الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:32 ص

أبو عبيدة.. المألوف المجهول

أبو عبيدة

أبو عبيدة

أحمد سعد قاسم

A A

ملامحه غير معروفة بشكل أكيد، لكن الاسم مألوف، والصوت كذلك، يرى الملايين في ظهوره نافذةً على الأمل، ويترقبون منه أخبارًا جديدة، تنعش أملهم في انتصارات جديدة للمقاومة على جيش الاحتلال. يقفون عند كل كلمة يقولها باهتمام وتمعن في كل جملة خبر، أو وعد، أو وعيد.

على الرغم من أن ظهوره لأول مرة، كان قبل نحو 17 عامًا، فإن المتحدث باسم حركة حماس الفلسطينية، أبو عبيدة، حاز انتباه الملايين، وأثار فضولهم، وأسئلتهم، فقط منذ الصراع الأخير مع إسرائيل، حيث ظهر ملثَّما، ينطق العربية بفصاحة، ويلقي بياناته بجرأةٍ وثقةٍ واعتداد.

صوتٌ من خلف الكوفية

ما يميز أبو عبيدة هو غموض هويته، وتواري وجهه خلف الكوفية التي تغطي معالمه، منذ ظهوره الأول في عام 2006، عندما أعلن عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ثم إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، ليصبح أبو عبيدة حينها صوت كتائب القسام.

اكتسب أبو عبيدة شعبية كبيرة بين الفلسطينيين ومؤيديهم بفضل لهجته الجريئة وثقته العالية بالنفس، بالإضافة إلى خبرته العسكرية الكبيرة وقدرته على التواصل بطلاقة باللغات: العربية والعبرية والإنجليزية.

محاولة للانتصار “بمعلومة”

حاولت تل أبيب اغتياله مرات عدة، لكنها فشلت في تحديد مكانه وهويته الحقيقية. وعلى الرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي الكشف عن هويته، فإن أبو عبيدة ما يزال مجهول الهوية.

أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، كتب في تغريدة سابقة على موقع إكس "حذيفة كحلوت هو الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، حان الوقت لكشف هويته"، ونشر مقطع فيديو يكشف وجه أبو عبيدة. ومع ذلك، لم تعلق حركة حماس، واستمرت في إبقاء هوية المتحدث باسمها سرًا.

منشور أفخاي أدرعي على موقع إكس -تويتر سابقا-

تعتبر حماس أن هذا الغموض حول هوية أبو عبيدة يسهم في زيادة قوته الرمزية، وجذب انتباه الجماهير، ولهذا تحرص على إبقائه مجهولا، حيث يمنحها المرونة والقدرة على التحرك في ظل الصراع مع إسرائيل.

لم تعلق حركة حماس على تغريدة أدرعي، رغم نفيها لصورة كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرتها عام 2014، تحت اسم حذيفة سمير عبد الله الكحلوت. 

حينها قالت الحركة إن أبو عبيدة "لا ولن يظهر في الإعلام"، وأن عددًا قليلًا فقط من الناس يعرفون من هو. 

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أبو عبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عام 2013، وأنه كتب أطروحة بعنوان: "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام"، وكان يستعد للحصول على درجة الدكتوراه.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن أبو عبيدة ينحدر في الأصل من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948. ويعيش الآن، بحسب التقارير، في جباليا شمال شرق غزة.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن منزل أبو عبيدة تعرض للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة في عامي 2008 و2012، بالإضافة إلى العملية الحالية في قطاع غزة.

أبو عبيدة

 

اضطهاد السوشيال ميديا

في 2016، وبعد يوم واحد من إطلاقها، أغلق موقع "فيسبوك" صفحة أبو عبيدة، وذلك بعد وقت قصير من إغلاق حسابه على “تويتر” وقتها أيضًا، الذي كان يتابعه 200 ألف شخص.

لم يصدر الجناح العسكري لحماس حينها بيانًا، لكن علق "سنوصل رسالتنا بطرق كثيرة ومبتكرة، وسنصر على طرق كل باب، وفتح كل نافذة إعلامية يمكننا من خلالها الوصول إلى عقول وقلوب الملايين".

وتستخدم الحركة هذه الفترة شات "تيليجرام" للتواصل مع الجمهور العربي والعالمي وبث الفيديوهات والصور والخطابات الخاصة بها رغم إغلاق قناتها أكثر من مرة، فإنها تواصل كل مرة فتح قنوات جديدة.

search