القفزة الأخيرة.. إبراهيم رئيسي جوكر المحافظين في إيران
إبراهيم رئيسي
قفزة واحدة كانت أمام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ليصل إلى منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، ويصبح على رأس سلطة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. لكن الرجل الرابح دائما على الأرض، وجد في السماء ما يعيقه عن تحقيق طموحه الأخير، لتفرض الدراما شروطها في الفصل الختامي من القصة.
كان من المفترض أن يحتفل رئيسي بعيد ميلاده الـ64 في ديسمبر المقبل، بعد مسيرة حافلة النجاحات، تولى فيها العديد من المناصب، بعدد محدود من القفزات، مكنته من أن يصبح الرئيس، بعد أن قدم للمحافظين في إيران كل ما يحتاجون إليه من خدمات، وكل ما يرويهم من دماء.
في 14 ديسمبر 1960 ولد الزعيم الإيراني في حي نوغان بمدينة مشهد، وسط تنشئة دينية صارمة من أسرته، (والده وجدّه لوالدته من علماء المدينة)، فور حصوله على الشهادة الابتدائية من مدرسة جوادية التحق بالحوزة العلمية، لينتقل بعدها إلى "قم" في الخامسة عشر من عمره ويتتلمذ على يد علماء المدينة الكبار، كآيات الله علي مشكيني، ونوري الهمداني وفاضل لنكراني.
كل ما كان يفكر فيه رئيسي في ذلك الوقت أن يصبح أستاذا يلتف حوله الطلاب، ليحصل على لقب عالم، طموح مشروع لفتى إيراني، بهرته قداسة الشيوخ من حوله فأراد أن يصبح واحدا منهم.
عكف على البحث في الفقه والاصول عند آية الله علي خامنئي، وآية الله مجتبى الطهراني وآية الله المرعشي النجفي، إلا أنه لم يجد في التحصيل ما يصل به سريعا إلى دائرة الحكم الضيقة التي تحتاج إلى شهادات عالية تسمح له بالاقتراب منها، تمهيدا لأول قفزة في حياته.
عكف رئيسي على دراسته الاكاديمية في جامعة الشهيد مطهري، حتى نال الماجستير في الحقوق الدولية، ثم الدكتوراه في "الفقه والمبادئ قسم الحقوق الخاصة" ليبدأ بعدها في إلقاء الدروس في الوسطين الحوزوي والجامعي.
القفزة الأولى
قفزته الأولى جاءت عام 1980 حين عين نائبا عاما لمدينة كرج (غربي طهران)، وفي نفس العام أصبح المدعي العام فيها، بينما قفزته الواسعة جاءءت بعد 5 سنوات، وهو يتقلد منصب نائب المدعي العام في العاصمة طهران، وهو المنصب الذي أتاح له بسهولة الحصول على ثقة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني؛ الذي كلفه بالفصل في قضاسا تخص لرستان وكرمانشاه وسمنان، وأسند إليه عديدا من الملفات المهمة.
لجنة الموت
رضاء الخميني عن رئيسي وثق اسمه بين المحافظين، ليصعد بعدها إلى منصب المدعي العام بطهران بين عامي 1989 و1994، وهي الفترة التي شهدت عمليات إعدام جماعية للمعارضين، كان فيها رئيسي عضوًا فيما أطلق عليه "لجنة الموت" المسؤولة عن إعدام آلاف المعتقلين المنتمين إلى منظمة "مجاهدي خلق" عام 1988.
وفي 2004 تولى مهمة رئيس دائرة التفتيش العامة في الدولة الإسلامية، وتتوالى قفزات رئيسي ليشغل بعدها منصب المساعد الأول لرئيس السلطة القضائية، وأخيرا المدعي العام في إيران عام 2014، ما جعله يفكر جديدا في توسيع نفوذه السياسي، بالتقرب أكثر من مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي.
ولم يكن رئيسي يحتاج لأكثر من عامين حتى يحصل على توقيع الخوميني ليصبح في 2016 على رأس المنظمة الدينية "آستان قدس رضوي"، والتي تدير مليارات الدولارات وتمتلك مناجم ومصانع نسيج ومصنع أدوية إلى جانب شركات نفط وغاز كبرى، كما تتصرف في تبرعات لأضرحة مقدسة في مدينة مشهد.
واتضح للجميع أن رئيسي هو فتى الخميني المدلل وهو يصدر قرارا بتعينه سادنا لضريح الإمام الرضا الذي يزوره سنويا الملايين من الشيعة، ما جعل الساسة في إيران يدركون أن الخميني الذي تجاوز الثمانين من عمره يجهزه لخلافته.
تعبيد الطريق
كان لابد من أن يتولى إبراهيم رئيسي رئاسة البلاد تمهيدا للقفزة الأخيرة، لكنه فشل في 2017 أن يصل للحكم بعد أن تفوق عليه حسن روحاني، ليتم الدفع به من جديد في 2021 ، بعذ أن أعلن مجلس تحالف قوى الثورة الإسلامية، وجبهة ثبات الثورة الإسلامية، ومجلس وحدة الأصوليين وتحالف الوحدة الوطنية دعمهم رسميا له .
تم تعبيد الطريق جيدا تحت قدمي رئيسي بعد أن أزاح مجلس صيانة الدستور كل منافسيه الأقوياء من أمامه برفض أهليتهم، وبينهم رئيس مجلس الشورى الإسلامي السابق علي لاريجاني، والرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، الذي وصف الانتخابات بالمُهندسة سلفًا وأعلن مقاطعته لها، وغيرهما من الشخصيات البارزة في إيران، فيما وُصِف منافسوه بـ" الشكليون المدفوعون لإعطاء شرعية لانتخابات اقتصرت على مخاطبة الأصوليين بعد استبعاد مرشحو التيار الإصلاحي".
انتخابات هزلية لم تحقق إقبالا جماهيريا بعد دعوات للامتناع عن التصويت، ما أدّى إلى تمديد فترة الاقتراع لثلاث مرات بسبب ضعف الإقبال.
وفي في صباح يوم السبت، 19 يونيو 2021، تم الأغلان عن فوز إبراهيم رئيسي ليصبح الرئيس الإيراني الثامن المنتخب في منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية بنسبة مشاركة شعبية بلغت 48.8% وفق الأرقام الرسمية.
زوجة رئيسي
تزوج إبراهيم رئيسي من جميلة أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد وممثل قائد الثورة في محافظة خراسان الرضوية، اسمها جميلة علم الهدى، وهي أستاذة في جامعة شهيد بهشتي في طهران، ورئيسة معهد جامعة الدراسات الأساسية للعلوم والتكنولوجيا، وأنجب منها بنتين.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمر اعتقال.. ماذا ينتظر نتنياهو؟
22 نوفمبر 2024 08:10 ص
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
هل تعتقل الدول أعضاء "الجنائية الدولية" نتنياهو إذا ذهب إليها؟
22 نوفمبر 2024 02:00 ص
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
اعتقال نتنياهو.. العالم يرحب عدا دولتين
21 نوفمبر 2024 10:44 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً