أمريكا تواجه غزوًا أجنبيًا يأكل الأخضر واليابس

حذر الخبراء من أن أمريكا الشمالية في خضم غزو فريد لـ 70 نوعًا من ديدان الأرض القادمة من عدة قارات هي آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، والتي تهدد بتدمير المحاصيل وإحداث خلل بالنظام البيئي.

 ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، اليوم، عن الخبراء، أن أنواع الديدان التي تغزو أمريكا، تستهلك قدرًا أكبر من الأوراق فوق سطح الأرض مقارنة بديدان الأرض الأصلية في أمريكا الشمالية، ما يهدد بتدمير النباتات وتجويع الحشرات والبرمائيات.

وتشكل ديدان الأرض الأجنبية 23% من الأنواع المحلية البالغ عددها 308 أنواع.

97% من التربة

وألقى الباحثون نظرة على العدد التقديري للأنواع الغريبة للديدان مقابل العدد الإجمالي لكل من أنواع ديدان الأرض المحلية والغريبة، باستخدام البيانات من عام 2000 إلى عام 2021.

وقام الفريق بجمع  بيانات عن النوعين عبر 2510 منطقة جغرافية في أمريكا الشمالية وقاموا بتقسيمها للنظر في اسم النوع والمنطقة.

وكشفت النتائج، التي توصلوا إليها، أن ديدان الأرض الغريبة تتواجد في 97% من التربة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وتمثل 23% من أنواع ديدان الأرض.

وتعد الدودة القافزة أحد الأنواع الغازية التي غزت واشنطن العاصمة وقتلت النباتات والأشجار عن طريق تجفيف العناصر الغذائية من التربة.

مصدر قلق

وقال الباحثون إن مصدر القلق الرئيسي لانتشار ديدان الأرض الأجنبية في أمريكا الشمالية هو نظامها الغذائي، إذ تتغذى ديدان الأرض الأصلية في المقام الأول على التربة وفيها، لكن الأنواع الغريبة تتغذى في القمامة وفيها، ما يشير إلى أنها تزيد من تحلل القمامة.

وتعمل ديدان الأرض الغريبة في الغابات ذات الأوراق العريضة في الولايات المتحدة، بينما في كندا تتغذى على الأشجار، مثل قيقب السكر، عن طريق تغيير الموائل الدقيقة في التربة والتي يمكن أن تساعد بعد ذلك على انتشار النباتات الغازية.

ويمكن أن تؤدي الزيادة الإضافية في تحلل القمامة-تحلل المواد العضوية- إلى تغييرات في الوظيفة البيئية والتنوع البيولوجي.

وأضافت الدراسة أن ديدان الأرض الغريبة يمكن أن تغير أيضًا العناصر الغذائية ودرجة الحموضة وملمس التربة، ما يؤدي إلى تدني جودة المحاصيل على الرغم من زيادة إنتاجية المحاصيل.

ويقترح الباحثون أن يقوم صناع السياسات بتعديل القوانين الحالية المحيطة بتوزيع ديدان الأرض الغريبة من خلال تشجيع الناس على التحول إلى استخدام الديدان المحلية في التسميد وطُعم الأسماك، حيث أشاروا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثير الكامل لديدان الأرض الغريبة على النظام البيئي.