الإثنين، 16 سبتمبر 2024

12:25 ص

"الأوفر برايس" بـ7 أرواح.. من المتسبب في إحيائه؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

منار فؤاد

A A

عادت ظاهرة "الأوفر برايس" إلى سوق السيارات مرة أخرى بعدما فرض بعض التجار زيادات غير رسمية على أسعار بعض السيارات، في مقابل تسليمها للمشتري على الفور دون انتظار أسابيع وأشهر للاستلام، مما أثار تساؤلات عن المتسبب في إعادة تلك الظاهرة.   

وفي هذا الإطار، استطلع “تليجراف مصر” آراء عدد من التجار وأصحاب المتاجر والمستهلكين حول ظاهرة “الأوفر برايس” وأسباب عودتها وما تأثيرها على سوق السيارات.    

صراع بين المستورد والموزع

وألقى صاحب معرض سيارات بالزقازيق، المهندس محمد عبداللطيف، باللوم في عودة ظاهرة “الأوفر برايس” على المُصنع والمستورد؛ كون الأول يقوم بزيادة أسعار السيارات على المستورد؛ فيقوم المستورد برفع تلك الأسعار على الموزعين، بالإضافة إلى أن الأزمة المالية لتصنيع السيارات تلعب دورًا هامًا في أسعار السيارات، خاصة بعد توقف عمليات الاستيراد والتصدير وتعطيل المصانع بسبب أزمة الدولار. 

ورأى عبداللطيف في تصريحات لـ"تليجراف مصر، أنه يمكن القضاء على هذه الظاهرة من خلال توافر الخامات المستخدمة في صناعة السيارات في المصانع، والتي قد انخفضت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

من جانبه، اتهم نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة جاويش لاستيراد السيارات اليابانية والكورية والفرنسية، المهندس محمد إبراهيم جاويش، أصحاب معارض السيارات بالتسبب في عودة “الأوفر برايس”، مستغلين أزمة التصنيع السيارات، بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة والنقص في توافرها.

وأشار جاويش إلى أن الشركات المستوردة لا تلعب دورًا في ظاهرة "الأوفر برايس"؛ نظرًا لوقف عمليات الاستيراد، مما أدى إلى إيقاف 85% من الشركات المصنعة للسيارات، وارتفاع أسعار السيارات الجديدة.

حيرة المستهلكين في الشراء

وقال أحد المستهلكين، جمال سلطان: "على الرغم من امتلاكي ثلاث سيارات وكوني شخصا يحب التجديد من حين لآخر، لكن بمجرد سماعي عن قيمة المبلغ المضاف لشراء سيارة، قررت تأجيل فكرة التغيير أو الشراء لحين إشعار آخر".

وتوقع سلطان، اختفاء ظاهرة "الأوفر برايس" عند قيام المصانع بالعمل بكامل طاقتها في إنتاج سيارات جديدة، من خلال توفير الخامات الصناعية المستخدمة في التصنيع، وإلا فإن الظاهرة لن تموت.

ولفت مستهلك آخر، أحمد مصطفى، إلى ما تعرض له أثناء شراء سيارة من التوكيل، قائلًا: "اشتريت سيارة من التوكيل وقد تم الاتفاق على السعر عند الشراء وميعاد الاستلام المحددين، لكن عندما طالت مدة تسليم السيارة لأكثر من شهر ونصف، وزيادة السعر المتفق عليه من قِبل التوكيل بنسبة 20%، قمت بالتواصل مع جهاز حماية المستهلك من خلال تقديم شكوى بما حدث، وقام الجهاز بمتابعة الشكوى المقدمة، وتسلمت سيارتي بالسعر المتفق عليه بدون أي زيادة".

واقترح بدائل يمكنها وأد هذه الظاهرة، من خلال زيادة المعروض لمواكبة الطلب، ومطالبة الحكومة بفتح استيراد السيارات لعام آخر غير سنة الإنتاج لزيادة المعروض، وتعويض النقص وفتح الاستيراد للسيارات المستعملة استعمال خفيف لزيادة المعروض والحد من “الأوفر برايس”.

ما علاقة الشريحة الإلكترونية؟

وأرجع رئيس جهاز حماية المستهلك، الدكتور أيمن حسام الدين، ارتفاع أسعار السيارات وعودة "الأوفر برايس"؛ لتراجع إنتاج الشرائح الذكية التي توضع في المحرك لتشغيل السيارة، موضحا أن سبب العجز يعود إلى قلة التصنيع نظرًا لما تمر به الدول المصنعة للسيارات من أزمة نقص الموارد والخامات المعدنية.

ولفت حسام الدين في تصريحات لـ"تليجراف مصر" إلى أن السيارات التي تعتمد على الشرائح الإلكترونية تراجعت بشكل كبير مع ارتفاع الطلب الذي كان السبب الرئيس وراء استغلال الحدث وفرض “أوفر برايس” على المستهلك.  

وأكد  رئيس جهاز حماية المستهلك، أنه ليس هناك رابح من تلك الظاهرة، وخاصًة بعد ما تم اتخاذ قرارات حاسمة ضد من يتلاعب في ثمن السيارة، حيث تم إصدار قرارات بوضع ملصق على السيارات لمعرفة ثمنها وتحديد ثمن "الأوفر برايس".

search