الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:00 ص

قطع كهرباء وفواتير خيالية.. متى ينتهي كابوس تخفيف الأحمال؟

انقطاع الكهرباء

انقطاع الكهرباء

روان عبدالباقي

A A

أثار ارتفاع درجات الحرارة اليوم وتحديدا في وقت الظهيرة، غضب مواطن يقطن بمحافظة الجيزة، الأمر الذي اضطره إلى تحمّل ما يزيد عن ساعة حتى عادت الكهرباء ودارت المروحة، كان فيها أسعد المصريين.

قطع كهرباء وفواتير خيالية

القصة القصيرة السابقة كان ضمن ما صل من شكاوى إلى رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إيهاب منصور، الذي تقدم بعدد من طلبات الإحاطة والأسئلة الموجهة لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة بشأن استمرار قطع الكهرباء والفواتير الخيالية للكهرباء في بعض مناطق الجيزة.

قال منصور، “فوجئنا العام الماضي بقرارات من وزارة الكهرباء عن عودة انقطاع التيار الكهربائي لمدة قد تزيد إلى ساعتين بدلاً من ساعة واحدة، وكان السبب المعلن حينها توفير العملة الصعبة لندرتها، وقد سمعنا مؤخراً باستثمارات وقروض ومنح تخطت 60 مليار دولار من المفترض أن تنهي أزمة العملة الصعبة ولو بصورة مؤقتة”.

أضاف منصور، أن القرارات الأخيرة للحكومة جاءت مخيبة للآمال، في حين أن الطاقة الإنتاجية للكهرباء في مصر بلغت 48 ألف ميجا وات فضلا عن إعلان الحكومة سابقا بأنها حققت فائضا في انتاج الكهرباء يمكن تصديره، متسائلا: “هل من المنطق أن القطاع الوحيد الذي حقق فائضا يصبح مصدر معاناة للمواطنين؟”.

واستعاد النائب مشهدا لم ينساه العام الماضي حين توقفت المراوح الكهربائية أثناء أداء بعض الطلبة للامتحانات، ليتدخل حينها لحل الأزمة، آملا أن لا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى، معقبا، “يكفينا بعبع الثانوية العامة مش ناقصين بعبع الكهرباء”.

رسوم وحدات بالآلاف

بشأن رسوم الممارسات للوحدات السكنية، قال إنها كارثة أخرى، إذ وصلت بعض الرسوم لـ5 آلاف جنيه لوحدة سكنية عادية مساحتها 135 متر مسطح تقع في نطاق محافظة الجيزة، وتقدم أصحاب الوحدات بطلبات لتركيب عدادات من عام 2012 ودفع المواطنون المقايسات لإحدى الشركات ولم يتم تركيب العدادات حتى الآن.

المواطنون قدموا تظلمات منذ شهور ولم يرد عليها حتى الآن، حسب منصور، الذي قال إن الخوف من تحول الأمر لأحكام على المواطنين لا ذنب لهم فيها، منوها إلى أنه اطلع على نماذج من الممارسات التي وصلت لـ5 آلاف جنيه للوحدة الواحدة لشهر واحد فقط وهو ما رفضه المواطنون مؤخرا ولم يقوموا بالسداد، رغم أن الاستهلاك الطبيعي كان يتراوح بين 700 و1200 جنيه تقريبا للوحدة السكنية شهريا.

هذه ليست المرة الأولى التي تأتي فيها شكاوى إلى منصور حول هذا الأمر، فقد أوضح أن تقدم الشهر الماضي بطلب إحاطة آخر لوحدات سكنية وصلت قيمة ممارسة الكهرباء 17 ألف جنيه للوحدة في الشهر الواحد، معلقا، “ده استهلاك مصنع مش شقة”.

غضب عمرو أديب

الغضب على الحكومة بسبب انقطاع الكهرباء لم يقتصر على مجلس النواب وحده، بل وصل إلى وسائل التوصل الاجتماعي التي تكتظ بالغضب الممزوج بالسخرية حتى وصلت إلى الإعلامي عمرو أديب الذي استنكر الإعلامي قرار الحكومة بشأن عودة تطبيق خطة تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء عقب إجازة عيد الفطر المبارك.

أديب قال خلال إحدى حلقات برنامجه “الحكاية” المذاع على شاشة mbc مصر “مفيش دولة في الدنيا بتعيش بالوضع ده، هل التوفير يوازي ما يتعرض له المواطن من خسائر جراء انقطاع الكهرباء يوميًا، للأسف معندناش حد في الحكومة بيقول أسباب الاستمرار في خطة تخفيف الأحمال عشان نتقدم باقتراحات”.

خطة تخفيف الأحمال تستثني جميع المناطق والمجالات الصناعية، بالإضافة إلى المدن الساحلية والمناطق الاستراتيجية من أقسام شرطة ومستشفيات، حسب مصدر في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، كما جاءت الكنائس ضمن الأماكن المستثناة وذلك خلال الأيام التي تشهد احتفال الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد وأسبوع الآلام، حسب بيان مجلس الوزراء اليوم.

وأضاف المصدر لـ"تليجراف مصر"، أنه تم حصر المناطق التي كانت بها شكاوى، للعمل على حل السلبيات وتنظيم عملية تخفيف الأحمال بشكل أفضل، حيث يتم إبلاغ مركز التحكم بكل المحافظات بأوقات تخفيف الأحمال، والتنسيق مع المحافظات لإعلام المواطنين بمواعيد انقطاع التيار الكهربائي، لاتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تأثير انقطاع الكهرباء على الأعمال.

حل مشكلة الكهرباء

وتهدف خطة تخفيف الأحمال إلى تقليل الضغط على شبكة الكهرباء التي تعتمد بشكل رئيسي على الوقود مثل المازوت والغاز الطبيعي، في إطار استراتيجية الحكومة للتحكم في السيولة الدولارية وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وفقًا للمتحدث باسم مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

أوضح أن توافر السيولة الدولارية خلال الفترة الأخيرة يتطلب زيادة الاحتياجات من الوقود والكهرباء، لتلبية المشروعات القومية والتوسع العمراني، ومع ذلك، تعمل الحكومة على ترشيد الإنفاق لتلبية الاحتياجات الأخرى مثل الأدوية والأغذية والأعلاف ومستلزمات الإنتاج.

متى تتوقف الخطة؟

الحمصاني أكد أنه من المتوقع التخلي عن هذه الخطة عند تحسن السيولة الدولارية في المستقبل، حيث تعمل الدولة تعمل على تلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطن الأساسية بغض النظر عن الكهرباء، وتستهدف توفير السيولة الدولارية لتجنب الحاجة إلى تخفيف الأحمال.

وبدأت الدولة خطة تخفيف أحمال الكهرباء في منتصف يونيو 2023، بسبب نقص الوقود (الغاز الطبيعي والمازوت) المستخدم لتوليد وإنتاج الكهرباء، بعدما شهدت معدلات الاستهلاك زيادة كبيرة، ما تسبب في ضغط شديد على الشبكات، وانخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء.

search