الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:23 م

فرنسا في مفترق طرق.. مشهد مرتبك ببرلمان معلق وصعود اليسار

البرلمان الفرنسي

البرلمان الفرنسي

حبيبة وائل

A A

تواجه فرنسا تحديات سياسية كبيرة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أسفرت عن برلمان معلق، ما يُعقد الجهود لتشكيل حكومة مستقرة، مع صعود مفاجئ لليسار وتعثر محاولات اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة.

نتائج الانتخابات

برز حزب الجبهة الشعبية الجديدة اليساري كقوة مهيمنة في الجمعية الوطنية بعد الانتخابات، حيث حصل على 182 مقعدًا، بينما حصل التحالف الوسطي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون على 168 مقعدًا، والتجمع الوطني بزعامة مارين لوبان وحلفاؤها على 143 مقعدًا. 

هذا الوضع يضع فرنسا في حالة من الغموض السياسي قبل أسابيع قليلة من استضافة باريس للألعاب الأولمبية.

مهمة شاقة

أثرت هذه النتائج بشكل كبير على الرئيس ماكرون، حيث تركت فرنسا مع برلمان مجزأ يضعف دورها في الاتحاد الأوروبي وخارجه، يواجه ماكرون الآن مهمة شاقة في تشكيل حكومة جديدة، ففي ظل عدم تمكن أي مجموعة واحدة من تأمين أغلبية عاملة، فإن الخيارات تشمل تشكيل حكومة أقلية من الجبهة الشعبية الجديدة أو بناء ائتلاف واسع النطاق يصعب إدارته.

وقالت مارين تونديلر، زعيمة حزب الخضر: "وفقًا لمنطق مؤسساتنا، يجب على إيمانويل ماكرون اليوم أن يدعو رسميًا الجبهة الشعبية الجديدة لترشيح رئيس وزراء". 

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء جابرييل أتال استقالته، في ظل المهمة الشاقة التي تنتظره لتشكيل الحكومة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس سيقبلها على الفور.

موقف الأحزاب السياسية

اجتمعت أحزاب الجبهة الوطنية الفرنسية، التي تضم الحزب الشيوعي الفرنسي، وحزب فرنسا المتمردة اليساري المتشدد، والخضر، والحزب الاشتراكي، لإجراء محادثات حول كيفية المضي قدمًا؛ وفي هذا السياق، أكد جان لوك ميلينشون، زعيم حزب فرنسا المتمردة، أن رئيس الوزراء الجديد يجب أن يكون من حزب الحرية الوطني، لكن الأحزاب المشاركة منقسمة بشدة بشأن من يمكن اختياره لهذا المنصب؛ وفقا لما نشرته وكالة “رويترز”

تسبب الوضع السياسي المضطرب في انخفاض قيمة اليورو بعد الإعلان عن نتائج التصويت، وقال سيمون هارفي، رئيس تحليل العملات الأجنبية، إنه سيكون هناك فراغ حقيقي عندما يتعلق الأمر بالقدرة التشريعية لفرنسا.

في محاولة لضمان حكومة مستقرة، أعرب بعض الشخصيات الوسطية البارزة عن استعدادهم للعمل على ميثاق مشترك، لكنهم رفضوا التعاون مع حزب فرنسا المتمردة بقيادة ميلينشون. 

أشارت يائيل براون بيفيه، النائبة عن حزب ماكرون، إلى ضرورة تطوير الثقافة السياسية الفرنسية لتصبح أكثر تعاونًا عبر الخطوط الحزبية.

search