بعد حادث طفل شبرا.. "الدارك ويب" بوابة للجحيم في الظلام
الدارك ويب
حسن راشد
عالم مظلم مخيف، يدخله أكثر الناس شرًا في العالم، فينتشر به القتل والاغتصاب والتلذذ بتعذيب الضحايا كهواية لها جمهور، وهو أيضًا مرتع للجماعات الإرهابية، حيث تجارة العبيد والأسلحة وبيانات مؤسسات حكومية تُباع بملايين العملات المشفرة، إنه “الدارك ويب”، الذي يمثل 90% من الإنترنت، حيث لا قانون ولا جهات تنظيمية.
القصص المخيفة بشأن “الدارك ويب” ليست جديدة بالنسبة إلينا، فقد شاهدناها جميعًا مرات عِدة في الأفلام والبرامج التلفزيونية المثيرة، لكن هذه المرة، الأمر ليس ضربًا من الخيال، بل هو واقع اصطدم به المجتمع، حيث جريمة قتل وحشي لصبي عمره 15 عامًا من منطقة شبرا، بأمر من مراهق مقيم في الكويت، لتصوير الحادثة وبيع الفيديو عبر الويب المظلم، فإليك ما لا تعرفه عن “الدراك ويب”.
ظهور الدارك ويب
تم تطوير “الدارك ويب” للمرة الأولى في منتصف التسعينيات على يد باحثين عسكريين أمريكيين، لحماية البيانات الحكومية والأمن القومي الأمريكي بعيدًا عن الفضاء الإلكتروني المتاح للجميع؛ حيث تحتفظ من خلاله بعض الدول والوزارات ببياناتها وتخزنها.
وظهرت الشبكة رسميًا في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 مع إنشاء Freenet، التي طورها إيان كلارك لتأمين المستخدمين ضد التدخل الحكومي والهجمات الإلكترونية، حيث يتيح النظام للمستخدمين التعبير عن أنفسهم بحرية دون أن يتم تعقبهم عبر الإنترنت.
ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، إن “الدارك ويب” يشير إلى المحتوى المشفر عبر الإنترنت ويسمح للأفراد بإخفاء هوياتهم ومواقعهم عن الآخرين، حيث لا تتم فهرسة المحتوى بواسطة محركات البحث التقليدية، وللوصول إليه يجب على المستخدمين تثبيت متصفح خاص، مثل TOR، للحفاظ على هوياتهم ومواقعهم مجهولة، ما يجعلها مكانًا “آمنًا” لممارسة أعمال غير قانونية دون خوف من تعقبهم أو القبض عليهم.
إخفاء هوية المستخدم
ويضيف فرج في تصريح لـ"تليجراف مصر"، “نظرًا إلى عدم الكشف عن هوية المستخدم على (الدارك ويب)، يعتبرها الكثيرون مكانًا لأسواق المخدرات عبر الإنترنت، وتبادل البيانات المسروقة، وغيرها من الأنشطة غير القانونية، إلا أنه قد يتضمن نشاطات مشروعة، فالغرض الأساسي من تطويره كان لحماية البيانات، لكنه أُسيء استخدامه بعد ذلك بشكل غير مشروع”.
وتوصي منظمة "مراسلون بلا حدود" الصحفيين باستخدام "الدارك ويب" عند التعامل مع مصادر للكشف عن وقائع فساد الأنظمة الحاكمة، كما تم استخدامه خلال ثورات الربيع العربي للتهرب من الرقابة لإرسال مواد تغطية الاحتجاجات وأعمال الشغب إلى الصحافة الدوليّة.
ممارسات غير مشروعة
الاتجار بالأسلحة، وتجارة المخدرات، والتعدين غير المصرّح به للعملات المشفرة، ومشاركة المحتوى الاستغلالي (غالبًا يشمل الأطفال)، مثل المواد الإباحية وصور العنف وأنواع أخرى من الانتهاكات، كلها أنواع مما وصفه فرج بـ"الأنشطة الخبيثة" التي تمارس داخل شبكة الإنترنت المظلمة؛ وعلى الرغم من اختلاف وسائل الجرائم، إلا أنه أشار إلى أنها جميعًا تشترك في هدف مشترك “تحقيق مكاسب مالية”.
ويشير خبير تكنولوجيا المعلومات، إلى أن “الدارك ويب” مخصص للأشخاص الذين يعجبون بمشاهدة أفلام الرعب و"السادية" التي تدور أحداثها في الحياة الواقعية، حيث يدفع هؤلاء الأشخاص أي مبلغ مالي لمشاهدة مثل هذه الفيديوهات، ما يساعد منشئ المحتوى على تحقيق المزيد من الأرباح.
