فدوى البرغوثي: كم 7 أكتوبر عملت فينا إسرائيل.. فلسطين كلها ساحات حرب
محرر تليجراف مصر و فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي
أحمد سعد قاسم
فدوى البرغوثي ابنة مدينة رام الله وزوجة أشهر أسير فلسطيني مروان البرغوثي، تحدثت عن رؤيتها للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالتزامن مع ذكرى النكبة وكيف تأثرت القضية الفلسطينية بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
"تليجراف مصر" تواصلت مع فدوى البرغوثي عقب ندوتها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بمناسبة يوم النكبة، التي تأتي في ظل الدعم الأمريكي المعنوي والمادي لإسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
ورغم أن الندوة جرت بين جدران الجامعة الأمريكية، إلا أن فدوى البرغوثي لم تخش التعبير عن رأيها ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعم واشنطن المتواصل لتل أبيب. وقالت: “لن نتحدث عن التاريخ فنحن لا زالنا نعيشه وبكامل تفاصيله منذ 100 عام حتى الآن، ونحن في نكبتنا ومستمرون في نضالنا، لن نتحدث عن شهداء أو جرحى حتى لا نختزل القصة في أرقام، فهم ليسوا أرقاما يتم إحصاؤها، هم مناضلون وشعب يدفع الدماء ثمنا من أجل الحرية”.
الوحدة الوطنية
ترى البرغوثي، أن الوحدة الوطنية هي أهم أولويات المرحلة الحالية وأن الانقسام من شأنه أن يضر بالقضية الفلسطينية إلى الأبد، وهو ما يحقق لتل أبيب مشروعها الصهيوني الذي أرادته منذ النكبة، مضيفة: "إسرائيل منذ النكبة أرادت أن تمسح جغرافيتنا الخاصة وأن تنهي وجودنا بالكامل".
ترد البرغوثي على ذلك المشروع بالقول: "اليوم نحن 7 ملايين فلسطيني في غزة والضفة وأرض فلسطين التاريخية، في المقابل هم 7 ملايين إسرائيلي، فهي لم تنجح في إبعادنا ولن ننسى أبدا أن أجدادنا رفضوا أن يتركوا أراضيهم ويرحلوا وقت النكبة وعانوا القهر مقابل أن يحتفظوا بأراضيهم، وهي الخطوة التي ساعدتنا كثيرا في الحفاظ على حقوقنا في الأرض".
تكمل البرغوثي: "أقول أن وحدة الشعب الفلسطيني الآن هي هدف مقدس، لا يجوز لأي قائد فلسطيني مهما علت مرتبته ولا أي فصيل فلسطيني مهما كانت أهميته أن يكون أعلى من صوت الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وعن سبب طرح اسم مروان البرغوثي في كل صفقة تبادل أسرى، قال: "مروان حمل للشعب الفلسطيني كله أمل الوحدة، أينما تسأل في داخل فلسطين وخارجها عن مروان، الجميع يجيب بدون تردد هو رمز للوحدة الوطنية الفلسطينية".
تابعت البرغوثي: "الوحدة الفلسطينية هي الحل الوحيد لشعبنا حتى يحصل على حريته ولا تضيع تضحياته؛ فالوحدة الوطنية الفلسطينية هي كالماء والهواء لنا، وليست رفاهية نبحث عنها فوحدتنا هي طريق الخلاص ودائما يقول مروان البرغوثي الوحدة هي قانون الانتصار لكل الشعوب المحتلة والمقهورة".
وكشفت البرغوثي، وثيقة "الأسرى للوفاق الوطني" والتي كتبها مروان داخل السجن وكواليسها. وقالت إن الوثيقة تم تدوينها عام 2006 وذلك بعدما فازت حماس في الانتخابات.
وأوضحت: "بعد فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني أصبحت فتح تمثل المعارضة، وقتها مروان كان سجينا في زنزانته وحين بدأ في متابعة التلفاز داخل السجن وجد أن حركة فتح تتعامل وكأنها في وضع الحكم وهي من المفترض أنها في وضع معارضة ووجد حركة حماس تتصرف على أنها معارضة وهي في الأساس حركة حكم. ولم يؤدي أحدا منهم دوره المنوط به وقتها استدعى مروان زملاؤه فورا من قادة الفصائل الفلسطينية كلها في السجن وخاض معهم حوار معمق وصاغ وثيقة الأسرى وهي أول وثيقة فلسطينية في تاريخ الشعب الفلسطيني يوقع عليها كل الفصائل".
عن تفاصيل الوثيقة وبنودها، قالت البرغوثي، إن أهم بنودها "دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67.. مقاومتنا من داخل أراضينا في الداخل.. منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الفلسطينيين وأن يدخل فيها كل الفصائل غير المضافة لإعادة بنائها وتقويتها بكل فصائل الشعب".
