الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:26 م

أول قصة حب في التاريخ .. حكاية "إيزادورا" و"حابي" بتونا الجبل "فيديو وصور"

مومياء إيزادورا

مومياء إيزادورا

المنيا - زينه الهلالي

A A

يحتفل العالم بعيد الحب، في 14 فبراير، من كل عام، وبالتزامن مع هذه المناسبة، يتذكر المحبون قصة حب الكاهن "فلانتين" الذي سُمي العيد باسمه، إلا أن محافظة المنيا، تحتضن في صحرائها الغربية، بمنطقة تونا الجبل، واحدة من أقدم قصص الحب، في التاريخ، والمدونة على جدران مقبرة بها مومياء لفتاة محنطة، انتهت قصة حبها، بانتحارها في النيل، منذ أكثر من 2000 سنة.

مقبرة إيزادورا 

تعد مقبرة "إيزادورا" أحد أشهر معالم منطقة تونا الجبل، التي تقع بالظهير الغربي لمركز ملوي، جنوبي المنيا، وبحسب أثريين فإن الفتاة، من أصول إغريقية، وكانت ابنة الملك حاكم الإقليم “انتونيو بوليس” - قرية الشيخ عبادة حالياً - ووقعت في حب أحد أفراد الجيش، يُدعى "حابي"، وفي هذا الوقت، كان غير مقبول، أن تحب ابنة الملك، شخص من عامة الشعب، إذ كانت تعيش في قصر والدها، وهو من الطبقة العامية، لكنهما ظلا يتبادلان العشق لسنوات، حتى انكشف أمرهما.

إيزادورا وحابي

بدأت قصة حب “إيزادورا” و"حابي"، أثناء مشاهدتها لاحتفالات المدينة، برمز الحكمة الإله "تحوتي"، وكانت تبلغ 16 سنة، وتعرفت عليه بعد تلك الاحتفالات، وأخذا يتقابلان، لمدة 3 سنوات، على ضفاف النيل، إلى أن علم والدها بقصة حبهما، وقرر أن يمنعها من مقابلته.

شهيدة الحب 

أمير محمد، أحد مفتشي الآثار بمنطقة تونا الجبل والمؤرخين، قال إنه عندما علمت “إيزادورا”، بقرار والدها، بمنعها من مقابلة حبيبها “حابي”، وأنها لن تخرج ثانية، إلا برفقة حُراس والدها، ذهبت إلى النيل خلسة، وبالتحديد في المكان الذي كانت تقابل فيه محبوبها، وألقت بنفسها في المياه، وفارقت الحياة حزنًا على حبيبها، وجرى استخراج جثتها، وتحنيطها، وعمل مقبرة جميلة لها، عام 120 قبل الميلاد.

رثاء والدها 

يستكمل أمير حديثه، بأن  أبرز ما يميز مقبرة "إيزادورا"، والتي تعد أيقونة المزارات بتونا الجبل، هو ما كتبه والدها على جدران المقبرة، من رثاء طويل على حائط، مدخل الحجرة، مكتوب عليها: "أيتها الصغيرة الجميلة.. أيتها الطيبة البريئة.. والزهرة الناضرة، التي ذبلت في ربيع العمر.. يا ملاكي الطاهر، الذي رحل دون وداع".

search