العملات المشفرة
ويذكر الخبير الاقتصادي، أحمد معطي، أن ظهور العملات المشفرة تسبب في زيادة شعبية “الدارك ويب”، خاصة بالنسبة إلى مجرمي الإنترنت، حيث توفر العملات الرقمية إخفاء الهوية للأشخاص الذين يشترون ويبيعون من خلاله.
ويضيف أن بيتكوين أصبحت العملة المفضلة للمعاملات على شبكة الويب المظلمة نظرًا إلى طبيعتها المستعارة وسهولة استخدامها، وكونها عملة لا مركزية، لا تتبع بنك مركزي، وتقنيات التشفير جعلتها مثالية للمعاملات المجهولة التي لا يمكن تعقبها.
ويبينّ أن العديد من الأسواق تعمل على تسهيل تبادل المخدرات والبيانات المسروقة وأدوات القرصنة والمزيد باستخدام البيتكوين، محذرًا من شراء العملات المشفرة من هذا العالم.
ودعت مجموعة العشرين وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، شركات العملات المشفرة إلى تقديم معلومات عن المشترين والبائعين في المعاملات التي تتم عبر الإنترنت، إلى مساعدة السلطات القانونية في تعقب المنظمات الإجرامية والأنشطة غير المشروعة.
لا أمان على "الدارك ويب"
ويذكر خبير أمن المعلومات، وليد حجاج، أن أي شخص يتصفح “الدارك ويب” معرّض للانضمام إلى شبكة كبيرة من الجرائم التي تحدث على هذه المنصة، فمن خلال قدرة القراصنة "الهاكرز" على الوصول إلى أي جهاز إلكتروني في العالم، يغرون الزائرين بالتورط في جرائم وحشية تحت التهديد بمشاركة معلومات حساسة حول حياتهم الشخصية أو المهنية.
ويشدد حجاج على أنه سواء دخل الفرد في عالم “الدارك ويب” بدافع الفضول أو الاهتمام بالعملات المشفرة أو محتوى البالغين أو المخدرات، بدون اتخاذ الاحتياطات الأمنيّة اللازمة، فقد يتم ملاحقته من قبل المتسللين، ويستخدمونه لتحقيق أهدافهم الإجرامية.
وينصح خبير أمن المعلومات، كل مستخدم للإنترنت أو الأجهزة الذكية بأن يكون مزودًا دائمًا بالاحتياطات الأمنية اللازمة، لأن تهديدات الهاكرز يمكن أن تتجاوز حدودها، ويجب تنفيذ ممارسات مثل استخدام كلمات مرور قوية، والتحقق من سلامة وأمن مواقع الويب قبل الوصول إليها وتحديث برامج مكافحة الفيروسات، مع ضرورة تتبع سلوكيات الأطفال واهتماماتهم.
ممارسات قانونية
وفي تقرير عام 2019، ذكر صندوق النقد الدولي، أنه يوجد أكثر من 65000 عنوان URL فريد ينتهي بـ .onion على شبكة تور حاليا. وتوصلت دراسة أجرتها شركة أمن الكمبيوتر Hyperion Gray، عام 2018 بفهرسة حوالي 10% من هذه المواقع، إلى أن المهام الأكثر انتشارًا على الشبكة تسهل الاتصال عبر المنتديات وغرف الدردشة ومضيفي الملفات والصور، بجانب التجارة عبر الأسواق.
وتوفر هذه الأدوار الوظيفية، خاصة المتعلقة بالاتصالات، العديد من الاستخدامات القانونية والمشروعة، حيث تشير دراسة أجرتها شركة الأبحاث Terbium Labs عام 2016، من خلال تحليل 400 موقع من مواقع .onion تم اختيارها عشوائيًا، إلى أن أكثر من نصف النطاقات الموجودة على "الدارك ويب" هي في الواقع قانونية.
وتحتفظ العديد من المؤسسات والشركات بموقع ويب مخفي على Tor، بما فيها كبرى الصحف، و"فيسبوك"، وحتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، إذ تأمل كل من صحيفة نيويورك تايمز ووكالة المخابرات المركزية في تسهيل التواصل مع الأشخاص الظاهرين للحصول على معلومات حساسة.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمر اعتقال.. ماذا ينتظر نتنياهو؟
22 نوفمبر 2024 08:10 ص
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
هل تعتقل الدول أعضاء "الجنائية الدولية" نتنياهو إذا ذهب إليها؟
22 نوفمبر 2024 02:00 ص
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
اعتقال نتنياهو.. العالم يرحب عدا دولتين
21 نوفمبر 2024 10:44 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً