الجمعة، 20 سبتمبر 2024

06:46 ص

ثانوية مصر العامة.. نظام جديد للقضاء على "جرائم" موروثة

وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف

وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف

A A

تشهد مصر منذ سنوات تحديات كبيرة في نظام التعليم، خصوصًا في المرحلة الثانوية، إذ يسعى المسؤولون لإحداث تغيير جذري يعيد للمدرسة دورها المحوري في حياة الطلاب.

ووافق المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي على إعادة هيكلة منظومة الثانوية العامة وفقًا للنظم العالمية، وتقليل عدد المواد، بحسب مسؤول حكومي لقناة “إكسترا نيوز”.

المدرسة كبيئة جاذبة

بحسب مصدر بوزارة التربية والتعليم، فإن إحدى القضايا الأساسية التي تتناولها الإصلاحات الجديدة هي ضرورة إعادة المدرسة لتكون بيئة جاذبة للطلاب، بحيث لا تكون مجرد مكان لتلقي المعلومات، بل تلعب دورًا تربويًا واجتماعيًا أيضًا، ما يتطلب حلولًا جذرية تشمل تقديم أنشطة مدرسية حقيقية وقرارات تدعم دور المدرسة في التربية والتعليم.

توزيع الكثافات الطلابية

أشار المصدر إلى أن مشكلة الكثافات الطلابية في الفصول هي من بين أبرز التحديات التي تواجه النظام التعليمي في مصر، وللتعامل مع هذا التحدي، تسعى وزارة التربية والتعليم إلى إعادة توزيع الطلاب بين المدارس، مع استغلال الفراغات في بعض المدارس لتخفيف الضغط على الأخرى، مشيرًا إلى خطة واضحة لتطبيقه، حيث ستُمنح كل إدارة تعليمية مرونة في اختيار النظام الذي يتناسب مع ظروفها الخاصة.

تقليل عبء المواد الدراسية

لفت المصدر إلى أن عدد المواد الدراسية التي يدرسها الطلاب في المرحلة الثانوية يمثل عبئًا كبيرًا على الطلاب وأسرهم، ما يتطلب تدخلاً لدمج المواد التي يمكن دمجها، وحذف المواد غير الضرورية، وإلغاء ما يمكن الاستغناء عنه، ولكن دون المساس بجودة العملية التعليمية الأساسية.

قرارات بعد حوار مجتمعي

أكد المصدر أن كل قرار يخص المنظومة التعليمية في العام الدراسي الجديد جاء بعد حوار مجتمعي مع أطراف ممثلة للمنظومة التعليمية، ما يجعلها مبنية على احتياجات وأولويات المجتمع التعليمي، ويعزز فرص نجاح هذه الإصلاحات.

التحذير من التسرع في الدروس الخصوصية

حذر المصدر من التسرع في حجز الدروس الخصوصية في كل المواد، حيث إن التغييرات المرتقبة في هيكلة المواد الدراسية قد تؤدي إلى اختفاء أو خروج بعض المواد من مجموع الثانوية العامة، مما يجعل الاستثمار في الدروس الخصوصية الآن غير مبرر.

إعادة تصميم المناهج

ورجح المصدر عدم إضافة مواد جديدة إلى مناهج الثانوية العامة، وقال إنه قد تحدث تغييرات كبيرة في تصميم المناهج الحالية لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات سوق العمل، الذي يشهد تغيرات متسارعة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا.

أكد أن وزارة التربية والتعليم تعمل حاليًا على دراسة المناهج بالتعاون مع أساتذة الجامعات والمركز القومي للبحوث للتأكد من أن الطلاب يحصلون على تعليم يواكب هذه التغيرات.

ملامح إعادة هيكلة منظومة الثانوية العامة

وتشمل ملامح ملامح إعادة هيكلة منظومة الثانوية العامة، التي يعلنها وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف اليوم، تصميم المحتوى العلمي والمعرفي وتوزيعها بشكل متوازن بالنسبة للصف الأول الثانوي، بدءا من العام الدراسي 2024/ 2025.

وبالنسبة للصف الثاني والثالث الثانوي، من المقرر أن يتم تطبيق بعض التعديلات المحدودة بالخطة الدراسية الحالية، وتحديث ما يجب تحديثه ودمج ما يمكن دمجه من المعارف.

وتهدف حلول تطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي، في الخطة التي يطرحها وزير التعليم، بناء الشخصية المصرية، الحفاظ على الهوية الوطنية، ترسيخ القيم الحضارية والروحية، تنمية المواهب وتشجيع الابتكار، إرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير.

ومن المقرر أن تناقش خطة الوزير تحديات المنظومة التعليمية، مثل العجز في أعداد المعلمين، ارتفاع الكثافة الطلابية في الفصول، وارتفاع نسب الغياب في المدارس.


تطوير سابق للثانوية العامة

وفي مطلع يونيو الماضي، كشف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق، رضا حجازي، عن ملامح تطوير نظام الثانوية العامة، موضحًا أنه سيتم طرح قانون جديد للثانوية العامة على مجلس النواب.

قال حجازي في خطته إن الثانوية العامة الجديدة ستتيح تعدد فرص للطلاب من خلال نظام المسارات، مع التركيز على البرمجة والذكاء الاصطناعي، وأن القواعد العامة للثانوية الجديدة تشمل "حرية الاختيار، تعدد الفرص، مراعاة وظائف المستقبل، والمواد المؤهلة".

النظام الجديد سيشهد إلغاء التشعيب التقليدي بين العلمي والأدبي، وسيعتمد على أربعة مسارات رئيسية، هي: القطاع الطبي، القطاع الهندسي، العلوم الإنسانية، والذكاء الاصطناعي.

حلول التحديات التي تواجه منظومة التعليم قبل الجامعي

ويعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبداللطيف، اليوم الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن حلول للتحديات التي تواجه منظومة التعليم قبل الجامعي، لتعزيز العملية التعليمية وجعلها أكثر توافقًا مع متطلبات العصر وسوق العمل، كما سيتم الإعلان عن حلول جذرية لإنهاء مشكلة كثافة الطلاب في الفصول.

search