الأحد، 07 يوليو 2024

02:16 ص

ترقبٌ لخطاب "نصر الله".. هل تتسع بقعة الحرب بعد اغتيال العاروري؟

صالح العاروري

صالح العاروري

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

في أول حادثة من نوعها في السنوات الأخيرة، اغتيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، واثنان من رفاقه في كتائب القسّام، الجناح العسكري للحركة، في تفجير استهدفهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الثلاثاء.

ويزيد هذا الحدث من قلق المسئولين في المنطقة بشأن تصاعد التوترات واندلاع نزاع أكبر بسبب الحرب الدائرة في غزة.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب إسرائيل حول ما إذا كانت مسئولة عن الاغتيال، وهي عادة لا تؤكد ولا تنفي الاتهامات بأنها نفذت عملية اغتيال، لكن مصادر لبنانية وأمريكية أشارت إلى أن تل أبيب هي الجهة المنفذة. وأوضح مسئول أمريكي رفيع المستوى أن هذه العملية ربما تكون البداية لسلسلة هجمات تستهدف عناصر حماس المتورطة في هجوم 7 أكتوبر الماضي (طوفان الأقصى).

مكتب العاروري في لبنان

هذه البداية

ونقلت صحيفة “نيويوك تايمز” الأمريكية عن مسئول لم يرغب في الكشف عن اسمه أن إسرائيل ستواصل ملاحقة كل من له علاقة بالهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر الماضي، سواء في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ. وقال "لن يأمن أحد من ضربات إسرائيل، وهذه هي البداية، وستستمر هذه العمليات لعدة سنوات”.

وأفاد موقع “أكسيوس” أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا عن الهجوم الذي استهدف العاروري، لكنها أبلغت كبار المسئولين الأمريكيين في أثناء تنفيذه.

وكان العاروري شخصية مهمة في حماس، وله دور في تعزيز علاقاتها مع حلفائها الإقليميين وقدراتها العسكرية، وشارك في تأسيس الجناح العسكري للحركة، ونفّذ عدة هجمات على الإسرائيليين، من بينها اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين في الضفة الغربية عام 2014، والتي اعتبرها “عملية بطولية”.

عدو يستحق الاحترام

شالوم بن حنان، الذي كان يعمل في جهاز الأمن الإسرائيلي، قال إن العاروري كان عدوًا يستحق الاحترام، لكنه يكرهه، مشيرًا إلى أن العاروري كان ذكًيا وكاريزميًا، وأسهم في توسيع نفوذ حماس في الضفة الغربية، وأسّس فريقًا للحركة في لبنان، وعزّز العلاقات مع حزب الله.

وأعلن المتحدث الرئيسي للجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي عبر التلفزيون، أن القوات الإسرائيلية “مستعدة للدفاع والهجوم على كل الجبهات”. وأكد أن إسرائيل “تهدف إلى مواجهة حماس”، وهو ما تفسره بعض التحليلات الإسرائيلية على أنه دليل على أن تل أبيب لا تريد حربًا أكبر مع حزب الله.

في وقت أعرب زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، عن حزنه لمقتل العاروري واثنين من قادة الجناح العسكري لحماس وأربعة من أعضائها في الغارة، فيما اتهم رئيس الحكومة اللبنانية الحالي، نجيب ميقاتي، إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، واستنكر ما اعتبره محاولة لإشعال نار الصراع في لبنان.

انسحابات من غزة

بعد مقتل العاروري، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه ينسحب تدريجيًا من بعض مناطق غزة، ويخطّط لسحب خمسة ألوية من جنوده، لكنه لا يزال يستهدف القطاع بالصواريخ.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أن الإسرائيليين تراجعوا من بعض أجزاء شمال غزة، بما في ذلك مخيم جباليا الذي يضم لاجئين منذ عام 1948 ومنطقة شمال مخيم الشاطئ للاجئين، وكذلك محيط مستشفى الرنتيسي، وبعض أحياء مدينة غزة.

في الوقت نفسه، أعلنت البحرية الأمريكية أنها ستسحب حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” من شرق المتوسط، بعد أن أمر الرئيس بايدن بتوجهها إلى المنطقة عقب هجوم 7 أكتوبر الماضي، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.

 حسن نصر الله وصالح العاروري

عرقلة المفاوضات

في الوقت ذاته، تجري إسرائيل محادثات غير مباشرة مع القيادة السياسية لحماس في قطر للوصول إلى اتفاق لتحرير محتجزيها لدى كتائب القسام.

وقدمت الدوحة، بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، إطار عمل شامل، الأسبوع الماضي، إلى إسرائيل وحماس لإقناع الطرفين المتصارعين بالتفاوض على هدنة طويلة الأمد، وضمان تحرير جميع المحتجزين وزيادة عدد الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.

اغتيالات متعددة

وقامت إسرائيل على مدار عقود باغتيال قادة من حماس وإيران، باستخدام الغارات الجوية والبرية والفرق السرية التي تستعمل السموم. ويتباهى قادة تل أبيب بالقدرة الطويلة لأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية.

ويُخشى أن يؤدي انفجار بيروت الأخير إلى اندلاع حريق أكبر في المنطقة، ويشمل الجماعات التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط. ويأتي القلق الرئيسي من الصراع الشامل بين إسرائيل وحزب الله، الذي خاض حربًا استمرت 34 يومًا في عام 2006.  وتم السيطرة على الاشتباكات الحدودية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية ضمن الخطوط الحمراء المتفق عليها.

ومن المنتظر أن يلقي زعيم حزب الله، حسن نصر الله، خطابًا علنيًا، اليوم، وهو الثالث له منذ 7 أكتوبر الماضي. وكان قد قال في أغسطس الماضي إن حزبه سينتقم لأي اغتيال لشخصية فلسطينية أو إيرانية أو عربية في لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن القوات الإسرائيلية “مستعدة للغاية في جميع الساحات، للدفاع والهجوم، والأهم من ذلك أننا نركز ونستمر في التركيز على محاربة حماس".

search