الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:51 م

ماذا بعد عناق بوتين وشي؟.. فزع أمريكي من تحالف روسي صيني

خاطر عبادة

A A

بمجرد فوزه في الانتخابات الرئاسية، استهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولى جولاته الخارجية بزيارة الصين، ليستعرض قوة بلاده وحلفائه في الوقت الذي تعمق فيه القوات الروسية غزو خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا.

ومع توسع الحرب الإلكترونية التي تشنها روسيا والصين ضد الغرب، يشعر حلفاء أمريكا برعب حقيقي من خطورة أطماع بوتين وحليفه العملاق.

تحالف عسكري يثير قلق الغرب

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تسلط زيارة بوتين للصين الضوء على العلاقات العسكرية التي تثير قلق الغرب، حيث أشارت إلى حضور الرئيس الروسي معرضا تجاريا يوم الجمعة في مدينة هاربن بشمال شرق الصين وقام بجولة في جامعة مدعومة من الدولة تشتهر بأبحاثها الدفاعية المتطورة، ليعكس نمو العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين.

وقالت التايمز، إن زيارة بوتين إلى هاربن، المدينة الصينية ذات الماضي الروسي تهدف إلى إثبات أنه يتمتع بأصدقاء أقوياء حتى مع عزلته عن الغرب بسبب حربه ضد أوكرانيا ــ وهي الحملة التي يعمل على تصعيدها. 

وأظهرت وسائل الإعلام الرسمية بوتين وشي، بعد محادثات رسمية يوم الخميس، وهما يتجولان تحت أشجار الصفصاف ويحتسيان الشاي في جناح تقليدي على أرض تشونجنانهاي، مجمع القيادة المسور في بكين، وبينما كان شي يودع بوتين في المساء، بادر إلى عناقه، وهو تعبير نادر عن المودة تجاه الزعيم الصيني.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن احتضان شي المتعمد لبوتين أمام الكاميرات لم يكن فقط للتأكيد على قرب العلاقة السياسية بين البلدين وقادتهما، بل كان هناك أيضًا لمسة من الازدراء تجاه واشنطن، التي كانت تضغط على بكين لسحب دعمها من موسكو، ومن الواضح أن هذا لن يحدث بأي شكل من الأشكال.

وكان إظهار الصداقة الحميمة هو اللمسة الأخيرة في المحادثات التي توجت ببيان مشترك استهدف الولايات المتحدة، التي اتهمها بوتين وشي بالسعي لقمع بلديهما، وتعهد البيان بأن روسيا والصين ستعملان بشكل أوثق في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والفضاء والجيش.

وتعد العلاقات الأمنية المتنامية بين القوتين المسلحتين نوويا نقطة محورية في زيارة بوتين إلى هاربن.

وبينما تعهدت الصين بعدم تزويد روسيا بأسلحة فتاكة في حرب أوكرانيا، فقد كانت المورد الرئيسي لمكونات مثل أشباه الموصلات والأدوات الآلية التي لها استخدامات مدنية وعسكرية، إلا أن بوتين لا يزال يسعى إلى الوصول إلى أدوات أكثر تطورا. 

ويشتهر معهد هاربين للتكنولوجيا بأبحاثه في مجال الصواريخ والقذائف وتكنولوجيا الفضاء ــ وهي الخبرة التي ستستفيد منها روسيا إلى حد كبير، بعد أن أحيت الحرب في أوكرانيا حاجتها إلى مجمع صناعي عسكري أكثر قوة. وقام المعهد أيضًا بتدريب علماء كوريين شماليين عملوا في برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تكن الصين بحاجة إلى استضافة بوتين في هاربن من أجل نقل التكنولوجيا من هناك إلى روسيا، كاشفة أن ن إجراء هذه الزيارة بشكل علني يعد علامة واضحة ورمزية على استعداد بكين لتوفير التكنولوجيا القابلة للتطبيق عسكريًا بشكل مباشر لدعم حرب روسيا ضد أوكرانيا.

أوكرانيا الآن حرب عالمية 

ومن جهتها، قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقريرها بعنوان "أوكرانيا الآن حرب عالمية.. وبوتين يكتسب أصدقاء"، إن الصراعات العالمية بالوكالة كانت أمرًا ثابتًا في الحرب الباردة الأولى، وكان الغزو الروسي بمثابة أول بداية للحرب الباردة الثانية. 

ويشعر خبراء السياسة الخارجية بالقلق منذ عقود من نشوب حرب كورية ثانية، ولم يتخيل أحد أن يتكرر ذلك في أوكرانيا، وفقا للتقرير.

واليوم، تخوض سيئول وبيونج يانج صراعهما المستمر منذ عقود في ساحات القتال الأوكرانية، إنها صورة مصغرة للحرب العالمية بالوكالة.

منذ عام 2022، جعلت الكوريتان نفسيهما مركزًا لحرب مستعرة في أوروبا. فقد منحت كوريا الجنوبية أوكرانيا بشكل غير مباشر جبلاً من ذخيرة المدفعية.

وكانت كوريا الشمالية بمثابة مستودع أسلحة للرئيس الروسي، حيث قامت بتزويد الصواريخ الباليستية المستخدمة لتدمير المدن الأوكرانية وقذائف المدفعية المستخدمة لقصف قواتها. 

فضلا عن ذلك، يشكل البلدان جزءًا من التحالفات المتصادمة التي حولت القتال بين أوكرانيا وروسيا إلى اختبار أعظم وأكثر شمولًا للقوة.

حصار إلكتروني على الغرب

وكشفت صحيفة ذا صن البريطانية، أن الصين تشن حربًا إلكترونية ضخمة على الغرب، وقالت: نحن بالفعل في حالة حرب مع الصين.. الحصار السيبراني على الغرب هو بداية مؤامرة مرعبة لنظام عالمي جديد.

وحذر زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث، من أن جيش الصين الضخم من المتسللين يشنون حربا إلكترونية على الغرب لتمهيد الطريق لنظام عالمي جديد، لافتا إلى أن الصين تشكل خطرًا كبيرًا على الأعراف والقيم الدولية. 

كما يخشى المسؤولون البريطانيون من أن تكون الصين قد سرقت أسماء وتفاصيل مصرفية للقوات المسلحة البريطانية بأكملها في عملية اختراق ملحمية.

وتأثر نحو 270 ألف شخص، بما في ذلك القوات النظامية وجنود الاحتياط وبعض المحاربين القدامى، باختراق نظام الرواتب في وزارة الدفاع، وفقا للتقرير.

وقال دنكان سميث، إن الهجوم الصيني المشتبه به هو مجرد قمة جبل الجليد - حيث تشن بكين حربًا إلكترونية هائلة على الغرب.

وقال لصحيفة ذا صن: هذه هي الصين - ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وثاني أكبر جيش، إنها تخطط للسيطرة على أمريكا.. هذه مجرد البداية لما هو في الأساس حرب.

وفي مارس 2024، اتهمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الصين بشن حملة عالمية من الهجمات الإلكترونية "الخبيثة" في عملية مشتركة غير مسبوقة.

واتهمت بريطانيا الصين علنًا باستهداف هيئة مراقبة اللجنة الانتخابية ووقوفها وراء حملة "استطلاع" عبر الإنترنت تستهدف حسابات البريد الإلكتروني لأعضاء البرلمان وأقرانهم.

search