ورغم مرور حوالي 18 عاما على الوثيقة، تؤكد البرغوثي، أنها لا زالت تصلح حتى الآن رغم اختلاف الظروف وقت كتابتها لكن بالمبادئ الرئيسية للشعب الفلسطيني؛ فالوثيقة تصلح كأساس لأي اتفاق يمكن أن يكون قادم سواء اتفاق سياسي أو وطني".
وأضافت البرغوثي: "اليوم وجدوا قيمة الوثيقة بشكل كبير ولكن من عام 2006 وحتى 7 أكتوبر لم ينتبه لأهميتها أحد، لأن هذه الوثيقة توحد الشعب الفلسطيني على برنامج نضالي واحد وحق في النضال المقدس للشعب الفلسطيني. اليوم في تغيير كبير في العالم واليوم الجميع يقول إننا بحاجة إلى هذه الوثيقة".
كما كشفت البرغوثي، أن مروان لديه رؤيا لم يتم نشرها بعد لكنها مطروحة الآن على مئات من المتخصصين للبت فيها بما يفيد المصلحة الوطنية الفلسطينية، وما إن يتم نشرها سينطلق مروان البرغوثي بالرؤية الفلسطينية إلى الأمام وستكون نقلة كبيرة للدولة والشعب، لذلك فتح ستكون أكبر المستفيدين عن الإفراج عن مروان البرغوثي.
مروان البرغوثي
وعن شائعات عرقلة السلطة الفلسطينية خروج مروان من السجون الإسرائيلية، قالت إن هناك فرق بين السلطة وبين شخص بعينه، مصلحة السلطة أن يكون البرغوثي خارج السجون وكذلك الفصائل والمقاومة لأن مروان ينادي بالشراكة السياسية على أساس ديمقراطي وأن يكون الكل شريك في إدارة الأمور، لكن من الممكن أن يكون هناك شخص واحد متضرر من خروج مروان حتى لا يفقد دوره الذي يلعبه الآن، مضيفة: “ليس فلسطيني وليس وطني وليس إنساني من يسعى أن يظل مروان البرغوثي داخل السجن”.
وقالت البرغوثي إن غزة صحيح هي الحدث الأكبر ولكن فلسطين كلها ساحات حرب مفتوحة، يجب أن لا نغفل عنها؛ فالضفة الغربية تناضل وأهالي أراضي الداخل وحتى الأسرى في سجون الاحتلال يناضلون ويكفي ما يحدث في الضفة من عمليات استيطان، وحرق بيوت الفلسطينيين والاستيلاء عليها".
وعن المطالب الفلسطينية، قالت: "نحن نريد توحيد برنامجنا الوطني والسياسي والنضالي في برنامج واحد، لا يجوز لأي جهة أن تجرنا إلى الاستسلام ولا يجوز أن تجرنا إلى الحرب؛ فجميع الفلسطينيين بقرار واحد يذهب إلى الحرب وبقرار واحد يذهب إلى السلام، ويجب فورا الإعلان عن وحدة وطنية فلسطينية والإعلان عن برنامج سياسي واحد وبرنامج نضالي واحد ولا نسمح لأحد أن يتدخل في ساحتنا بجانب حاجتنا الشديدة إلى محيطنا العربي فليس من مصلحتنا ولا من مصلحة المنطقة أن تظل القضية الفلسطينية على هذا الحال، فاليوم أصبح واضحا جدا أنه لا أمن ولا سلامة للمنطقة إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية.
ترى البرغوثي، أن ما تعيشه فلسطين اليوم أصعب بكثير مما كانت عليه من قبل، ورغم ذلك تقول "لكننا شعب صامد وثابت وصلب منذ عشرات السنين لم ولن يغادر مربع النضال ولن تحط رحال رحلته الأليمة والصعبة إلا بالقدس عاصمة دولة فلسطين، هم كانوا يظنون أن باحتلالها الكبار سيموتون والصغار سينسون لكن ما حدث عكس ذلك فالكبار تشبثوا ونقلو نضالهم للصغار، وها هم الصغار أصبحوا كبارا يدافعون عن أراضيهم وتاريخهم، فنحن نتوارث النضال والتمسك ببلادنا ولا يمكن أن نتراجع".
لم تنكر البرغوثي أنها في بعض الحالات تشعر باليأس لكن سرعان ما تعود لطريقها وتمتد قوتها من نضال زوجها ومن نضال المرأة الفلسطينية التي لم تغفل دورها التي قالت عنها "أنا أعتز بعروبتي وفلسطينيتي وكوني امرأة من فلسطين، تلك المرأة نجحت في أن تحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية من الاندثار في مخيمات الشتات واللجوء والمنافي وفي كل مكان وحافظت على أسرتها وهذا من أهم وأبجل الأدوار أن تحافظ المرأة على أسرتها الصغيرة حتى تبني مجتمعها الكبير".
