الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:08 ص

أردوغان ونتنياهو.. هل تتحول حرب التصريحات إلى صراع عسكري؟

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس العراقي الراحل صدام حسين

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس العراقي الراحل صدام حسين

تيمور السيد

A A

في خطوة تصعيدية جديدة تعكس التوتر المتزايد بين تركيا وإسرائيل، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتدخل عسكريًا في إسرائيل، كما فعلت سابقًا في ليبيا وإقليم ناجورنو قرة باغ.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط لا سيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر العاشر تواليًا وتزايد المخاوف من تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني. 

تفاصيل التصريحات

قال أردوغان، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في مسقط رأسه بمدينة ريزا، أمس الأحد، إن بلاده يجب أن تكون قوية بما يكفي لردع إسرائيل عن "ممارساتها السخيفة" ضد الفلسطينيين. 

وعبّر الرئيس التركي، عن استعداده لاتخاذ خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها تركيا في الماضي مثلما تدخلت في ليبيا وقرة باغ، مؤكدا: "لا يوجد سبب يمنعنا من فعل ذلك". هذه التصريحات تعكس تصاعد الخطاب العدائي بين الجانبين، وتأتي في وقت حساس للغاية في المنطقة.

ردود الفعل الإسرائيلية

من جانبها، ردت حكومة الاحتلال على تصريحات أردوغان. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الرئيس التركي يسير على خطى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. 

وكتب كاتس عبر “إكس”: "ما حدث في بغداد يجب أن يكون درسًا للجميع"، مشيرًا إلى أن التهديدات لن تفيد أردوغان في تحقيق أهدافه. 

كما وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد تصريحات أردوغان بأنها "ثرثرة" تشكل خطرًا على الاستقرار في الشرق الأوسط، داعيًا المجتمع الدولي، وخاصة أعضاء حلف الناتو، إلى إدانة هذه التهديدات، وفقا لـ"يديعوت أحرنوت".

هل تنخرط تركيا في الحرب؟

علق الخبير الاستراتيجي، اللواء سمير فرج، حول إمكانية دخول تركيا في حرب مباشرة مع إسرائيل بعد تصريحات أردوغان.

واستبعد فرج في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إمكانية دخول أنقرة في حرب مع تل أبيب تمامًا ولن يحدث، موضحا أن تصريحات الرئيس التركي لا تعدو كونها، دعايا تصب في مصلحة القضية الفلسطينية.

وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن التغير الجذري في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في صالح القضية الفلسطينية، مؤكدا أن التصريحات الهجومية المتبادلة بين أردوغان ووزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تأتي بسبب الوضع المتوتر في المنطقة.

التاريخ المليء بالتوتر

ويتصاعد التوتر في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب معركة طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، حين قارن أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالزعيم النازي أدولف هتلر.

وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين تشبه "معاملة النازيين لليهود". وفي الوقت نفسه، اتهم نتنياهو أردوغان بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الأكراد.

وفي مايو الماضي، وصف أردوغان، نتنياهو بأنه "مصاص دماء"، مؤكدا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متواطئين في "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.

دعوة الرئيس الفلسطيني

في سياق آخر، لفت أردوغان إلى أنه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإلقاء خطاب في البرلمان التركي، لكنه أبدى أسفه لعدم تلقي رد إيجابي من عباس. وأكد أن البرلمان مفتوح لكل من يسير على الطريق الصحيح، مما يعكس دعم تركيا المستمر للقضية الفلسطينية.

تصريحات وزارة الخارجية التركية

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا عبر إكس، فجر اليوم الإثنين، اعتبرت فيه أن نهاية نتنياهو ستكون مشابهة لنهاية هتلر. 

وذكرت أن "الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسطينيين" وأن الذين يستهدفون الشعب الفلسطيني لن يتمكنوا من إبادة هذا الشعب. 

التوترات الاقتصادية

التوترات بين تركيا وإسرائيل لم تقتصر على الجانب العسكري والسياسي، بل امتدت إلى الجانب الاقتصادي أيضًا. فقد شهد شهر مايو الماضي تصعيدًا اقتصاديًا بين البلدين، حيث أعلن وزير المالية الإسرائيلي، عزمه إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وفرض رسوم إضافية على البضائع المستوردة منها. في المقابل، أغلقت أنقرة أبواب التجارة باتجاه إسرائيل، مما يزيد من حدة التوتر بين الجانبين.

search