الأحد، 30 يونيو 2024

12:52 م

فزاعة تخفيف الأحمال.. كواليس "الأسبوع الأسوأ" في يونيو

أزمة تخفيف الأحمال

أزمة تخفيف الأحمال

روان عبدالباقي

A A
سفاح التجمع

“ارتفاع درجات الحرارة وقطع الكهرباء”، جملتان تترددان بكثرة على مدار الأيام الجارية، ارتبط بهما شكاوى عدة للمواطنين تعبيرا عن غضبهم من الأمر الذي فاق تحملهم، بعد قرار الحكومة يوم الإثنين الماضي بمد فترة تخفيف الأحمال لـ3 ساعات.

تزامن اتخاذ الحكومة قرار زيادة مدة قطع الكهرباء مع أداء امتحانات الثانوية العامة، ليقضي الطلاب أسوأ ليلة امتحان وأسوأ أسبوع في حياتهم حسبما وصفوا لـ“تليجراف مصر”، حتى اضطر البعض إلى الذهاب لـ“الكافيهات” والمقاهي التي كان لها نصيب هي الأخرى من جدول تخفيف الأحمال.

أسوأ ليلة امتحان

وروى بعض الطلاب معاناتهم مع قطع الكهرباء في ليلة الامتحان لأكثر من 3 ساعات متواصلة وفي بعض الأماكن وصل لـ6 ساعات، مشيرين إلى أنهم كانوا يذاكرون على ضوء الشموع وفي شرفة المنزل، بل أن بعضهم لم يتمكن من النوم بسبب الحر الشديد.

غضب إعلامي وبرلماني

وفي نفس يوم إعلان وزارتي الكهرباء والبترول هذا القرار، ونشر بيان اعتذار للمواطنين، بدأ هجوم إعلامي على الحكومة، بداية من إبراهيم عيسى الذي قال: إن قرار وزارتي الكهرباء والبترول يزيد الوجع ألمًا، والاعتذار جاء متأخرًا جدًا في بيان بائس"، وصولا لعمرو أديب الذي طالب بعدم التمييز في قطع الكهرباء بين المناطق، قائلا “يا نعيش عيشة فل يا تقطعوا النور على الكل”.

ولم تنجُ الحكومة من انتقادات البرلمان، إذ عبّر نواب خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أمس، عن غضبهم بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر، فقال ضياء الدين داود "الشعب المصري يحترق بسبب فشل حكومة مدبولي، الذي تم التجديد له عندًا في المصريين، مطالبًا بكشف المستور حول وضع حقل ظهر ووضع محطات سيمنز التي كلفتنا المليارات".

وعبر عضو مجلس النواب إيهاب منصور عن استئايه من أزمة قطع الكهرباء قائلا “حكومة معرفتش إن الناس جابت آخرها، حكومة مسمعتش إن فيه ثانوية عامة وامتحانات، حكومة مشافتش الناس بتعاني في البيوت والأسانسيرات والمرضى، كهرباء ومياه وإنترنت يا حكومة الرحيل”.

مصير الكهرباء في يد الحكومة

وكان رد الحكومة على هذه الانتقادات اللاذعة أمر لا مفر منه، فخرج رئيس مجلس الوزراء، أمس في مؤتمر صحفي انتظره الملايين، حيث وقف وزير الكهرباء محمد شاكر على يمينه ووزير البترول طارق الملا على يساره، وبدأ يبرر للشعب المصري ما حدث خلال شهر يونيو وأدى إلى اتخاذ مثل هذه القرارات.

مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الوزراء بشأن أزمة تخفيف الأحمال

مدبولي قال: شهدنا موجة شديدة الحرارة خلال الفترة الماضية وبالرغم من شدتها إلا أننا تابعنا مع وزيري الكهرباء والبترول الإبقاء على انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين فقط، ولكن بعد العيد شهدنا موجة أخرى شديدة الحرارة بالتزامن مع عودة أطقم العمل بأكملها سواء القطاع الخاص أو القطاع الحكومي".

