الأحد، 08 سبتمبر 2024

04:46 ص

"تليجراف مصر".. النهر يتدفق

هواء ساكن ونوافذ شمس مغلقة، وعُصَب منغلقة على نفسها، وزمن عُسر جعل الكلمة تتمطى وتدرج في سياقات رتيبة.. لا تُعبر ولا تُخاطب سوى ناطقيها. 

حين تصير الكلمة نزيل قلاع وهمية، تُصبح الصحافة بلا روح أو سلاح في خضم هجوم وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني، وتحديات المواطن المتعطش لكلمة جيدة تخاطبه وتفهمه وتنطق عنه.
في غمار هذا، تولد تجربة جديدة، ومغامرة جادة تمتلك قدرًا كبيرًا من التخطيط الواعي والشجاعة والرؤية الصائبة والخيال الطليق، "تليجراف مصر". 

منصة إخبارية تسير على درب المواطن وتخاطبه، تضيء له النصوص التي تسهم في فتح رتاجات عقله، وتخضّ أشجاره لتطرح أوراقها الصفراء، وتأنسه وقت رفاهيته وتسليته. 
رهان "تليجراف مصر"، جيل من الشباب هو قوامها، يشع بالطاقة والحماس، ممتزجًا بفكر مقرون بالمسؤولية والرصانة، وإبداع يشق طريقه من أرض المغامرة، ويكسر قيود التقليدية. 

"نبدأ من حيث انتهى الآخرون".. قالها لنا رئيس التحرير، سامي عبد الراضي، في اجتماعه الأول، بما يحمل دلالة لتقدير من سبقونا، ممن أسسوا منابر عاشت زمنها وأدت رسالتها أو ما زالت، لتكون بداية استئناف جديدة للمغامرة على "أرض الكلمة والصورة".

ولا أخفي ما ينتابني من يأس في لحظات متفاوتة، لما أصاب حال صحافتنا، وأدرك أنّ مشروعا واحدا أو طاقة منصة قد لا تصل إلى الأحلام المرجوة، ولكن "أثر الفراشة" يبقى..

"صحافة تليق بك".. شعار المغامرة التي نسعى ألا يحيد كل من يشارك في رفدها عنها، وألا تكون مجرد اسم يصطف بجوار آخرين دون تأثير يُذكر، وألا تنتهي ولا يُكتب عليها الموت إكلينيكيًا..

مغامرة تستحق لأنها تحمل آمالًا كبيرة لجميع من يخوضها، ويأملون أن تتحقق وتحقق مراميها في تقديم منتج، معياره الجودة والجدّة، من دون إسفاف أو ابتذال أو نكوص أو تصيد أو انتهاك صارخ.

مغامرة "كُتب عليها بأمر أصحابها" تقديم صحافة تحترم محررها وقارئها، ليس من هدفها إنجاز لا يتجاوز اشتعال عود ثقاب ما يلبس أن ينطفئ، أو تبدو مثل "دونكيشوتا" في رواية الإسباني "ميغاييل سرفانتس"، بل القارئ هو هدفها دون إثارة أو تهويل أو تضليل. 

من الآن فصاعدًا، يتدفق نهر كلمة "تليجراف مصر"، ما يضع محرريها ومسؤوليها أمام التزامهم وعهدهم بالسير في طريق المهنية وتقديم صحافة تليق بقارئها وبكاتبها.

أخبار متعلقة

هنا.. "تليجراف مصر"

15 ديسمبر 2023 03:10 م

search