الإثنين، 09 سبتمبر 2024

08:57 ص

"مراقبة الموبايل".. وسيلة إسرائيل لبلوغ "أهدافها" في عمق إيران

إسماعيل هنية

إسماعيل هنية

أسامة حماد - آلاء مباشر

A A

بعد ثلاثة محاولات في أعوام 2003 و2006 و2014، باء جميعها بالفشل، تمكنت إسرائيل من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، بعد أقل من أربعة أشهر من تصفية ثلاثة من أبنائه في قطاع غزة، في أبريل الماضي، والذي نعاهم بقوله: “ليسوا أغلى من الدم الفلسطيني”.

هذه الضربة التي وصلت إلى داخل العمق الإيراني، حيث كان هنية متواجدًا في إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فتحت المجال أمام سؤال مهم: كيف تخترق إسرائيل عمق الجمهورية الإسلامية رغم دفاعاتها الجوية القوية.

عمق منظومة إيران

وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، أكدت أن منظومة دفاعات إيران قوية وهي منظومة “آرمان”، التي تعترض الصواريخ الباليستية على مدى 180 كم وتدمرها على مسافة 120 كم، ومنظومة “آذرخش”، التي يمكنها تحديد الأهداف وتدميرها بمدى يصل إلى 50 كم، ومنظومة “15 خرداد”، التي تتمكن من اعتراض الصواريخ في مدى يصل إلى 75 كم.

أما بشأن منظومة “باور 373”، فهي محلية الصنع قادرة على رصد 300 هدف على بعد أكثر من 400 كيلومتر، ومنظومة “إس 300”، روسية الصنع قادرة على رصد الأهداف في مدى يصل إلى 200 كم، ومنظومة صواريخ “ يا زهراء 3”، ومنظومة محلية متحركة يمكنها رصد 30 هدفًا في آن واحد.

إسماعيل هنية وسط أنصاره

رسائل تهديد لإيران

الخبير المختص في الشأن الإيراني، هاني سليمان، قال إن اغتيال القوات الإسرائيلية إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، بمثابة رسالة تهديد واضحة وصريحة، إذ إن قوات الاحتلال تظهر العين الحمراء للعالم كافة، بقدرتها على اختراق أي مكان بكل سهولة واغتيال كل من يهدد مصيرها.

وتابع سليمان في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن هذه ليست الحادثة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بتوجيه ضربات في العمق الإيراني، حيث شهدت طهران العديد من عمليات الاغتيال لقادة في الحرس الثوري وعلماء في المجال النووي، كما تم استهداف منشآت نووية وعسكرية لها، كان غالبها من خلال مراقبة الهاتف الجوال الخاص بالمستهدفين وتتبع أماكن تواجدهم من خلاله، ولكن في كل مرة لم تكن العواقب بنفس حجم عملية اغتيال إسماعيل هنية.

اختراقات أمنية

وأضاف أن هناك اختراقات أمنية في النظام الإيراني، وحرج شديد فيما يتعلق بالجانب الإيراني، لأنه يأتي في إطار تصعيدي مضطرب وهز الجبهة الإيرانية، خاصة أن عملية الاغتيال جاءت في غضون مراسم التتويج الإيراني، ما يدل على الاستهزاء بالقادة الإيرانيين.

توسعات إسرائيل

من جهته، قال وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد، إن إسرائيل لديها خطة ممنهجة لتصفية الشخصيات المناوئة لها، من قادة المقاومة في “حماس” و"حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تتوسع إسرائيل في ذلك خلال الفترة المقبلة.

وأضاف لـ"تليجراف مصر" أن اغتيال إسماعيل هنية تحقق من خلال اختراق إسرائيل للداخل الإيراني من خلال عملاء لها في طهران، فالأمن الإيراني مخترق من قبل إسرائيل تمامًا، بسبب الأطراف المترامية للدولة الإيرانية، ووجود ارتباطات قوية من بين مجموعة اليهود التي تسكن إيران وإسرائيل، وهؤلاء يسعون لخدمة تل أبيب.

