الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:39 م

استشاري نفسي: الرجل الشرقي لا يقبل بكلمة "لا"

الرجال لا يقبلون بكلمة "لا"

الرجال لا يقبلون بكلمة "لا"

A A

تكررت الوقائع الانتقامية والفاعل "ذكر"، فعلى غرار نيرة أشرف التي انتهت حياتها على يد زميلها، بعد أن رفضته عاطفيًا، شهدت جامعة الزقازيق واقعة مشابهة، حيث حاول طالب في كلية الطلب قتل زميلته بسلاح أبيض، بعد خطبتها لشخص آخر، لولا تدخل بعض الطلبة، وحرس الجامعة، ونجاحهم في إبعاده عنها، بعد أن طعنها.

مثل هذه الحوادث، تثير التساؤل: لماذا يلجأ بعض الرجال للانتقام إذا تعرضوا للرفض؟

 استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، الدكتور أحمد علام لـ "تليجراف مصر

 

ثقافة تقبل الرفض

يقول استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، أحمد علام لـ"تليجراف مصر"، إن السبب وراء لجوء الرجال للانتقام، هو عدم امتلاكهم ثقافة تقبل الرفض، بسبب التربية الخاطئة التي تلقوها عن عدم الرفض، وضرورة أخذ موقف ضد الرافض.

واسترشد علام بثقافة المجتمعات الغربية، بأن موظفا ومديرة يعملان في نفس الشركة وبينهما ارتباط رسمي، وقامت المديرة بعمل تقريرها السنوي عن "خطيبها"، يفيد بوجود أخطاء في أدائه، ما ترتب عليه قيام الشركة بفصله، وبالرغم من ذلك تزوجها، وعمل بمكان آخر، لأنهم لديهم ثقافة تقبل الرفض، والفصل بين واجبات العمل وواجبات العلاقات.

مورثات شرقية

وأرجع علام عدم تقبل الرجال ثقاقة الرفض إلى المورثات التي تتواجد لدينا في المجتمعات الشرقية، وفي المجتمع المصري، حيث أنها مجتمعات ذكورية تضع الرجل في مكانة أعلى من المرأة، وينصرونه عليها دائمًا في كل المواقف، سواء من الأخ أو الزوج.

وضرب الأمثلة على ذلك، عندما يرزق  الرجل بأنثى، يشعر بالغضب، وعندما يرزقه الله بذكر يشعر بالفرحة، بالإضافة إلى عند إنجاب زوجته بنات فقط، يتركها ويذهب ليتزوج بأخرى حتى تنجب له الذكر، برغم أن "الخلفة" تأتي منه هو، وهذه الأمور مستمرة حتى الآن.

حب امتلاك

وسبب علام أيضًا عدم تقبل الرجل الرفض، إلى وجود رغبة حب الامتلاك، فعندما تتركه "حبيبته" أو "خطيبته"، أو عند تفاقم المشاكل بينه وبين زوجته، فإنه لا يتقبل الرفض، بل يرفض هو طلاق زوجته، حتى لا تذهب لغيره، ولا تعش بمفردها، رغم أنه غير سعيد معها، وهذا يظهر أنهم غير أسوياء.

تربية الأسرة والبيئة المحيطة

وتابع علام أن هناك عبارات يسمعها الابن من أمه، مثل: “طلقها وأجوزك أحسن منها”، بالإضافة إلى عبارات من البيئة المحيطة مثل، “إزاي واحدة ترفضك؟"، “إزاي ماتضربهاش”، تعزز إحساس الذكر بالفوقية، بالإضافة إلى تعامل الأب مع الأم، حيث تكاد تكون مغلوبة على أمرها، ما يجعله يشعر بـ“الهيمنة العليا”، حسب تعبير علام.

تعاطف الناس

وأضاف علام  أن تعاطف الناس مع الذكر “المرفوض”، وتبرير محاولاته الانتقام يؤدي إلى تفاقم المشكلة، مؤكدا وجود سيدات ينصرن موقف الرجل في مثل هذه الوقائع بترديد عبارات من نوعية: “دا الراجل.. لازم تراعي”، مضيفًا أن هذه الفئة تؤدي إلى تكرار ظهور مثل هذه الوقائع، لأن هذا ما تربوا عليه وسيقوموا بتربية الأبناء بناء عليه، ولكن في حال إذا كانت ابنتها هي ما تعرضت لذلك سيختلف الوضع فهي لا تتقبل ذلك.

ونصح بضرورة عدم الدفاع عن قضايا مماثلة حتى لا تتكرر، وظهور أشخاص غير أسوياء مرة أخرى، مشيرًا إلى وجود وقائع لا تأخذ الضجة، وهناك من يتسبب في عاهه مستديمة.

كيف يتعامل الرجل مع الرفض؟

وقال علام على الرجل أن يفهم أن تعرضه للرفض جزء من طبيعة الحياة، في العمل، أو علاقة عاطفية، ولابد من تقبل ذلك والسعي وراء فرصة أخرى، فمثلا يبحث عن فتاة افضل بالنسبة له تحبه، وترغب فيه، ومن ثم يكمل حياته ومستقبله، ويعمل على التحسين من أدئه ونفسه، وعند التعرض للرفض يحاول أن يرى المشكلة ويعالجها، حتى لا يتعرض المرة القادمة للرفض، ويتجنب الأخطاء، وإذا كان الخلل في أسس ومعايير معينة في اختيار التي رفضته، فلابد من البحث عن فتاة أخرى تتناسب معه ماديًا واجتماعيًا، من المؤكد أنه سيلتقي بمن يناسبه، بدلًا من أن يصبح مصيره السجن أو الإعدام، ويكون مصير أهله الضياع.

كما شدد علام على تربية الأبناء بما يرسخ في وجدانهم ثقافة تقبل الرفض، وكيفية التعامل معه.

search