أحداث 7 أكتوبر
وعن رؤيتها لأحداث 7 أكتوبر، استنكرت البرغوثي، نظرة العالم لما يحدث واختصار 67 عاما في يوم واحد، قائلة: "كم 7 أكتوبر عملت فينا إسرائيل، كم 7 أكتوبر نعيشه في فلسطين يوميا منذ النكبة، نحن كل يوم نعيش 7 أكتوبر فلماذا لم يشاهد العالم كله ولم يعترف سوى بـ7 أكتوبر واحد فقط".
وردا على ما تشيعه إسرائيل، أنه لولا طوفان الأقصى لكان الفلسطينيين حصلوا على دولتهم، أكدت البرغوثي، أن كل هذا غير حقيقي ومجرد تخويف ليس أكثر. وفي حالة إذا وافقت حماس أن تعيد الأسرى لإنهاء الحرب، قالت البرغوثي: إن هذا لن ينهي الحرب، فهل بعد كل ما دفعناه من دماء شعبنا نطلق الرهائن دون أي ثمن، فنحن ما عاد لدينا شيئا ندفعه مرة أخرى، لكن نتمنى أن الاتفاق الذي تتوسط فيه مصر وقطر نتمنى له النجاح وتنتهي باتفاق سياسي شامل أساسه الإفراج عن الأسرى والانسحاب الكامل من غزة ووقف إطلاق النار.
وعن هل تفضل بقاء مروان في سجون الاحتلال على اغتياله، قالت إنها مع الإفراج عن زوجها مهما كانت العواقب، وهذا ما يقوله كل الشعب، مردفة: “مروان وعدني عند ارتباطنا منذ 40 عاما أنه طالما في احتلال عمري ما هفكر في بيوت أو حياة أو سيارات أو غيره وسأظل أناضل مثل شعبي، وفي الوقت الذي تتحرر فيه فلسطين فورا سنعيش حياتنا الطبيعية زي أي أسرة على الأرض.. ولا زلت أنتظر هذا الوعد”.
وعن السبب في عدم خروج الأسير مروان في الصفقات السابقة، أكدت أن إسرائيل تتخوف من الإفراج عنه لأنها لا تريد أن يبقى شعبنا موحد، والبرغوثي هو رمز الوحدة والحرية في العالم، كما أن البرغوثي يحمل رؤية سياسية تتناسب وتتوافق مع المجتمع الدولي وقتها سيكون مجبورين على أن ينهوا الاحتلال يتوقفوا عن كل تلك الجرائم.
الدور الأمريكي
وعن سؤالها حول الدور الأمريكي قالت: "الحديث عن أمريكا أصبح متكرر فالجميع يعلم أن الإدارة الأمريكية اليوم شريك مع إسرائيل بالمعركة، وإذا أرادت السلام الحقيقي فعليها أن تساعد في إنهاء الاحتلال.
رأت البرغوثي أن معركة “طوفان الأقصى” أعاد القضية مرة أخرى لجميع العالم، فما حدث في الفترة الأخيرة من مظاهرات في الجامعات والشوارع والميادين الكبرى لم يكن يحدث ولم نكن نراه من قبل وهذه نقطة فارقة جدا، فلولا صمود الشعب الفلسطيني لن يكن ليحدث ذلك.
واختمت البرغوثي حديثها قائلة: "إذا لم نستغل ما نعيشه اليوم في غزة، فإننا نرتكب جريمة كبرى. فما دفعناه من ثمن لا ندفعه كل يوم ولا يتكرر هذا الحدث بشكل دوري. وهذا يتطلب منا جهدًا هائلًا، يبدأ بتعزيز وحدتنا ووضع برنامجنا لتطوير العلاقات الدولية، وتحديد من يمكننا التحالف معه ومن لا يمكن. فهذه الفرصة لن تعود مرة أخرى، ومن يضيعها فإنه يعارض مصلحة الشعب الفلسطيني. ولا يمكن لأي قائد أو فصيل فلسطيني أن يتنازل عنها أو يتجاهل استفادتها."
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
ترامب يختار بام بوندي وزيرة للعدل.. "ذمتها" تثير لجدل
22 نوفمبر 2024 07:46 ص
انفجارات عنيفة تضرب دولة الاحتلال.. وآلاف الإسرائيليين يحتمون بالملاجئ
22 نوفمبر 2024 07:00 ص
تفاصيل مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
22 نوفمبر 2024 05:29 ص
أمر اعتقال.. ماذا يعني حكم "الجنائية الدولية" ضد نتنياهو وجالانت؟
22 نوفمبر 2024 12:54 ص
زعيم كوريا الشمالية يحذر من خطر حرب نووية غير مسبوق
22 نوفمبر 2024 03:42 ص
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتقد إيران بسبب "برنامجها النووي"
22 نوفمبر 2024 03:39 ص
بايدن عن قرار "الجنائية الدولية" ضد نتنياهو وجالانت: مشين وغير مقبول
22 نوفمبر 2024 03:16 ص
الجزائر ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وجالانت
21 نوفمبر 2024 10:48 م
أكثر الكلمات انتشاراً