الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:38 م

صراع إسرائيل وحزب الله.. ماذا بعد اختراق "البيجر"؟

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

أسامة حماد

A A

شهد مسلسل الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أخطر حلقات التصعيد بين الطرفين، منذ اندلاع الاشتباك بينهما على خلفية أحداث السابع من أكتوبر في غزة.

ففي خطوة غير مسبوقة تمكنت إسرائيل من تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر"، التي يستخدمها عناصر الحزب من خلال اختراقها، ما نتج عنه 8 وفيات وحوالي 2700 إصابة من مستخدميه “وفقا لبعض التقديات”، ما ينذر بانتقال الصراع بين الطرفين إلى فصل جديد أكثر حدة وخطورة.

كيف تمكنت إسرائيل من اختراق البيجر؟

وقال وكيل المخابرات العامة الأسبق اللواء محمد رشاد، إن عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية المُستحدمة من عناصر حزب الله “البيجر” التي نفذتها إسرائيل، من المرجح أن يكون من خلال اختراق تردد الموجة اللاسلكية لهذه الأجهزة وتحميل عليها موجة فائقة السرعة، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارتها وإنفجار البطارية وبالتالي إصابة حاملها، متابعًا “الاختراق الإلكتروني لمثل هذه الأجهزة ليس بالصعب”.

اللواء محمد رشاد
اللواء محمد رشاد

كيف انفجر البيجر؟


وأوضح الباحث بوحدة الشؤون العربية والإقليمية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد فوزي، أن جهاز الاتصال “البيجر” من نوعية الأجهزة الاتصالية التي تحوي كمية صغيرة من المواد المتفجرة المدمجة به، ما يعني أنه قابل للانفجار الذاتي عبر كود معين للتفجير، في حالتين الأولى هي وصول العدو للجهاز، والثانية هي تدفق المعلومات للجهاز بشكل ضخم يفوق قدراته، وبالتالي إسرائيل إما اخترقت الجهاز ووصلت إلى كود الانفجار الذاتي، أو اخترقته وأرسلت إليه كميات ضخمة من المعلومات بالشكل الذي فاق قدرته ما أدى إلى انفجاره.

وتابع “فوزي” في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن حادث الاختراق الأمني لحزب الله، يعد العملية الاستخباراتية الأكبر من قبل إسرائيل تجاهه، منذ التصعيد الجاري بينهما على وقع أحداث السابع من أكتوبر.

حلقة جديدة للتصعيد بين حزب الله وإسرائيل

وأشار محمد فوزي، إلى أن العملية تعد حلقة جديدة من التصعيد النوعي الإسرائيلي ضد حزب الله اللبناني، على أكثر من مستوى، الأول أن العملية كانت من نمط العمليات الاستخباراتية الدقيقة، والثانية أن العملية هي الأكبر من حيث حصيلة الضحايا والمصابين، والثالثة أنها مثلت اختراقاً للعمق الخاص بالحزب على المستوى البشري والجغرافي وكذا التقني والأمني.

الطابع الاستخباراتي الإسرائيلي لاختراق "البيجر"

أضاف محمد فوزي، أن الطابع الاستخباراتي، للعملية برز من خلال عدة مستويات، أولها أن العملية استهدفت جهاز التواصل الأكثر تأميناً لدى الحزب وعناصره وقياداته "البيجر"، وهو خرق أمني كبير، والثاني أن إسرائيل وكعادتها في مثل هذه العمليات النوعية الاستخباراتية لم تعلن عن مسؤوليتها، وثالثها أن إسرائيل استطاعت عبر هذه العملية الحصول على كم ضخم من المعلومات الخاصة بعناصر الحزب ونطاق أنشطتهم وتموضعهم.

الباحث بالمركز  المصري للفكر محمد فوزي

إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي

 
ونوه الباحث بالمركز المصري للفكر محمد فوزي، بأن العملية جاءت بالتزامن مع اجتماع لبنيامين نتنياهو مع رئيس الموساد الإسرائيلي، وتأكيد وسائل إعلام عبرية أن "نتنياهو" أجل قرار الإطاحة بوزير دفاعه يوآف جالانت بسبب "حادث أمني كبير منتظر"، وكذا إعلان إعلام عبري إحباط عملية استهداف من قبل حزب الله لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فضلاً عن استدعاء الجيش الإسرائيلي لمئات العناصر من جنود الاحتياط.

