الخميس، 24 أكتوبر 2024

06:17 م

في النيجر.. الزوجة الأولى تستقبل الثانية بمراسم احتفالية

عادات الزواج في أفريقيا

عادات الزواج في أفريقيا

أسامة حماد

A A

تفرض العادات والتقاليد في دولة النيجر على الزوجة الأولى أن تستقبل ضرتها بمراسم احتفالية خاصة، بهدف إضفاء نوع من الألفة والتفاهم بين الضرتين وعائلتيهما وإظهار مدى السعادة والتوافق داخل بيت الزوج.

إلا أنه أحياناً تتخلل هذه الاحتفالات إهانات بشكل علني والكثير من الكلام المبتذل والمقارنات المحرجة.

 الزوجة الأولى

ويعد تطبيق هذه العادات بمثابة دين تضعه الزوجة الأولى على عاتق زوجها وضرتها ليكافئوها بمعاملة حسنة، حيث يرفع ذلك من درجة تقدير واحترام الزوجة الأولى في وسطها العائلي خاصة لدى زوجها وأصهارها.

وتخصص الأسر في النيجر يوماً لاستقبال الزوجة الثانية بتنظيم حفل للنساء تعبيراً من الزوجة الأولى عن عراقة أصلها واحترامها للتقاليد وموافقتها على الزواج، وتحضر عائلة الزوجة الأولى الحفل، ليتم التعارف بين العائلتين ثم تحرص كبيرات السن على تلطيف الأجواء وإسداء النصح لكل الحاضرات من أجل إنجاح علاقتهن مع أزواجهن.

ونقلت قناة العربية، عن عائشة احمدبا (ربة بيت) من النيجر: أن هذه الاحتفال يطلق عليها، اسم “المارتشندا”، وتنظمه الزوجة الأولى احتفالاً بانضمام الثانية للعائلة، وتحسن استقبالها بأموال الزوج.

وواصلت عائشة، “هذا الاستقبال لا يقتصر على الزوجة الثانية فقط بل في كل مرة تصل زوجة جديدة للبيت، وهو واجب على كل من فقدت امتياز الزوجة الأخيرة”.

الحكايات الغنية بالعبر

وتابعت أنه، “من الطريف والمحرج، أن كل فريق يطالب من الزوج بأن تكون ابنتهم هي المفضلة لديه، لكن ما يلبث أن تتحول الأجواء إلى مرح وغناء"، موضحة أن الحفل يتميز بتقاليده وخاصة المبارزة اللفظية القوية المليئة بالأمثال ولقطات من الحياة والحكايات الغنية بالعبر، وتكون هذه المبارزة بين السيدات الخبيرات في الحياة من العائلتين.

يمثل الحفل فرصة لتنال الزوجة الأولى الاحترام من قبل ضرتها الجديدة في لقائهما الأول. 

حسب قول عائشة، التي أوضحت أن تقبل الزوجة الأولى، للتعدد وترحيبها بضرتها يعد أعظم مثل للتضحية والصبر من أجل أسرتها، مما يتوجب على العروس تقبل هذا التصرف بكل احترام وعرفان.

خلافات داخل الأسرة

وإذا وقع خلافات داخل الأسرة تتدخل عائلة الزوج للضغط عليه وتذكّيره بما فعلته الزوجة الأولى من حفاوة وترحيب بالزوجة الثانية، وأنه بالتالي عليه رد الجميل لها بعدم إنكار ما فعلته.

الزوجة الأولى غير مُطالبة بكثرة الحديث في الحفل رغم استضافتها له، وذلك حفاظًا على مشاعر ضرتها حيث تتوسط الجلسة وسط صديقاتها وتترك للضيوف حرية الحديث، الذي يركز عادة حول تجارب حياة الضرات وكيف أنهن أصبحن أخوات وتعاونّ على تربية الأبناء كأسرة واحدة.

وينحصر الحديث بين المدعوين وكبيرات العائلة اللواتي يقدمن النصائح ويرددن الحكم والأمثال ويسردن قصصا تناقش المشاكل المرتبطة بتعدد الزوجات وفضل التربية والأخلاق في تقبل الوضع، مع الحرص على جو المرح والوئام بإلقاء النكت والإثارة بين الفينة والأخرى.

search