الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:17 ص

تزوج 3 وأنجب 13.. الطبلاوي نبوءة جده وحلم أبيه

الشيخ الطبلاوي

الشيخ الطبلاوي

ياسمين محمد النجار

A A

“ابنك سيكون من حفظة القرآن الكريم، بل سيكون أبرزهم”، نبوءة قالها الأب لابنته، وهي لا تزال في شهور حملها الأولى، ظلت في ذاكرة الأم، وقلبها، ووعيها، حتى أنجبت ابنها “محمد”، الذي صار فيما بعد محمد محمود الطبلاوي، أحد أشهر القراء، في تاريخ مصر الحديث.

الطبلاوي، الذي تحل اليوم الذكرى السنوية الرابعة لرحيله، غيبه الموت يوم 5 مايو 2020، 21 رمضان 1441 هجرية، عن عمر ناهز الـ86 عامًا.

 

براعم القارئ الصغير

ولد الطبلاوي يوم 14 نوفمبر 1934، كان يوما يوافق 11 من شهر رمضان المبارك، في قرية ميت عقبة التابعة لمحافظة الجيزة، لأصول تعود لمحافظتي الشرقية والمنوفية.

عندما كان في الرابعة من عمره، عزم والده على إلحاقه بالكتاب، حيث كان يحلم بأن يكون ابنه حافظا للقرآن، متقنا لتلاوته، فأتم حفظه بينما كان في التاسعة من عمره، على يد عدد من الشيوخ: عبد الفتاح القاضي، وأحمد مرعي ورزق خليل ومحمود حافظ برانق وعبد الحميد المسيري.

بدأ الطبلاوي يتلو القرآن في سن الثانية عشر، وانفرد بسهرات قرآنية، كما دعي بجانب كبار ومشاهير القراء لإحياء مآتم كبار الشخصيات من الموظفين و العائلات المرموقة.

وفي لقاء سابق للطبلاوي ذكر فيه أن أول مرتب يحصل عليه كان من عمدة قريته وكان يبلغ خمسة قروش.

رفضته الإذاعة

انضم الطبلاوي لإذاعة القرآن الكريم بعد 9 مرات من الرفض، وكان سبب الرسوب في التسع مرات هو عدم إلمامه بالمقامات الصوتية والموسيقية، لكن ذاع صيته بعد أول ربع ساعة من التلاوة الأولى له، عبر موجات إذاعة القرآن الكريم.

مجالس كبار القراء

في أول حياته، كان الطبلاوي يجوب البيوت يقرأ ربعًا من القرآن الكريم، حتى ذاع صيته بين الناس، كما عمل في بداياته مقرئًا في شركة ماتوسيان للدخان، وكانت وظيفته قراءة القرآن ورفع الأذان في مسجد الشركة.

وفي استفتاء أجرته إذاعة القرآن الكريم في السبعينات، اختاره القراء على رأس القراء الذين يفضلونهم، كما اختير قارئا للجامع الأزهر، وساهم في إنشاء نقابة المقرئين، ثم عين نقيبا لها، ووصل عدد القراء آنذاك إلى 12 ألف مُقرئ.

الشيخ الطبلاوي

 

ألقاب الطبلاوي

أطلق البعض على الطبلاوي لقب "آخر حبة في سبحة عباقرة التلاوة"، فيما أطلق عليه آخرون لقب " ظاهرة العصر" و"نقيب القراء" و"قارئ الملوك والرؤساء"، وامتدت حياته برفقة القرآن إلى نحو 60 عامًا من التلاوة، و كان القارئ المفضل لكثير من كبار العائلات، كما كان حكمًا لكثير من مسابقات القرآن الكريم فعلى مستوى العالم.

رحلته برفقة القرآن، جعلته يزور بلاد العالم، فكانت عدد البلاد التي زارها أكثر من 80 دولة، وكرمته لبنان بوسام على جهوده في خدمة القرآن الكريم وتلاوته، وفاز بفرصة لقراءة القرآن في جوف الكعبة حين كان في زيارة للمملكة العربية السعودية في وقت غسل الكعبة، بطلب من الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود.

كما كان مبعوثًا وسفيرًا للقرآن سواء من وزارة الأوقاف المصرية أو من مشيخة الأزهر الشريف أو بدعوات خاصة من الدول لإحياء المناسبات الدينية و للتحكيم في مسابقات القرآن الدولية.        

الشيخ محمد محمود الطبلاوي

 

عائلة الطبلاوي

تزوج الطبلاوي لأول مرة في عمر 16 عامًا، وطوال حياته تزوج 3 مرات، وأنجب 13 طفلًا، وكانت زوجته الثانية من مسقط رأسه بمحافظة المنوفية، كما أنجبت له الطفل الأول، وبلغ عدد أولاده منها 12 طفلًا، وبعد أن كبرت زوجته بالعمر تزوج للمرة الثالثة.

 

وفاة الطبلاوي

توفي يوم الثلاثاء 5 مايو 2020 الموافق 21 رمضان عام 1441 عن عمر ناهز 86 عامًا بعد معاناة مع المرض، وشارك في تشييع جنازته مئات من المحبين، حيث انتقل جثمانه من أمام منزله بحي العجوزة قرب نادي الترسانة الرياضي بالجيزة إلى المثوى الأخير بمقابر العائلة بالبساتين.

search