الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:14 ص

مدن صينية تغرق في فيضانات تاريخية.. "المياه الجوفية" المتهم الأول

شخص يحمل إبنته وسط الفيضانات

شخص يحمل إبنته وسط الفيضانات

أحمد سعد قاسم

A A

اجتاحت الفيضانات جنوب شرق الصين بداية ليلة أمس الإثنين بعد هطول أمطار غزيرة أكثر من المعتاد بالنسبة لهذا الوقت من العام على المناطق الجنوبية بالقرب من هونج كونج. ووفقا لوسائل الإعلام الصينية فقد توفي 4 أشخاص.

وجددت تلك العاصفة الممطرة الشديدة المخاوف من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تغيّر أنماط المناخ في مناطق من العالم، مثل شرق آسيا، التي تتعرض بالفعل لظروف مناخية قاسية.

ربع مليار شخص 

وتزامنت الفيضانات مع تقرير جديد يقول إن أكثر من ربع مليار شخص في الصين معرضون لخطر التأثر بارتفاع منسوب المياه بسبب الضغط الهائل لأعداد السكان وخصوصا في المدن الصينية على طول الساحل الشرقي “ورشة العالم”.

ووجد التقرير أن ربع الخط الساحلي الصيني سينخفض ​​تحت مستوى سطح البحر خلال القرن المقبل إذا لم يتم عكس هذا الاتجاه.

وصلت إلى مستوى الرقبة

وكانت قد ضربت عاصفة نهاية الأسبوع الماضي منطقة دلتا نهر اللؤلؤ، قبالة هونج كونج، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الصين، حيث يبلغ عدد سكانها 126 مليون نسمة.

وكانت المنطقة الأكثر تضررا هي مدينة تشينجيوان الصغيرة نسبيا، والتي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة. كان عليهم أن يسبحوا في المياه التي وصلت إلى مستوى الرقبة في بعض الطرق.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، التي تديرها الدولة، إن أربعة أشخاص قتلوا وفُقد عشرة آخرون وانهارت عشرات المنازل في أنحاء الإقليم، وتم نقل أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم.

الطقس المتطرف

وأصبح الطقس المتطرف أكثر شيوعا في المنطقة خلال السنوات الأخيرة. وشهدت هونج كونج أسوأ فيضانات مفاجئة منذ بدء التسجيل بعد عاصفة شديدة في سبتمبر الماضي، كما عانت قوانغدونغ من فيضانات خطيرة في يونيو 2022.

وقد تفاقم تأثير تغير المناخ بسبب وتيرة البناء المحمومة في قوانغدونغ وغيرها من الأقاليم الحضرية على الساحل الشرقي، مع هجرة مئات الملايين من الصينيين إلى مدنهم في السنوات الأخيرة.

قياس مستويات الأرض

وتناولت ورقة بحثية منشورة في مجلة ساينس نتائج مشروع قياس أجراه باحثون صينيون وأمريكيون بشكل مشترك. وقاموا بقياس مستويات الأرض في جميع المدن الصينية البالغ عددها 82 مدينة، والتي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة أو أكثر، ووجدوا أن 45% منها كانت تغرق بما لا يقل عن ثلاثة ملليمترات سنويا، و16% - 13 مدينة - بأكثر من عشرة ملليمترات.

ووجدت الدراسة أنه "يبدو أن الهبوط مرتبط بمجموعة من العوامل مثل سحب المياه الجوفية ووزن المباني".

وقد تم بالفعل الإبلاغ عن هبوط كبير في بعض المدن مثل شنجهاي. وهذه هي الدراسة الأولى لقياس حجم المشكلة، ووجدت أن المدن بما في ذلك بكين، التي تقع على بعد 90 ميلاً داخل البلاد، تأثرت.

وأضافت أنه إلى جانب تأثير ارتفاع درجات حرارة المحيطات، فإن ما بين 55 و126 مليون شخص سيشاهدون منازلهم تنزلق تحت مستوى سطح البحر في القرن المقبل. ويعيش حوالي 270 مليون شخص في المدن التي تنحسر، و67 مليونًا في المدن التي تنحسر بسرعة أكبر.

وقالت الصحيفة إن استخراج المياه الجوفية كان العامل الأكبر، وأشارت إلى شنجهاي والعاصمة اليابانية طوكيو، اللتين أبطأتا وتيرة التغيير من خلال الحد من استخدامها.

ولا تقتصر المشكلة على الصين: فالمدن الأميركية، بما في ذلك نيويورك وسان فرانسيسكو، تغرق لنفس السبب.

search