الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:47 م

في قرار تاريخي.. الاتحاد الأوروبي يصوت على إصلاح قوانين الهجرة

ناجين من رحلة لجوء غير شرعيه في البحر

ناجين من رحلة لجوء غير شرعيه في البحر

أحمد سعد قاسم

A A

في قرار تاريخي، وافق الاتحاد الأوروبي على إصلاح شامل لقوانين الهجرة، مما يمثل خروجاً كبيراً عن السياسات الحالية.

 وتلغي الإجراءات الجديدة القاعدة التي تلزم اللاجئين بطلب اللجوء في أول دولة يصلون إليها في الاتحاد الأوروبي، مما يمثل تحولا محوريا في نهج الكتلة لإدارة الهجرة.

وفق التايمز البريطانية، يعكس إقرار البرلمان الأوروبي للميثاق الجديد بشأن الهجرة واللجوء، اليوم الأربعاء، استجابة الاتحاد الأوروبي لتصاعد طلبات اللجوء والأزمة الإنسانية التي تتكشف في مخيمات المهاجرين. وينهي هذا الإصلاح فعلياً نظام دبلن، الذي يتطلب نقطة دخول أولية إلى الاتحاد الأوروبي للمهاجرين لمعالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وبموجب الإطار الجديد، تكتسب الدول الأعضاء المرونة اللازمة لنقل اللاجئين إلى بلدان بديلة لمعالجة طلبات اللجوء.

وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتز، بالإصلاح ووصفه بأنه "خطوة تاريخية" نحو تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء. ومع ذلك، فقد أثار القرار انتقادات من طرفي الطيف السياسي. وفي حين يرى اليمين المتشدد أن الإصلاح غير قوي بما فيه الكفاية، فإن اليسار يعارض استمرار احتجاز القاصرين.

وعلى الرغم من تبني الإصلاح، أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بشكل لا لبس فيه عن رفض بلاده استضافة المهاجرين، وهو ما يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه التوصل إلى الإجماع بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.

وتتطلب حزمة الإصلاحات، التي تتألف من عشرة مكونات معقدة، موافقة بالإجماع حتى يتم إقرارها بالكامل. ومن بين أهدافها وضع إجراءات موحدة لطلب اللجوء لضمان المعاملة العادلة للمهاجرين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

أحد العناصر الأساسية للإصلاح هو استبدال لائحة دبلن بـ "آلية تضامن"، لتسهيل نقل المهاجرين من بلدان الدخول الأولية لتخفيف الضغط على الدول التي تتحمل العبء الأكبر من الوافدين، مثل إيطاليا واليونان.

وتعثرت محاولات الاتحاد الأوروبي السابقة لإطلاق مبادرات مماثلة بسبب مقاومة الدول الأعضاء ذات المواقف الصارمة المناهضة للهجرة. ويقدم الميثاق الجديد بنداً خاصاً بإلغاء الاشتراك، مما يسمح للدول المترددة بالمساهمة مالياً في الاتحاد الأوروبي بدلاً من ذلك.

علاوة على ذلك، يقدم الإصلاح تدابير لتسريع معالجة طلبات اللجوء ويسمح بالاحتجاز على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ومن الجدير بالذكر أن قاعدة البيانات المشتركة للوافدين ستمكن من تبادل المعلومات بين دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتاريخ طلبات اللجوء.

ارتفعت طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، لتتجاوز 1.14 مليون العام الماضي - وهو أعلى مستوى منذ أزمة المهاجرين عام 2015. وقد اشتدت الحاجة الملحة إلى معالجة هذه الأزمة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة في يونيو، إلا أن الشكوك ما زالت قائمة بشأن مدى فعالية الإصلاح.

وفي ضوء الجدول الزمني الطويل للتنفيذ – المتوقع أن يبدأ في عام 2026 – لا تزال هناك مخاوف من أن الإصلاح قد يثير توقعات غير واقعية بين الناخبين.

وعلى الرغم من تطمينات كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من أن الإصلاح قد يمهد الطريق لمخطط مثير للجدل يشبه مبادرة رواندا التي أطلقتها المملكة المتحدة، مما يثير المخاوف بين منظمات حقوق الإنسان.

وتظل الهجرة تشكل تحديا دائما للمشهد السياسي في أوروبا، مع استمرار تداعيات موجات الوافدين السابقة في التأثير على المناقشات السياسية. وعلى خلفية الاضطرابات الجيوسياسية والأزمات الإنسانية، يمثل إصلاح الهجرة في الاتحاد الأوروبي منعطفا حاسما في تشكيل استجابة المنطقة لديناميكيات الهجرة.

search