الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:34 ص

استنزاف نفسي قبل الانقضاض.. لماذا تأخر هجوم إيران على إسرائيل؟

الصراع الايراني الاسرائيلي

الصراع الايراني الاسرائيلي

أسامة حماد

A A

حالة من الترقب يشهدها العالم حاليا، بسبب توقعات بشن إيران وحزب الله هجوما موسعًا وغير مسبوق على اسرائيل، ردا على اغتيال إسماعيل هنية، في قلب طهران.

الخطوة التي اتخذها الموساد الإسرائيلي باغتيال “هنية”، الأربعاء الموافق 31 يوليو الماضي، زادت من  التوترات بين إيران وتل أبيب بشكل غير مسبوق.

إذ احتفظت الأولى لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب وسط إطلاقها تهديدات جعلت إسرائيل في حالة ارتباك، وتأهب واستنفار دفاعي غير مسبوقة تحسبا للهجوم الإيراني.

اسماعيل هنية

تكررت التحذيرات من الدول الغربية وأجهزتها الاستخباراتية، بموعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، لكن يمر الوقت دون أن تندلع شراراة الصراع، ما أثار تساؤلات، حول (لماذا تأخر الرد الإيراني؟).   

حرب نفسية

وقال وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد، إن تأخر إيران وحزب الله، في تنفيذ تهديداتهم بضرب إسرائيل ردًا على استهداف الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأربعاء الماضي بالأراضي الإيرانية، يمثل أحد أنواع الحرب النفسية على دولة الاحتلال.

استنزاف قدراتها النفسية

وأضاف"رشاد" في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن اضطرار إسرائيل  لرفع درجة الاستعداد القصوى وانتظار تلقي الضربة، لفترة طويلة يمثل عامل قوي لاستنزاف قدراتها النفسية، حتى تبدأ في التراخي حينها ستبدأ إيران وحزب الله وأطراف المقاومة في التعامل مع أهداف مباشرة داخل الأراضي المحتلة.

اللواء محمد رشاد

  قادم لا محالة

وأكد اللواء محمد رشاد، أن الرد الإيراني على إسرائيل قادم لا محالة، موضحًا أن الضربة ستكون أكثر شراسة عن سابقتها التي وقعت في أبريل الماضي، وستأخذ مسارات أخرى لمنع فرص حلفاء إسرائيل من التصدي لها.

استخدام الناحية البحرية

وأوضح أن إيران ستتجنب مرور المسيرات من فوق الأجواء الأردنية في هذه المرة، بسبب أن وزير الخارجية الأردني في زيارته لإيران، قد يطلب تجنيب استخدام مجال بلاده الجوي في الصراع، مردفًا أنه قد تلجأ إيران في هجومها على إسرائيل لاستخدام الناحية البحرية.

رد حزب الله

واصل “رشاد” أن إسرائيل ارتكبت خطأ جسيما باغتيال هنية في طهران ثم قيادي حزب الله فؤاد شكر، لأن الأمر يخدش كبرياء إيران وحزب الله ويستوجب الرد، متابعًا “رد حزب الله سيكون أكثر قسوة، بسبب قدرته في التعامل مع الأهداف بصواريخ قصيرة المدى لن تتمكن القبة الحديدية من صدها”.

 موقف لا تحسد عليه

من جانبه، يرى قيادي حركة فتح الدكتور أيمن الرقب، أن اختراق إسرائيل للأمن الإيراني، واغتيال “هنية” في عقر دارها جعلها في موقف لا تحسد عليه، خاصة أن الاغتيالات الإسرائيلية تكررت في وقائع مشابهة منها عالم الذرة محسن فخري زادة عندما رُفع علم إسرائيل فوق جسر باريس في ايران، وغيرها كثير من الوقائع التي جعلت الأمر أكثر إحراجا.

ايمن الرقب

 إيران لن تتنازل

أضاف الرقب، في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن كسر الحاجز بين إيران وإسرائيل في القصف المتبادل منح إيران الأريحية في مهاجمة أهدافها داخل إسرائيل بصورة مباشرة، مؤكدًا أن إيران لن تتنازل في هذه المرة عن ضرب إسرائيل لكن ليس بالشكل المزلزل الذي تروج له.

وأشار الدكتور أيمن الرقب إلى أن تصريحات الأمين العام لحزب الله بأن إيران عليها توفير الدعم السياسي والمعنوي للحزب يحمل تلميحات بأن إيران والحزب سيهاجمان إسرائيل معا لا محالة، مؤكدًا أن التأخر في الرد هدفه استنزاف دولة الاحتلال نفسيًا وجعلها في حالة توتر دائمة.

search