الجمعة، 20 سبتمبر 2024

09:50 ص

"متقولش يا أمورة".. "الدلع" يخنق إبداع الفتيات

إلهام الإبداع لدى الفتيات

إلهام الإبداع لدى الفتيات

رفيدة سالمان

A A

لا تطلق على الفتيات لقب "حلوة و أمورة" أو "لطيفة" لأن ذلك قد يخنق إبداعهن، كما يقول الباحثون، إذ تشير دراسة جديدة أجرتها "شركة ليجو: إلى أن استخدام لغة "محددة حسب نوع الجنس" يمنع الفتيات من التعبير عن أنفسهن بحرية.

وفقًا للدراسة، فإن إلهام الإبداع يكون أقل لدى الفتيات إذا أشيد بهن بألفاظ مثل "أمورة" و"لطيفة" و"جميلة"، بدلاً من شجاعة ورائعة.

يقول الباحثون أيضًا إن الفتيات أكثر عرضة لتجربة أشياء جديدة إذا لم تنتقد أخطائهن، بل أشرت إليها كمحاولات للتعلم.

وتعليقًا على هذه النتائج، قالت الكاتبة والباحثة في مجال الأبوة والأمومة جينيفر والاس، "اللغة المتحيزة تعزز الأدوار التقليدية للجنسين، والتي يمكن أن تلعب دورًا في الحد من إبداع الفتيات واستمرار عدم المساواة".

تأثير الكلمات الإيجابية على الصحة النفسية للأطفال:

في نفس الصدد، نشر موقع compassion تقريرًا حول أهمية وتأثير الكلمات الإيجابية على الصحة النفسية للأطفال، أوضح أن كل طفل يفضل كلمات معينة تساعد في نموه النفسي والعاطفي، وعلى الآباء أن يتداركوا ذلك في مخاطبتهم لأطفالهم.

يؤكد التقرير أن الطفلة ترى نفسها بعيون والديها وطريقة تعاملهم معها، وأن لغة مخاطبتهم لها تترك كلمات محفورة في ذهنها وبدورها تشكل شخصيتها.

استطلاع رأي:

استطلع الباحثون آراء 25532 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا، بالإضافة إلى 36000 والد من جميع أنحاء العالم.

وكشفت النتائج أن المجتمع يستخدم مصطلحات مثل "حلوة" " كتكوتة" و"أمورة" و"جميلة" و"لطيفة" للفتيات أكثر من الأولاد بنسبة 7% تقريبًا.

في المقابل، فإن مصطلحات مثل "شجاع"، و"عبقري"، و"مبتكر"، و"رائع" هي أكثر احتمالية بمقدار الضعف لاستخدامها للأولاد فقط.

يزعم الباحثون أن هذا يمكن أن يكون له تأثير على استعدادهم للتعبير عن أنفسهم واستكشاف أشياء جديدة.

قال ما يقرب من ثلثي الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 5 و12 عامًا إن اللغة التي سمعنها جعلتهن يشعرن بالقلق بشأن ارتكاب الأخطاء وأقل عرضة للتجربة.

وقال أكثر من نصف الأطفال المشاركين إنهم يعتقدون أن البالغين من المرجح أن يستمعوا إلى الأفكار الإبداعية للأولاد بدلاً من الفتيات.

وقالت السيدة والاس، "هذا التحيز الضمني يمكن أن يعيق ثقة الفتيات ويحد من فرصهن في المجالات التي يهيمن عليها الذكور".

تأثير اللغة المرتبطة بنوع الجنس:

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقترح فيها الباحثون أن اللغة المرتبطة بالجنس قد يكون لها تأثير طويل المدى على الأطفال.  

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال يتعلمون الصور النمطية حول نوع الجنس بحلول سن السابعة، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير على أنواع الوظائف التي يعتقدون أنها مناسبة لهم.

وجدت إحدى الدراسات أن الفتيات اللاتي حصلن على دمى باربي للعب معهن يعتقدن أن لديهن خيارات وظيفية أقل مقارنة بالأولاد.  

حتى أن العلماء زعموا أن كتب الأطفال التي تحتوي على "عوالم مرتبطة بالأنثى"، قد تؤدي إلى استمرار الصور النمطية المتعلقة بالجنسين.

تير الدراسة إلى أن الكتب التي تحتوي على شخصيات نسائية رئيسية من المرجح أن تدور حول المودة أكثر من المهن. 

وفي الوقت نفسه، ركزت الكلمات المرتبطة بالذكور بشكل أكبر على المهن ووسائل النقل والأدوات، مع تركيز أقل على الاحتياجات العاطفية.

فتيات يلعبن بدمى باربي

ينصح الباحثون بالتوازن في اللغة التي يخاطب بها الأطفال من الجنسين لأن ذلك من شأنه اتزان الأدوار في المجتمع.

search