وتابع أن إسرائيل توظّف عملاءً لها في كثير من دول المنطقة، ومنها إيران وفلسطين، وتنفق عليهم أموالا طائلة لكسب ولائهم.

وأوضح رشاد أن “حزب الله” سيستمر في عملياته ضد إسرائيل كرد فعل على اغتيال هنية، خاصة أن أحد قادة الحزب اللبناني “فؤاد شكر” تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال من جانب إسرائيل أمس، مؤكدًا أن حزب الله وإسرائيل كلاهما لا يريد حربًا مفتوحة مع الآخر.

إسماعيل هنية

تهدئة الداخل الإسرائيلي

وأردف وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل غير محسوبة، حيث تعلم الأخيرة مدى قوة الردع العسكرية التي يمتلكها الحزب، وقدرته على التعامل مع أهدافه بدقة، خاصة أن استخدامه صواريخ قريبة المدى يصعب مهمة القبة الحديدية في اعتراضها.

وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية قد يكون سببًا في تهدئة الداخل الإسرائيلي حيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وربما يفتح أيضًا الباب لإنهاء الحرب على غزة، عبر تحقُق هدف مُرضٍ، ونتنياهو بات أكثر شراسة بعد عودته من الولايات المتحدة وإلقاء خطاب في الكونجرس مؤخرًا.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيتخذ من اغتيال هنية دافعًا قويًا للتمادي في عمليات الاغتيال الممنهجة في غزة وفي دول المنطقة، لاستعادة بعض الثقة في الشارع الإسرائيلي، بعد أن فقد هذه الثقة منذ 7 أكتوبر 2023.

إسماعيل هنية

هنية، واحد من كثيرين قضوا آخر لحظة في حياتهم بالأراضي الإيرانية قبل برهة من أن تطالهم ضربات المسيرات الإسرائيلية، أو العبوات شديدة الانفجار التي وضعت بمعرفة الأجهزة الإسرائيلية التي أظهرت الفشل الذريع للجاهزية العسكرية الإيرانية وضعف استخباراتها، رغم تخيل الجميع أن إيران من أقوى دول المنطقة عسكريًا وتخشاها إسرائيل والغرب.

حسن مقدم

وأدى انفجار مستودع ذخيرة للحرس الثوري الإيراني يقع في ضواحي طهران في عام 2011 إلى مقتل الجنرال في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم رفقة ما يقرب من 36 شخصًا أخرين.

وذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية أن عملاء سابقين في بالاستخبارات الأميركية أكدوا وقوف الولايات المتحدة واسرائيل خلف العملية.

مصطفى روشان

وفي عام 2012 وجهت طهران أصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة، بالتورط في اغتيال العالم مصطفى أحمدي روشان الذي يعمل في موقع نطنز النووي، الذي لقي مصرعة في يناير من العام ذاته بانفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته، شرق طهران.

محسن فخري زادة

وفي عام 2020 وُجهت اتهامات لإسرائيل بالضلوع في اغتيال رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع الإيرانية ونائب وزير الدفاع في ذلك الحين، محسن فخري زادة، عن طريق اطلاق رصاص، ثم انفجار سيارة تحمل متفجرات بالقرب من سيارته.

صياد خداجي

وفي مايو 2022 لقي العقيد بالحرس الثوري الإيراني صياد خداجي مصرعة بمحاولة اغتيال، أثناء توجهه إلى منزله في طهران. وقال حينها قائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي إن من قتل “خداجي” هم الصهاينة.

قاسم سليماني

وفي عام 2020، وعلى النمط ذاته، استطاعت الولايات المتحدة وهي الحليف الأكبر لإسرائيل في صراعها مع طهران، اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، في ضربة ببغداد، التي تعد الشريك الأول لإيران في المنطقة.

قيادات الحرث الثوري

كما اغتالت إسرائيل في الأول من أبريل الماضي، 7 من قيادات بالحرس الثوري بينهم رضا زاهدي المسؤول الأعلى لفيلق القدس بضربة استهدفت القنصلية الايرانية بدمشق التي تعد من أكبر حلفاء طهران في المنطقة أيضًا.

search