الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:10 ص

إسرائيل تفقأ عين طهران علنا.. هل تحرق إيران المنطقة بحرب شاملة؟

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

A A

هز اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، منطقة الشرق الأوسط، حيث هدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وإجهاض مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بشأن الحرب في غزة تماما.

وجاء الهجوم على هنية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث وجهت حماس أصابع الاتهام إلى إسرائيل - التي رفضت حتى الآن التعليق.

وتركز كل الأنظار على سؤالين رئيسيين: ماذا سيحدث لقضية أسرى غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار، في ظل قيادة هنية للعمليات السياسية للحركة من الخارج والعمل كمحاور رئيسي مع الوسطاء الدوليين؟ وهل تثبت هذه الضربة داخل إيران أنها المحفز لحرب إقليمية شاملة محتملة؟ وهنا ما نعرفه حتى الآن.

انتهاك خطير لسيادة إيران

من الواضح أن هذا يشكل انتهاكاً خطيراً لسيادة إيران وللفقاعة الأمنية المفترضة للعاصمة الإيرانية، مهما كانت الطريقة التي وقع بها الهجوم.

فقد كان هنية ضيفهم، ومن المؤكد أن دورهم كقوة إقليمية سيتآكل إذا عجزوا عن ضمان سلامة حلفائهم الزائرين.

ولكن إيران تحملت انتهاكات مماثلة في الماضي، وبشكل أكثر تحديدا عندما قُتل غير الإيرانيين، فقد قوبلت وفاة عالمها النووي البارز، الإيراني محسن فخري زاده، بغضب فوري محدود في عام 2020.

وبحسب تحليل لـ"cnn"، فمن الواضح أن طهران مترددة في إطلاق الجماعة الأكثر شراسة، حزب الله، في حرب شاملة مع إسرائيل من لبنان.

وبغضّ النظر عن الرعب الإنساني الهائل الذي قد يسببه مثل هذا الصراع للبنانيين والإسرائيليين، على حد سواء، فإن حزب الله يظل ورقة قوية لا يمكن لطهران أن تلعب بها إلا مرة واحدة، ولهذا السبب يتعيّن عليها أن تختار بعناية متى تفعل ذلك.

كما حاولت إيران شنّ هجوم شامل على إسرائيل من قبل، في أبريل، بعد مقتل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على دمشق، بسوريا.

باختصار، لم تنجح الطائرات بدون طيار والصواريخ الثلاثمائة التي أطلقتها إيران مباشرة على إسرائيل ــ وهو ما لم يسبق له مثيل ــ في الوصول إلى أهدافها، وسوف يحدد ردها دورها كقوة إقليمية، ولكنها قد تخاطر أيضا بانزلاق هذا الدور. وقد لا تؤدي ضربة خفية غير متكافئة، بعد أسابيع من الآن، إلى إصلاح الضرر الذي لحق بموقعها، بحسب "سي إن إن" الأمريكية.

إسماعيل هنية

“خرق أمني خطير”
 

بحسب “الفايننشال تايمز”، فإن الفشل في حماية قيادي دولة حليفة في عاصمتها يشكل خرقاً أمنياً خطيراً، إذ التقى هنية بآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، الثلاثاء قبل وقت قصير من وفاته، كما يثير هذا الأمر تساؤلات حول سلامة كبار القادة الإيرانيين وقدرة إسرائيل على استهدافهم.

ولذا عقدت إيران في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء اجتماعا طارئا للمجلس الأعلى للأمن القومي في مقر إقامة المرشد الأعلى.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني، صباح الأربعاء إن الهجوم سيؤدي إلى رد انتقامي من جانب الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة.

 

ماذا حدث؟

كان هنية موجودا في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ويقيم في مقر إقامة المحاربين القدامى في شمال المدينة، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس التابعة للدولة.

وفي نحو الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، استهدفت "قذيفة موجهة محمولة جواً" المكان الذي كان يقيم فيه هنية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، التي قالت إن حارسه الشخصي قُتل أيضًا.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن التحقيقات مستمرة لمعرفة تفاصيل العملية والموقع الذي أطلق منه الصاروخ.

وبعد فترة وجيزة، نددت حماس بما وصفته بـ"الضربة الصهيونية" و"التصعيد الخطير" في صراعها المستمر منذ عقود مع إسرائيل.

وقال مسؤول في حماس إن الحركة "مستعدة لدفع أثمان مختلفة" وإن "لحظة الحقيقة قد حانت"، مضيفا: "هذا الاغتيال لن يحقق أهداف الاحتلال ولن يدفع حماس للاستسلام".

وعندما طلب منه التعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يستجيب للتقارير في وسائل الإعلام الأجنبية".

من هو إسماعيل هنية؟

وكان الرجل البالغ من العمر 62 عامًا جزءًا من حماس لعقود من الزمن، وأصبح رئيسًا سياسيًا للمجموعة في عام 2017. وفي العام التالي، صنفته الولايات المتحدة "إرهابيًا عالميًا" .

ورغم هذا التعيين ــ وعلى النقيض من القيادة العسكرية لحماس ــ سافر هنية حول العالم، واجتمع مع شخصيات عالمية باعتباره الرئيس السياسي للمنظمة.

خلال الحرب مع إسرائيل في غزة، لعب دورا محوريا في المحادثات بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وفي وقت سابق من هذا الربيع، قال إن حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق - لكن هذا يتطلب انسحاب إسرائيل من غزة وضمان وقف القتال في القطاع بشكل دائم، وهي المطالب التي وصفتها إسرائيل بأنها "غير مقبولة".

وكان هنية على اتصال بالوسطاء في قطر ومصر في  أوائل يوليو، والآن أصبحت هذه المحادثات معلقة، على الرغم من بعض الأمل في وقت سابق من هذا الشهر في اقترابها من التوصل إلى اتفاق إطاري.

ماذا قال العالم عن اغتيال إسماعيل هنية؟

وأبدى زعماء من مختلف أنحاء المنطقة آراءهم في الأمر، حيث أدان البعض عملية القتل وأعربوا عن قلقهم بشأن العواقب المحتملة.

وأدان الزعماء الفلسطينيون، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء ــ الذين ينتمون إلى فصائل لها منافسات تاريخية عميقة مع حماس ــ عملية القتل ودعوا إلى "الوحدة الوطنية" الفلسطينية.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إنه اطلع على تقارير عن مقتل هنية، لكنه رفض التعليق على الأمر على الفور. 

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، لكن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم.

وأدان زعماء من روسيا وتركيا عملية الاغتيال، محذرين من أنها قد تؤدي إلى صراعات أكبر في المنطقة.

وأدانت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، سياسة التصعيد الاسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين.

واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة.

وتأتي أنباء اغتيال هنية بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل  أنها قتلت المسؤول العسكري الأعلى في حزب الله، فؤاد شكر، في  غارة بطائرة بدون طيار  في بيروت، لبنان.

search