الجمعة، 12 يوليو 2024

05:07 ص

لعنة دماء غزة.. حرب 6 أشهر بـ"فاتورة باهظة" في إسرائيل

انفجار وسط غزة

انفجار وسط غزة

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

دفعت إسرائيل خلال ثمنا باهظا لفاتورة 6 أشهر مضت من الحرب على غزة، لم تخسره طيلة حروبها مع العرب منذ 75 عاما، سواء من الناحية الاقتصادية أو علاقاتها مع الدول الغربية خصوصا أكبر داعميها الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت كانت فيه على مقربة من اعتراف دول عربية جديدة بها، مثل السعودية.

أصبحت إسرائيل اليوم منبوذة عالمياً عن أي وقت مضى، فعند النظر إلى دولة مثل ألمانيا والتي اعتبرت واحدة من أقوى مؤيدي إسرائيل وموردًا رئيسيا لأسلحتها، تشير التطورات الأخيرة إلى تغير اللهجة بينهما، ما يثير المخاوف بشأن الضغط على العلاقات الثنائية طويلة الأمد، وهو ما ظهر في انتقاد المستشار الألماني أولاف شولتز لأفعال تل أبيب في غزة، وعزم بلاده على إرسال وفد إلى إسرائيل للتأكيد على التزامها بالقانون الإنساني الدولي.

تغير المواقف

خلال زيارته لإسرائيل، أعرب المستشار الألماني عن مخاوفه من ارتفاع التكاليف والخسائر البشرية لأعمال إسرائيل في غزة، وتساءل عما إذا كانت أهداف الصراع يمكن أن تبرر العواقب المدمرة، لا سيما ارتفاع عدد القتلى إلى ما يقرب من 33 ألفا.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر الرأي العام في ألمانيا أن نسبة كبيرة من السكان (حوالي 70%) يعارضون الأعمال العسكرية الإسرائيلية، ومع ذلك، يشير صناع السياسة إلى أنه من غير المرجح أن تقوم ألمانيا بتحولات كبيرة في سياساتها المتعلقة بإسرائيل ما لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات أكثر حسما، وفقا لما أفادت به صحيفة “ميدل إيست مونيتور”.

يبدو أن موقف ألمانيا المتغير يتماشى مع استياء الولايات المتحدة من سلوك إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بنوايا الاحتلال لغزو رفح.

ألمانيا هي ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، حيث توفر 30% من أسلحتها، بعد الولايات المتحدة بنسبة 69%.

وكتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن التحول في الدعم الدولي لإسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر أدى إلى غضب واتهامات بارتكاب جرائم حرب، مشيرة إلى أن دعم الولايات المتحدة للجهود الحربية الإسرائيلية وضع الإدارة في موقف حرج أخلاقيًا يورطها في الدمار والموت.

طول عمر إسرائيل أصبح موضع شك

وقال بيني موريس، المؤرخ الإسرائيلي، وفق وول ستريت جورنال، “إن طول عمر إسرائيل أصبح موضع شك للمرة الأولى منذ ولادتها”، مضيفا أن المرة الوحيدة التي واجهت فيها إسرائيل تهديدا وجوديا مماثلا لما نشهده اليوم، كانت في حربها من أجل الاستقلال عام 1948، عندما اشتبكت مع خمس دول عربية وحركات فلسطينية محلية.

وكتبت الصحيفة ذاتها، “لقد بدأت إسرائيل تشعر للتو بالتأثير الاقتصادي للحرب، حيث اضطر مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى ترك وظائفهم للقتال”.

بالنسبة للقيادة السياسية الإسرائيلية، فقد تحدى يوم 7 أكتوبر فكرة إمكانية احتواء الصراع مع الفلسطينيين من خلال مزيج من التدابير الأمنية والحوافز الاقتصادية، وليس من خلال اتفاق سلام.

واتسمت ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتقاد بأنه قادر على الاستمرار في تقسيم القيادة الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على الضفة الغربية، وحماس في غزة، وبالتالي تجنب الحاجة إلى التفاوض على حل الدولتين. 

واعتقدت إسرائيل أنها تستطيع أن تزدهر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على الرغم من استمرار الاحتلال في الضفة الغربية والجهات الفاعلة المعادية على حدودها الجنوبية والشمالية، لكن هذا الحلم تحطم في غضون أشهر الحرب الماضية.

الداخل الإسرائيلي منقسما

وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي ومقره القدس، “اصطدم هذا النهج بجدار من الطوب وأثبت فشله التام في 7 أكتوبر”.

ومن ناحية أخرى، بات الداخل الإسرائيلي منقسما أكثر من أي وقت مضى حول قيادة البلاد وتعامل الحكومة مع الحرب، حيث يتعرض ائتلاف نتنياهو اليميني والقومي المتطرف والمحافظ دينياً مرة أخرى للهجوم من قبل المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين يطالبون بإجراء انتخابات جديدة.

تلك الانقسامات طالت أيضا أعضاء حكومة نتنياهو الحربية حول كيفية إعطاء الأولوية لأهداف الحرب المتنافسة المتمثلة في إنقاذ الرهائن وتدمير حماس إلى الرأي العام، ما أدى إلى تعميق الشعور بأن القيادة تقاتل نفسها بينما تخوض حربًا أيضًا.

ورغم تكرار نتنياهو “إن النصر قريب”، تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية البلاد غير مقتنعة، وخصوصا وأن حماس لا تظهر أي علامة على الاستسلام.

search