الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

06:08 م

ليلة دامية وغارات إسرائيلية مدوية.. ماذا يحدث في لبنان؟

قصف لبنان

قصف لبنان

روان عبدالباقي

A A

شهد لبنان ليلة دامية بسبب الضربات الإسرائيلية المتلاحقة ضد “حزب الله” لتشمل نطاقًا جغرافيًا واسعًا من الأراضي اللبنانية، فيما يبدو أنه توسيع قياسي لدائرة العدوان الإسرائيلي، لتدخل الحرب مرحلة جديدة تستدعي الإجابة عن تساءل: ماذا يحدث في لبنان؟

إدانة وتوقف رحلات

وزارة الخارجية المصرية، أدانت في بيان لها أمس، التصعيد الإسرائيلي "الخطير" في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة التي أدت لمقتل وإصابة مئات اللبنانيين، مؤكدة رفضها التام لأي انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه.

وشددت الخارجية على ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة ولبنان واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما يؤمن عودة النازحين لقراهم، واستئناف مسار العملية السياسية الخاص بحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي ليل أمس الإثنين أعلنت شركة "مصر للطيران"، إلغاء رحلاتها إلى لبنان، وقالت الشركة في بيان: "نظرا للأحداث التى تشهدها دولة لبنان الشقيقة، فقد قررت مصر للطيران إلغاء رحلاتها المتجهة من القاهرة إلى بيروت الثلاثاء 24 سبتمبر"، لافتة إلى أن التعليق سيظل فعالًا لحين استقرار الأوضاع داخل البلاد".

بيان شركة مصر للطيران

ماذا يحدث في لبنان؟

الهجمات العنيفة التي تشنها إسرائيل على لبنان والتصعيد المتبادل بين الطرفين تعود بدايته إلى تدّخل حزب الله في لبنان عسكريًا في اليوم التالي مباشرة لاندلاع طوفان الأقصى، وذلك في 8 أكتوبر 2023 كجبهة إسناد للمقاومة تفعيلا لاستراتيجية "وحدة الساحات" بهدف استنزاف إسرائيل.

وشهدت الأيام الأخيرة ذروة التصعيد بين الجانبين ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى التصديق على خطط قتالية لشن هجوم عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، وسط تقديرات استخباراتية أمريكية بأن حربًا واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله باتت وشيكة، إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وشهد يوما 17 و18 سبتمبر الجاري انفجار آلاف من أجهزة النداء "البيجر" تبعها انفجار المئات من أجهزة "الووكي توكي" التي تخص “حزب الله” في أنحاء لبنان، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، إذ قالت مصادر لبنانية لـ"رويترز" إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وراء تفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكي بمواد متفجرة.

تفجيرات أجهزة الاتصالات

وفي يوم 20 سبتمبر قامت إسرائيل بتنفيذ قصف دقيق أدى إلى انهيار مبنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت وتبين لاحقاً أن المستهدف بالقصف كان قادة فرقة الرضوان المناط بها تنفيذ عمليات هجومية في الجليل في حال نشوب أي حرب شاملة بين الطرفين، وكانوا مجتمعين في قبو تحت الأرض بطابقين بين المبنيين المستهدفين.

وأسفرت تفجيرات أجهزة الاتصالات عن قتل 37 من اللبنانيين وإصابة نحو 3000 آلاف، فيما أعلن حزب الله عن مقتل 25 فقط من عناصره ضمن هذه الحصيلة، أما الغارة الدقيقة على الضاحية الجنوبية فقد أسفرت عن قتل 31 لبنانياً وإصابة نحو 68 آخرين، نعى منهم حزب الله 16 من بينهم قياديين عسكريين بارزين هما إبراهيم عقيل قائد فرقة الرضوان وأحمد وهبي القائد السابق للفرقة نفسها.

وعاودت إسرائيل هجماتها الموسعة على الجنوب وصولاً إلى صور والبقاع الغربي في 23 سبتمبر مما أسفر عن مقتل 274 لبنانياً بينهم 21 طفلًا وجرح 1024 آخرين في حصيلة متزايدة للضحايا المدنيين، قبل أن تنهي إسرائيل اليوم بتوجيه غارة دقيقة للضاحية الجنوبية قالت إنها تستهدف علي الكركي القائد العسكري لقطاع الجنوب في “حزب الله”، وفق دراسة نشرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

رشقات صاروخية

وحل صباح يوم 23 سبتمبر ليكون عنواناً للغارات الإسرائيلية الموسعة ضد جنوب لبنان بالكامل في منطقة جنوب وشمال نهر الليطاني، وتلّخص رد حزب الله في رشقات صاروخية إلى عدة نقاط في الشمال الإسرائيلي منها المخازن الرئيسية لفيلق الشمال في قاعدة نيمرا، والكتيبة الصاروخية والمدفعية بثكنة يوآف، فضلًا عن قصف مجمع الصناعات العسكرية رفائيل شرق حيفا مرة أخرى.

ووصف الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، ما يحدث بين الجانبين بأنه "الحساب العسير" وذلك خلال كلمة مسجلة بعد الهجوم على أجهز الاتصال اللاسلكية، بينما قال نائب الأمين العام نعيم قاسم إن "الرد المفتوح" خلال تشييع قادة فرقة الرضوان، قبل أن تـُفتح جبهة الحرب بين الجانبين على مصراعيها.

558 شهيدا و2835 جريحا

وسجلت مناطق لبنانية أمس الإثنين، حركة نزوح واسعة، نحو  بلدات مُجاورة، بعيدة عن دائرة القصف الإسرائيلي، التي استهدفت الجنوب اللبناني، كما شهدت بعض الطرق ازدحام مروري خانق بسبب، كثافة النزوح حيث شهدت محطاتُ الوَقود التي تقع على الخط الساحلي الممتد من الجنوب باتجاه بيروت ازدحاما كبيرا.

وقال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، اليوم خلال مؤتمر صحفي، إن الحصيلة المحدثة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، بلغت 558 شهيدًا، منهم 50 طفلا، 2835 جريحًا، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستشفيات عدة ومراكز صحية وسيارات إسعاف، ما أدى إلى استشهاد 4 مسعفين وجرح عدد آخر من عمال الإطفاء.

search