السبت، 06 يوليو 2024

08:02 م

إسرائيل في ورطة بسبب تجنيد "حفظة التوراة".. ما القصة؟

أحد اليهود يمسك بنسخة من التوراة

أحد اليهود يمسك بنسخة من التوراة

روان رضا

A A
سفاح التجمع

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في بيان له أمس، ولأول مرة، عن أن هناك اقتراح جديد لمشروع من شأنه أن يعالج قضية الإعفاءات الممنوحة للطائفة الأرثوذكسية "الحريدية" التي طال أمدها وتوسيع الخدمة العسكرية الإلزامية لتشمل جميع الفئات والأطياف في المجتمع الإسرائيلي. 

وقال جالانت، في بيانه، الذي نشرته صحيفة “جروزيليم بوست” العبرية، إنه لا ينبغي الترويج لاقتراح إلا بموافقة جميع الأطياف والأحزاب، والتي تشمل الأحزاب الحريدية نفسها.

إعفاء ظالم

كانت نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا يسلط الضوء على الضغوط المتزايدة التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الإعفاء الدائم للطائفة الأرثوذكسية المتطرفة -المعروفة باسم حريديم- من الخدمة العسكرية الإجبارية، وهو ما كان مصدر خلاف في الداخل الإسرائيلي، حيث ينظر إلى الإعفاء على أنه يخلق عبئًا غير متساو على المواطنين.

اضطرابات على الحدود

وأقر وزير من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الاحتياجات الأمنية الحالية لدولة إسرائيل تتطلب توسيع دائرة أولئك الذين يتحملون العبء.

يعكس هذا الإقرار الشعور المتزايد بين بعض الشخصيات السياسية، بأن سياسة الإعفاء تحتاج إلى إعادة النظر في ضوء التحديات الأمنية في إسرائيل، في الوقت الذي يمتد فيه الجيش الإسرائيلي بين الحرب في غزة والاضطرابات في الضفة الغربية والتوترات على الحدود الشمالية مع المقاتلين في لبنان.

ونقلت صحيفة "وول ستريت" عن مسئول إسرائيلي: "نحن في فترة طارئة وإذا لم نمد وقت الخدمة فسينخفض عدد القوات إلى النصف ولا يمكننا تحمل ذلك الآن".

وعلى نفس الخط، يتابع أحد الجنرالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة “ذا إيكونوميست”: "إذا أقرت الحكومة القوانين التي تعفي مجتمعًا واحدًا وتجبر الآخرين على الخدمة لفترات أطول بكثير، فقد لا نتمكن من الاعتماد على هذا العدد الكبير من جنود الاحتياط الذين يحضرون في المرة المقبلة".

عن حسابات اليهود الحريديم وحسابات «إسرائيل» – الموقع الرسمي مركز الاعلام  والدراسات الفلسطينية
يهود من طائفة الحريديم

 

الطائفة الأرثوذكسية 

يعود مشروع إعفاء اليهود الأرثوذكس المتطرفين، المعروف باسم “الحريديم” في إسرائيل، إلى الأيام الأولى لتأسيس إسرائيل في عام 1948.

وفي ذلك الوقت، وافقت الحكومة على إعفائهم من الخدمة العسكرية للحفاظ على أسلوب حياة كاد أن يختفي خلال “الهولوكوست”، وبنى “الحريديم” معارضتهم للتجنيد على أنه يجب على المنتمين لهذه الطائفة أن يقضوا كل الوقت المتاح في دراسة التوراة، إذ أن شبابهم الذين يذهبون إلى الجيش قد لا يعودوا أبدا إلى واجباتهم الدينية، وكان حينها الإعفاء الأصلي لـ400 فرد فقط.

بعد ذلك الحين، نمى المجتمع "الحريدي" بشكل ملحوظ، حيث يشكل الآن 13% من السكان، ويمثل الرجال الحريديون 17% من الذكور في سن التجنيد، أي يتم تسجيل أكثر من 66 ألف شخص كطلاب في المعاهد الدينية وبالتالي لا يؤدون الخدمة العسكرية، وجاءت هذه النسب وفق ما أفادت به صحيفة "ذا إيكونوميست” البريطانية.

المدارس اليهودية تثير الرعب بإسرائيل.. ومطالبات بإجراءات صارمة على  «الحريدييم»

مظاهرات في تل أبيب 

تصريحات جالانت جاءت بعد عودة التوترات التي تم إخمادها مؤقتا في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رفعت لافتات على طول ممرات الطرق السريعة عبر إسرائيل تحمل رسالة شعارات مثل "معا سنفوز" أو "خدمة متساوية للجميع"، بعد أن احتجوا لأول مرة خارج منزل وزير الإسكان والبناء السياسي الأرثوذكسي المتطرف “إسحاق جولدنوبف”. 

إضافة إلى ذلك، تجمّع الآلاف من المتظاهرين في وسط "تل أبيب"، معربين عن قلقهم بشأن سياسة الإعفاء الظالمة مثلما يدّعون.

ومع استمرار النقاشات حول ما إذا كان أفراد الطائفة الأرثوذكسية سيؤدون الخدمة العسكرية أم لا، تظل كلمة الفصل بيد المحكمة العليا التي ستصدر كلمتها في أواخر مارس القادم، وفقا لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل".

قانون تجنيد الحارديم والسياسة البراغماتية الرابحة‎ - تايمز أوف إسرائيل
مظاهرات في إسرائيل
search