وواصل "كل هذه مؤشرات أن هذه العملية ربما جاءت للتغطية على حادث أمني كبير ربما يقع في الساعات والأيام المقبلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني".
 

رد حزب الله على إسرائيل

 

وفيما يتعلق بالرد على الحادث، أوضح وكيل المخابرات العامة الأسبق، لـ"تليجراف مصر" أن حزب الله سيتعامل مع الحدث من خلال زيادة هجماته ضد إسرائيل، لتكبيدها خسائر أكبر خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن رد حزب الله سيكون مدروسا ليتناسب مع الخسائر.

وأشار اللواء محمد رشاد، إلى أن ما يميز حزب الله في صراعه مع دولة الاحتلال، هو استخدامه صواريخ قصيرة المدى، لقصف أهداف محددة، وبالتالي يحقق تدمير شديد لأهدافه، خاصة وأن أجهزة التعرض الإسرائيلية عاجزة عن التعامل مع هذه الصواريخ.

وواصل “رشاد” أن إسرائيل، تعاني مشاكل في قواعد الاشتباك، في الوقت الحالي خاصة بعد نجاح اختراق الصاروخ الحوثي لأراضيها، الأمر الذي يهدد قوة الردع لإسرائيل، بأن أصبحت أراضيها في مرمى الحوثيين وهم أحد أذرع إيران.

طبيعة الرد من حزب الله

من جانبه أكد الباحث بالمركز المصري للفكر محمد فوزي، أن الحدث الذي قامت به إسرائيل سيقود إلى زيادة حدة التصعيد على جبهتها الشمالية إلى حد كبير، وذلك على وقع توجه الحزب المحتمل نحو الرد على العملية بالشكل الذي يناسبها من حيث المستوى والقدر والكيفية.

حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل

وفيما يتعلق بالدخول في حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، أوضح الباحث بمركز الفكر، أن الأمر يتوقف على محددات رئيسية، أولها رغبة مشتركة لدى "المؤسسات العميقة" للطرفين في عدم الانجرار لحرب واسعة، نظراً لتكلفتها الكبيرة، والثاني أن مسألة فتح حرب موسعة مع حزب الله بالنسبة لإسرائيل سوف تكون ذات تداعيات سلبية خصوصاً مع التعثر الكبير للجيش الإسرائيلي في غزة وعجزه عن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحرب، وثالثها أن إيران تضغط على وكلائها من أجل تجنب سيناريو الحرب الشاملة، فضلاً عن الضغوط الغربية الكبيرة على حزب الله.

السيناريو المحتمل بين حزب الله وإسرائيل

ورجح "فوزي"، أن يكون السيناريو الأرجح، هو أن تكون العملية حلقة من حلقات التصعيد الكبيرة بين الحزب وإسرائيل، وأن تدفع باتجاه المزيد من التصعيد وتوسيع قواعد الاشتباك، دون الوصول إلى سيناريو الحرب الشاملة، والذي لو حدث فإنه سيكون بناءً على حسابات شخصية خاصة ببنيامين نتنياهو، كونه الشخص الوحيد صاحب المصلحة في نشوبها، على اعتبار أن إطالة أمد الحرب وتوسيع رقعتها الجغرافية يضمن إطالة العمر السياسي لحكومته.

لماذا تأخر الرد الإيراني على إسرائيل؟

وفيما يتعلق بتأخر الرد الإيراني على اغتيال الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بطهران، أوضح اللواء محمد رشاد، أن إنذار الولايات المتحدة الأمريكية، بتعامل إسرائيل مع المنشآت النووية الإيرانية ومساعدة تل أبيب في أي هجمات عسكرية تتعرض لها، جعل إيران تتجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة، والاكتفاء بعمليات وكلاءها (حزب الله والحوثيين)، إذ يعد كليهما أذرع ناطقة باسم طهران.    

وكانت اخترقت إسرائيل الأجهزة اللاسلكية لعناصر “حزب الله” اللبناني الثلاثاء، ما أدى إلى إصابات بالغة في صفوف مئات من عناصر الحزب.

وانفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها عناصر الحزب. وشملت الانفجارات مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

search