفع مستوى الفريق ككل.

وأوضح جوميز أن اللاعبين الذين يشاركون بصورة منتظمة سيدركون أن مراكزهم ليست مضمونة، وأن هناك لاعبين آخرين ينتظرون فرصة لإثبات أنفسهم، مما يدفعهم إلى بذل قصارى جهدهم للحفاظ على مستواهم، وهذا ما قاسه البعض بموقفه مع اللاعب سيف الدين الجزيري.

تحديات تواجه جوميز

وأوضح جوميز: "إذا رأى اللاعبون الذين يلعبون أن اللاعبين الذين لا يلعبون لم يعودوا في أفضل حالاتهم، فسيشعرون بالراحة لأنهم يعرفون أن أماكنهم آمنة، أما مع وصول الجميع إلى أقصى حالاتهم، فسيكون هناك صراع على اللعب بشكل أساسي، وهذا ما يريده كل المدربين".

تطرق جوزيه جوميز إلى التحديات التي تواجه المدربين في إدارة اللاعبين النجوم، قائلًا: "في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة لأن الكثير من اللاعبين يريدون لعب كل مباراة ويعتقدون أنهم يستحقون ذلك، لا يتوقعون أن يكونوا على مقاعد البدلاء بسبب وضعهم".

وأوضح جوميز أنه يجري تغييرات على تشكيلة الفريق باستمرار لإظهار ثقته في جميع اللاعبين، بمن فيهم حارس المرمى، مؤكدًا أن هذه الرسالة لن تصل كاملة إلى الفريق دون إشراك الجميع.

ثقافة جوميز خارج الملعب

وأضاف جوميز: "أغير جميع اللاعبين لأنني أريد أن أظهر لهم مدى ثقتي فيهم جميعًا بما في ذلك حارس المرمى، إذا لم أغير الحارس فلن يكتمل الأمر لأن رسالتي للفريق لن تصل كاملة".

وشدد جوميز على أهمية الجانب الإنساني في إدارة الفريق، قائلًا: "في النهاية الشخص أهم من أي تكتيك".

يكشف جوزيه جوميز عن شغفه المبكر بكرة القدم، حيث كان يحلم منذ طفولته بأن يصبح لاعبًا مشهورًا، وكان يهرب من منزل جده ليذهب إلى ملعب "داس أنتاس"، معقل نادي بورتو القديم، لمشاهدة تدريبات الفريق عن قرب.

جوميز أدرك مع الوقت أن مستواه لا يؤهله ليصبح لاعبًا محترفًا، لكنه لم يستسلم لحلمه بالبقاء قريبًا من عالم كرة القدم، وانطلاقًا من شغفه باللعبة، التحق جوميز بالجامعة لدراسة علوم كرة القدم، مما أهله للحصول على فرصة العمل كمدرب أحمال في الجهاز الفني للمدرب البرتغالي أنتونيو جيسوس بنادي باكوس دي فيريرا، ليبدأ مسيرته المهنية في عالم التدريب.

رحلة جوميز في عالم التدريب

بعد تجارب متعددة مع فرق مغمورة في البرتغال، حصل جوزيه جوميز على فرصة العمل كمساعد للمدرب جوسفالدو فيريرا في نادي بورتو عام 2008.

واستمرت هذه الشراكة بين جوميز وفيريرا لعدة سنوات، حيث عملا معًا في أندية بورتو ومالاجا وباناثينايكوس، واكتسب جوميز خلالها خبرةً كبيرة في عالم التدريب.

وبعد انتهاء هذه المرحلة، قرر جوميز استئناف مسيرته كمدرب رئيسي، مؤكدًا جاهزيته لمواجهة التحديات الجديدة.

وقال جوميز: "وفي نهاية تلك الشراكة، استأنفت مسيرتي كمدير فني، شعرت بالاستعداد لمواجهة التحديات مرة أخرى، في الواقع لقد أصبحت مديرًا ولدي الكثير لأقدمه".

جوميز وفيريرا

خاض المدرب جوزيه جوميز تجارب عدة في الدوري السعودي والإماراتي، حيث درب أندية أهلي جدة واتحاد جدة وبني ياس، بالإضافة إلى ثلاث فترات قضاها مع التعاون السعودي.

في حديثه عن هذه التجارب، أكد جوميز أن العمل في أسواق كرة قدم أقل شهرة قد يوفّر للمدربين فرصة لتحقيق الاستقلال المالي، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر صرامة في قراراتهم.

وأضاف جوميز: "في بعض الأحيان، يوفر العمل في أسواق كرة قدم أقل شهرة للمدربين خطوة أساسية، يتيح لك تحقيق الاستقلال المالي وأن تكون أكثر صرامة في أفكارك، ويجعلك أقل عرضة للخطر في علاقتك مع الأندية فأنت لديك المال الكافي".

وأشار جوميز إلى أن الاستقلال المالي يساعد المدرب على رفض أي قرارات ظالمة من إدارة النادي، قائلًا: "الاستقلال المالي يغذي الشجاعة لعدم قبول الظلم من قرارات أي إدارة نادي أيضًا، وهذا كان أحد أهدافي للتدريب في الشرق الأوسط".

search