الإثنين، 23 ديسمبر 2024

08:19 م

بنت الباجور تستغيث.. "فرح" تمسح السيارات بالدموع خوفًا من زوّار الليل

فرح

فرح

عاصم هشام - جهاد جاد المولي

A A

في الساعات الأولى من صباح كل يوم تخرج "فرح" إلى شوارع مدينة الباجور بمحافظة المنوفية، وبين يديها قطعة قماش بالية، فبدلًا من مقاعد الدراسة ولٌعب الأطفال، اختارت زجاج السيارات ليكون وسيلة لكسب لقمة العيش، وسداد ديون أسرتها المتراكمة.

قطعة قماش مبللة 

“عايشة بين العربيات واتحرمت من والدي وأنا طفلة”.. بهذه الكلمات بدأت فرح حديثها لـ"تليجراف مصر"، موضحة أنها تبلغ من العمر 15 عامًا، وأنها حُرمت من والدها حين كان عمرها 9 شهور.

وأضافت أنها تحمل على عاتقها مسؤولية أسرة كاملة، لذا اضطرت للنزول إلى الشارع والعمل حتى تستطيع سداد الديون المتراكمة على والدتها، وتلبية متطلبات شقيقتها الكبرى، التي تعاني مرض السكري، وبحاجة إلى رعاية خاصة.

وتابعت أنها مع صباح كل يوم تحمل في يدها فوطة مبللة، وتتجوّل في شوارع المدينة، لتنظيف زجاج السيارات، أملًا في الحصول على حفنة من الجنيهات تعينها على متطلبات الحياة، وأن كل جنيه تجمعه هو خطوة أقرب إلى شراء دواء شقيقتها المريضة التي أحيانًا تصاب بغيبوبة سكر لأن ليس لديها ما يكفي من المال لشراء الإنسولين، أو دفع جزء من ديون والدتها المهددة بالسجن في حال عدم السداد. 

توفير العلاج وسداد الديون

واستكملت الطفلة فرح قصتها الصعبة، قائلة إنها تقف لساعات طويلة تتوسل للسائقين من أجل مسح سياراتهم مقابل مبلغ زهيد، مشيرة إلى أنها تتعرض لمضايقات ويحاول البعض استغلال ظروفها ومسوامتها عن نفسها، محاولين إغرائها بمبالغ مالية، إلا أنها لا تلتفت لتلك الأمور.

واغرورقت عيناها بالدموع، أضافت أنها رغم كل هذه الظروف، لن تفقد الأمل لحظة في قدرتها على سداد ديون أمها وأن نعيش بأمان دون خوف من أن يأتي أحد ويطرق باب بيتهم في ساعة متأخرة من الليل طالبًا سداد ما عليهم من ديون.

“كان نفسي أتعلم وأشتغل بشهادتي”.. هكذا عبّرت فرح عن أكبر أمنياتها، ولكن ظروف الحياة كانت دائمًا أصعب، وحالت بينها وبين أمنياتها.

واختتمت حديثها بتوجيه نداء للمسؤولين والجهات المعنية بالنظر إلى حالة أسرتها من أجل سداد ديون والدتها، وتوفير العلاج لشقيقتها.

search