عودة ترامب.. كيف يعزز مصالح مصر الاستراتيجية؟
الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب
محمد لطفي أبوعقيل
أثار فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة للمرة الثانية، العديد من التساؤلات حول انعكاسات عودته للبيت الأبيض على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة.
ويرى خبراء في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أن تولي ترامب الرئاسة مرة أخرى قد يحمل لمصر مكاسب مهمة، في ظل تصريحاته ووعوده بوقف النزاعات في قطاع غزة وجنوب لبنان، وهو ما يتماشى مع تطلعات مصر نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي والسلام.
العديد من المكاسب
قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن لمصر العديد من المكاسب لفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، أبرزها أنه وعد بوقف الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، موضحًا أنه من شأن هذا الأمر أن يعيد السلام والاستقرار في المنطقة وهو هدف الدولة المصرية.
وأضاف سمير في تصريحاته لـ"تليجراف مصر" أن وقف الحرب سوف يساعد على تدفق السياح والاستثمارات للمنطقة، كما أنه سوف يوقف هجمات الحوثيين على السفن التي تمر في البحر الأحمر، وبالتالي تعود حركة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس.
لن يكون هناك أي دعم لزعزعة الاستقرار
وتابع أن وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، يعني أنه لن يكون هناك أي دعم لزعزعة الاستقرار الداخلي في كل دول العالم بما فيها مصر عبر دعم مظاهرات الديمقراطيين، وكمالا هاريس كان لديها مشروع للتدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم ما يسمى بالثورات الملونة مثل ما يسمى بالربيع العربي، موضحًا أن وجود دونالد ترامب يحترم الدول ويسعى للمصالح الاقتصادية فقط والسلام ويرفض الحرب وتوسعها كما أنه يرفض التعامل مع المليشيات.
وأكمل: معروف أن ترامب هو من صنف الحوثيين كجماعة إرهابية مطلع 2021، قبل أن يغادر البيت الأبيض بأيام قليلة جدا، وبالتالي هو يحترم الدولة الوطنية بمفهومها الكامل والقائم على المؤسسات، موضحًا أن كل هذه الأمور تتفق مع أهداف الدولة المصرية التي تدعم الدولة الوطنية العربية وعلى مستوى العالم.
علاقات قوية وقديمة
وأوضح أن العلاقة بين مصر وأمريكا هي علاقة استراتيجية قوية وقديمة ومتشعبة، لافتا إلى أن مصر تتلقى 33% من الاستثمارات الأمريكية في إفريقيا، كما أن الولايات المتحدة منحت مصر هذا العام المساعدات العسكرية والاقتصادية بالكامل بقيمة 1.3 مليار دولار.
وأشار إلى هناك حوار استراتيجي بين مصر وأمريكا، موضحًا أنها تُعد شريكة لمصر في السلام وهي من رعت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وبالتالي الولايات المتحدة تنتظر لمصر باعتبارها هي قوة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
ازدياد في التنسيق
واستطرد: لذلك أعتقد أن التنسيق المصري والأمريكي سوف يزداد، حتى العلاقات الاقتصادية يمكن أن تتحسن وتزداد الاستثمارات الأمريكية في مصر، ويسمح الرئيس ترامب بدخول المزيد من البضائع المصرية إلى الأسواق الأمريكية.
ولفت إلى أنه يمكن لترامب أن يوقف الحرب في جنوب لبنان وغزة، عبر صفقة جديدة أو عبر صداقته مع رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أن ترامب له علاقة مباشرة مع لبنان لأن زوج ابنته إيفانيكا أمريكي من أصل لبناني، ووالد زوج ابنته هو منسق العلاقات الأمريكية العربية، وبالتالي هذا قد يجعل اهتمام ترامب أكبر بالشرق الأوسط.
العقوبات القصوى
وواصل: أعتقد أن المشكلة تكمن في علاقة ترامب بإيران، حيث يمكن أن يعود ترامب مرة أخرى لفكرة العقوبات القصوى التي فرضها على إيران منذ نوفمبر من عام 2018، لكن فكرة العودة إلى الملف النووي من جديد أمر صعب للغاية، رغم إن ترامب قال إنه مستعد للتفاوض مع الإيرانيين لوقف إيران دعمها للحلفاء في الشرق الأوسط وتتخلى عن برنامجها النووي، إلا أن هذا الأمر يصعب التنبؤ بمدى نجاحه أو فشله.
من جانبه، قال الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد فوزي، إن عودة الأسس التقليدية الحاكمة للعلاقات المصرية الأمريكية على مدار السنوات الماضية يمثل مكسبا حقيقيا، حيث تم إحراز تقدم في مجالات التعاون الثنائي عبر التركيز على القضايا التي تمثل عوامل اهتمام مشتركة.
أضاف فوزي في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن الإدارة الأمريكية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، تدرك محورية الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط، بل وتعتبر أن العلاقات الاستراتيجية مع مصر على المستوى الثنائي وعلى المستوى الإقليمي والدولي الأوسع، هي ركيزة أساسية لأي مقاربات يتم بنائها في المنطقة، كما أنها أحد الضمانات الرئيسية للحفاظ على مستوى نسبي من الأمن والاستقرار.
دور مصر
أشار إلى أن الولايات المتحدة تدرك أن مصر لها دور فعال في بعض القضايا الهامة بالمنطقة والتي تدور في السودان وليبيا والقرن الأفريقي، ووصولاً إلى قضايا الشرق الأوسط.
أوضح الباحث محمد فوزي، أن طبيعة تعامل ترامب بعد عودته للبيت الأبيض مع الملفات الإقليمية التي تهم مصر خصوصًا ما يتصل بتطورات الحرب الجارية في غزة ولبنان، والملفات الحيوية مثل ليبيا والسودان وسد النهضة، سوف تحدد مسار العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة سواءً صعودًا أو جمودا.
تابع فوزي أنه حال تبني ترامب سياسات لا تتماهى مع المقاربات المصرية تجاه هذه الملفات، يمكن أن تتجه العلاقات إلى الخفوت أو الجمود وليس التوتر، لا سيما أن الدولة المصرية تعتمد بشكل متنامي في سياستها الخارجية في السنوات الأخيرة على فكرة تنويع الحلفاء الدوليين.
فوز الجمهوري دونالد ترامب
وكانت ملحمة الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد انتهت بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب للمرة الثانية، ليصبح بذلك الرئيس الـ47 للبلاد، بعدما تفوق على غريمته كامالا هاريس في الانتخابات الأخيرة.
-
04:45 AMالفجْر
-
06:14 AMالشروق
-
11:38 AMالظُّهْر
-
02:41 PMالعَصر
-
05:02 PMالمَغرب
-
06:22 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
ركلة جزاء زد.. جمال الشريف يختلف مع خبراء التحكيم
08 نوفمبر 2024 02:12 م
6 أسباب أعادت ترامب رئيسا لأمريكا
08 نوفمبر 2024 10:52 ص
"سلحفاة وسمكة" على الدينار.. رموز تاريخية أبرزتها العملات الكويتية
08 نوفمبر 2024 05:59 ص
"الكوفية" تهتف للحرية.. ملاعب العالم تدعم القضية الفلسطينية
07 نوفمبر 2024 07:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً