السبت، 05 أكتوبر 2024

05:26 م

ناج من "السلام 98".. "عليوة" يروي لحظات الرعب على "تايتنك القرن"

الإسكندرية

الاء محمود

A A

استعاد أحمد عليوة، من مدينة الإسكندرية، ذكرياته الأليمة مع حادث العبارة السلام 98، وسبيل نجاته من كارثة 3 فبراير عام 2006، وقت أن كان شابا في الثانية والثلاثين من عمره، والتي وصفها بـ"أكبر كارثة بحرية في هذا الزمن".

كان عليوة يعمل سائقا بالمملكة العربية السعودية، خلال موسم الحج، وأبحر على متن "العبارة السلام" في التاسعة و50 دقيقة مساء، من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا، أملا في إجازة مع أسرته، حسب روايته لـ"تليجراف مصر".

شاهد على “كارثة فبراير”

يقول الناجي من "السلام"، إنه بعد ساعتين من بدء الرحلة، اشتعل حريق ضخم بالعبارة، وبدوره توجه إلى القبطان يبلغه باستعداده للمشاركة في إخماده، تلقى الموافقة ونزل إلى الطابق السفلي، واستمر ساعتين في محاولة السيطرة على النيران، مستخدما خرطوم مياهـ قبل أن يشعر بالاختناق ويفقد الأمل.

 مهمة جديدة أحيت الأمل في نفس عليوة، إذ طلب منه المساعدة في إخراج الناس من جهة اليمين إلى جهة الشمال، نتيجة لميل العبّارة، متأثرة بتراكم مياه الإطفاء، بسبب عدم وجود مخارج لصرفها.

انتقل الشاهد على "حادث فبراير"، إلى لحظات الرعب مع اشتعال النيران بالعبارة، وبدء غرقها ومحاولات الإنقاذ، قائلا إنه شاهد “موقفين من أغرب المواقف في حياته، الأول سيده ترضع طفلها وتبكي بكاء شديدا، وترفض ارتداء (اللايف جاكيت)، والثاني رجل عائد من الكويت، ممسك بدراهم كويتية وجلس يبكي”.
حسب روايته، ذهب الشاب ليتوضأ للصلاة للتغلب على صعوبة الموقف، حسب قوله، متذكرا أولاده الثلاتة، وجلس يدعو هو ومن معه حتى مالت العبارة على أقصى يمينها، تحديدا الساعة 12:50 بعد منتصف الليل.

 بعد ذلك بـ5 دقائق كان عليوة على السطح، في وقت بدأت فيه العبارة الغرق، وفي أثناء محاولته النجاة عثر على طفلة اسمها "آلاء"، قال إنها السبب في شهرته، إذ نادت عليه لإنقاذها، فحملها على ظهره وسبح بها حتى قارب نجاة سلمها لمن عليه، منقذا حياتها، وكانت السبب في أن يزوره الرئيس مبارك، ورئيس الوزراء أحمد نظيف، وشكروه على بطولته.

عليوة قال، "بقيت في المياه أكثر من 23 ساعة، من الساعة 1 صباح الجمعة، وحتى فجر السبت".

عن دور المركب "إليانورا" في إنقاذهم، يقول إنها وصلت إليهم الثالثة فجر السبت، وسحب على سطحها بحبل ألقي له، وغطوه وأكثر من 300 ناج بالبطاطين وأعطوهم المشروبات الدافئة.

خرج الشاب من البحر إلى مستشفى الغردقة العام، ووقع عليه الكشف الطبي، وتلقى العلاج والرعاية، بينما لا يزال "الخوف والهلع" يسيطران عليه من هول الموقف والبقاء مدة طويلة في المياه الباردة، خلال شهر طوبة، قبل أن يعود إلى منزله بعد 3 أيام، وفق ما روى عليوة.

عليوة قال عن تبعات ذلك، أنه "مر بموقف لم ينساه حتى الآن رغم مرور 18 عاما، ولا يزال يتذكر من كانوا معه، خصوصا من مات ولم يعثر على جثته أبدا".

وغرقت العبَّارة “السلام 98”، السبت 3 فبراير 2006، في البحر الأحمر، في أثناء رحلتها من المملكة العربية السعودية، إلى البحر الأحمر، وكان على متنها 1312 مسافرا، نجا منهم قرابة 300 فقط، وعرف الحادث بـ"تايتنك القرن".

جرى تداول قضية العبارة على مدى 21 جلسة طوال عامين، وحُكم فيها، يوم الأحد الموافق 27 يوليو من عام 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط، بتبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل، مالك العبارة، ونجله عمرو، الهاربان إلى لندن، بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة، ربان باخرة أخرى هي سانت كاترين، بتهمة عدم مساعدة العبارة.

search