الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:48 ص

من الجاني؟!.. طمس وتشويه سقف مسجد المرسي أبو العباس

سقف مسجد المرسي أبو العباس قبل وبعد الترميم

سقف مسجد المرسي أبو العباس قبل وبعد الترميم

أحمد الليثي

A A

على مدار مئات السنين ظل مسجد المرسي أبو العباس، صامدًا في مواجهة عوامل التعرية والرطوبة، في منطقة الأنفوشي، بمحافظة الإسكندرية، يستقبل زواره ومريديه، من شتى بقاع مصر وخارجها، حتى طالته أعمال التجديد، أو “التشويه” بمعنى أدق، ما تسبب في طمس سقفه الأثري، بالأسمنت واللون الأبيض.

بداية الأزمة 

بدأت الأزمة منذ أيام، حيث فوجئ رواد المسجد، بطمس زخارف سقفه الداخلي، أو "الشخشيخة"، التي تم تغطيتها بقشرة أسمنتية "محارة"، ثم دهانها بلون أبيض، ما أثار موجة غضب تحولت إلى ردود أفعال واسعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بإنقاذ هذا الأثر من الضياع.

ما الذي حدث؟

ما حدث، بدايته كانت مع تقدم مديرية الأوقاف، بطلب للحصول على ترخيص، للقيام بأعمال ترميم في مسجد المرسي أبو العباس، من حي الجمرك، إلا أن الأعمال بدأت، قبل صدور الترخيص، لدرء الخطورة عن المسجد، والإبقاء عليه مفتوحًا أمام المصلين، وحفاظًا على أرواحهم، فتم الاستعانة بمقاول لتنفيذ عمليات الترميم، بدون ترخيص.

خطأ مقاول

بعد موجة الغضب الواسعة، انتدبت محافظة الإسكندرية، لجنة متخصصة من إدارة التراث، والإدارة الهندسية والقانونية في حي الجمرك، للمعاينة والتعرف، على ما وصلت إليه حالة المسجد.

اللجنة توصلت إلى أن المقاول، نفذ عمليات ترميم سقف المسجد، دون الرجوع إلى الفنيين والمختصين، في أعمال ترميم المنشآت التراثية، وقررت وقف كافة أعمال الترميم، لمراجعة ما قام به المقاول، وتقييم الوضع الحالي للمسجد.

إصلاح الخطأ 

نقيب المهندسين بالإسكندرية ورئيس اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث بالمحافظة، الدكتور هشام سعودي، أكد أن اللجنة، تعمل حاليًا، على جمع تصميمات الزخارف القديمة، بسقف المسجد، من أجل العمل على إعادتها، لسابق عهدها، اعتمادًا على شركات متخصصة في مجال ترميم المباني التراثية.

كما نوه "سعودي"، بحسب تصريحات صحفية له، بتحويل ملف سقف مسجد المرسي أبو العباس، بالكامل إلى الجهات المعنية، لاتخاذ الإجراءات القانونية، ومحاسبة المتسببين، والذين من المنتظر محاسبتهم، بتهمة تنفيذ أعمال الترميم دون ترخيص، ومخالفة قانون الحفاظ على التراث.

ليس أثرًا 

بالبحث تبين أن مسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية، لا يدخل ضمن قائمة الآثار الإسلامية، في محافظة الإسكندرية، ولا يخضع لإشراف وزارة الآثار، بل تعود تبعيته إلى وزارة الأوقاف المصرية، التي تتولى الإشراف على أعمال متابعته وصيانته وإدارته.

السقف يتآكل

وبصفتها المختصة بالإشراف على المسجد، علقت مديرية أوقاف الإسكندرية، على الواقعة بجملتها، بأن أعمال الترميم، جاءت بسبب تساقط، بعض الزخارف الجبسية، المتواجدة في السقف الداخلي، لمبنى المسجد، موضحة أن السقف كان يتآكل، بسبب تشبعه بمياه الأمطار، مما يهدد سلامة المصلين، وجرى اتخاذ اللازم، بإسناد مهمة الترميم والتطوير، إلى إحدى الشركات المتخصصة.

تاريخ المسجد

يمتد تاريخ مسجد المرسي أبو العباس، إلى 743 سنة، حيث تم بناؤه في عام 1281 ميلاديًا، بالتزامن مع وفاة أبو العباس المرسي، حيث احتفظ، تلاميذه برفاته، داخل مقبرة صغيرة، أمام الميناء الشرقي بالإسكندرية، وفي عام 1307، تطوع الشيخ زين الدين القطان، كبير تجار حي بحري، في هذا الوقت، ببناء ضريح للرفات "المرسي".

وجاءت النقلة المعمارية والتراثية الفعلية، لمبنى المسجد، في عهد الملك فؤاد الأول، الذي أمر بتوسعته، وإنشاء ميدان له، على مساحة 3 آلاف متر مربع، وإسناد مهمة تصميمه إلى المعماري الإيطالي، ماريو روسي، ليظل المسجد، على شكله حتى قبل عملية الترميم الأخيرة.

search