وتابع: كان استهلاك كميات من الطاقة الكهربائية بشكل غير مسبوق خلال هذه الفترة، السبب الرئيسي في زيادة تخفيف الأحمال لـ3 ساعات حسب مدبولي، مضيفا: “بالأمس اقتربنا من حجم استهلاك كهرباء بلغ 36 جيجا، قبل حدوث الأزمة التي وقعت في منتصف يوم أمس، ولكن بنهاية 2024 ستنتهي هذه الأزمة نهائيا".

3 موجات حارة في يونيو

الموجات الحارة التي تعرضت لها البلاد في يونيو، كانت محور حديث مدبولي حول أزمة تخفيف الأحمال، لتؤكد عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، منار غانم، أن شهر يونيو شهد 3 موجات حارة غير مسبوقة، مقارنة بالسنوات السابقة، الأولى كانت في نهاية مايو وبداية يونيو، والثانية في عيد الأضحى، والثالثة تشهدها البلاد خلال هذه الأيام.

وأضافت "غانم" في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" أن قيم درجات الحرارة خلال هذه الموجات الثلاثة سجلت أعلى قيم ارتفاع، إذ وصلت في بعض الأيام إلى 42 و43 درجة مئوية، وبمقارنة البيانات الخاصة بهيئة الأرصاد للعام الحالي بالعام الماضي، وجدنا فروقا شاسعة في قيم درجات الحرارة.

أزمة انقطاع الكهرباء

وفي شهر يونيو العام الماضي، كانت الأيام التي تتجاوز فيها درجات الحرارة المعدلات الطبيعية، لا تتخطى 5 أيام، بينما نجد الأيام التي لا نشهد فيها موجات حارة في 2024، تقترب من الرقم السابق، ليسجل شهر يونيو للعام الحالي أعلى ارتفاعات في درجات الحرارة حتى الآن.

تخفيف الأحمال يصل للخارج

ولم تكن مصر الدولة الوحيدة التي اضطرتها ارتفاع درجات الحرارة إلى قطع الكهرباء، ففي الكويت تجاوزت درجة الحرارة 52 درجة مئوية خلال الأيام الماضية، ما تسبب في اتباع الحكومة الكويتية سياسة القطع المبرمج لساعتين كحد أقصى في بعض المناطق الزراعية والسكنية.

كما غطّى الظلام دول البلقان بما في ذلك الجبل الأسود والبوسنة وألبانيا ومعظم ساحل كرواتيا بسبب الزيادة المفاجئة في استهلاك الطاقة لارتفاع درجات الحرارة، وأدي لخلق مشكلة فنية بهذه الشبكات، أما العراق فقد شهد احتجاجات متزايدة بسبب أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد.

وفي بريطانيا، تعرض مطار مانشستر، وهو أحد أكثر المطارات ازدحاما في المملكة المتحدة، لانقطاع التيار الكهربائي منذ أيام، ما تسبب في تأخير وتعطيل الركاب،.

وفي أمريكا تسببت الأمطار والعواصف وارتفاع الحرارة في حوالي 80% من حالات انقطاع التيار الكهربائي الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2000 إلى عام 2023 منها نحو 58% بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لتقارير مركز المناخ المركزي الأمريكي.

توقعات مظلمة

فيما أعربت حكومات عديدة عن مخاوفها بشأن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وتزايد أعداد الوفيات، وخاصة داخل دول الاتحاد الأوروبي مثل اليونان التي تواجه تزايدا في أعداد الوفيات ونيودلهي في الهند، بالإضافة إلى المخاوف في المملكة المتحدة.

ومن المتوقع أن تقوم دول أخرى خلال الفترة المقبلة باتباع نفس النهج بسبب درجات الحرارة المرتفعة وغير المسبوقة، فموجات الحر والجفاف تضع بالفعل توليد الطاقة في الوقت الحالي تحت الضغط، وفقا لما ذكره تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

search