الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:11 ص

مصالح ضيقة أم حرب واسعة؟.. أبعاد التصعيد الإيراني ضد إسرائيل

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

أسامة حماد- روان عبدالباقي

A A

تتجه أنظار العالم إلى الشرق الأوسط وسط تخوفات من التصعيد الإيراني ضد إسرائيل، مساء أمس السبت، ردًا على استهداف الاحتلال الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، الأمر الذي قد يقود إلى نشوب حرب إقليمية تقود المنطقة إلى نفق مظلم. 

ضربات نوعية انتقامية

وقال الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، محمد فوزي، إن المؤشرات الراهنة في التصعيد الإيراني ضد إسرائيل تعكس أن إيران لا تسعى إلى تنفيذ عمليات واسعة ضد إسرائيل.

وأضاف أنها تسعى إلى تنفيذ ضربات نوعية انتقامية، تحفظ لها ماء الوجه، وتضمن لها استعادة الردع المفقود تجاه إسرائيل، والذي تلاشى بفعل العمليات الاستخباراتية الواسعة التي نفذتها إسرائيل تجاه إيران والتي كان آخرها عملية استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق. 

تنازلات في ملف البرنامج النووي
 

وأوضح “فوزي” في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن التصعيد الإيراني سواء من خلال سرب الطائرات المسيرة الذي تم إطلاقه تجاه إسرائيل أو من خلال البدء في سياسة احتجاز السفن في المضايق البحرية، لا يستهدف توسيع الحرب، بقدر ما يستهدف تحقيق بعض المصالح الإيرانية على غرار الحصول على تنازلات في ملف البرنامج النووي وملف الأصول المجمدة، وصولاً إلى توظيف هذا التصعيد للضغط لوقف حرب غزة. 

الباحث محمد فوزي


صواريخ باليستية للتشويش على الدفاعات الإسرائيلية

وتابع أن المعطيات المتاحة الخاصة بالهجمات الإيرانية الأخيرة، تعكس أن هذه الهجمات تمت عبر طائرات مسيرة بشكل رئيسي، ومن المحتمل مع قرب وصول هذه الطائرات إلى الأراضي المحتلة أن يتم إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى وسريعة، بما يضمن التشويش على الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتجاوزها.

وأشار إلى أنه يبدو أن هذه العمليات ستأتي بالتزامن مع تصعيد من بعض الجبهات الأخرى وخصوصاً من ناحية لبنان حيث سيوسع حزب الله استهدافه لشمالي الأراضي المحتلة، ومراكز القيادة الإسرائيلية في الشمال، جنباً إلى جنب مع هجمات من بعض الفصائل من ناحية سوريا والعراق بالإضافة للحوثيين في البحر الأحمر. 

وأكد أن الهجمات الإيرانية ستتسبب في حالة إرباك كبيرة للداخل الإسرائيلي، على غرار رفع حالة الجاهزية العسكرية، وإثارة بعض الاضطرابات الاقتصادية والمجتمعية، وربما يتم إصابة بعض القواعد العسكرية.

واستدرك “لكن إسرائيل وبضغط من الولايات المتحدة، سوف تحافظ على نمط تعاطيها مع التهديد الإيراني، بمعنى التركيز على تنفيذ عمليات استخباراتية دقيقة تجاه بعض الأهداف والقيادات الإيرانية، بمعزل عن الدخول في مواجهة مباشرة وحرب مفتوحة”.

سيناريوهات خطيرة

من جانبه، قال النائب مصطفى بكري، إن الحرب سوف تتوسع في المنطقة وإيران ترد بإرسال عشرات المسيرات إلى العدو الصهيوني.

وأضاف بكري، خلال تغريدة على منصة X ، أن إسرائيل في حالة رعب رغم إعلان واشنطن وقوفها في خندق الدفاع عن إسرائيل.

ولفت إلى أن المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة، وقد تطال أطرافا أخرى، مشيرا إلى أن الهجوم الإيراني سيعقبه رد إسرائيلي، وهو أمر قد يستدعي تدخل حزب الله بكل قوته، حال حدوث تصاعد خطير في الحرب.

 

وقالت أستاذ العلوم السياسية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن ما تقوم به إيران في الرد على الاحتلال الإسرائيلي يسمى تجزئة الهجوم المضاد، وهو اختطاف السفينة  الإسرائيلية، وإطلاق بعض المسيرات الإيرانية أو التابعة لبعض الأذرع الإيرانية في المنطقة تجاه إسرائيل.

وأكدت أن الهجوم الأخطر والذي من الممكن أن يقود إلى حرب إقليمية أن تطلق إيران صواريخ باليستية بعيدة المدى تجاه إسرائيل مباشرة وهذا لم يحدث.

تأثير الحرب

وتابعت في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن تأثير الحرب على المنطقة يتوقف على طبيعة الهجوم وحجم الخسائر التي ستحدث بمعنى أنه إذا اقتصر الأمر على الرد دون إصابة أهداف مثل ما قام به حزب الله بأن أطلق  50 صاروخا جميعها لم تصب أي أهداف، وجاء الرد على هذا المستوى سيتم تجاوز الأمور بشكل أو بآخر.

واستدركت “لكن عند وقوع هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية بصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل يؤدي إلى خسائر  كبيرة، ستختلف الأمور وتنطلق حرب إقليمية”.

الدكتورة نورهان الشيخ

وأكدت أن إيران أذكى من أن تُجر إلى حرب مباشرة مع إسرائيل وتنتهج الرد المجزأ من خلال استهداف أهداف إسرائيلية في سوريا أو العراق وحدث أن استهدفت مركزا للموساد في أربيل.

تصدي الضربة الإيرانية

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، تعليقا على شن إيران هجوم على إسرائيل بعشرات من الطائرات المسيرة: “هيصطادوا الطائرات عصفورة عصفورة”. 

وأشار في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن التصعيد الإيراني على إسرائيل كان متوقعًا ردا على الهجوم الإسرائيلي على المقر الدبلوماسي الإيراني في دمشق قبل أيام.

السفير جمال بيومي

وأوضح أن التكنولوجيا الأمريكية في هذا المجال فاقت جميع الحدود، ولن تسمح الدول الغربية لإيران بشن أي هجمات على إسرائيل وستحاول جاهدة لمنع هذه الضربات الإيرانية.

لا ناقة لنا فيها ولا جمل

أما عن موقف الدولة العربية من هذا التصعيد، قال: “هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وإيران من تضع نفسها في هذا الموقف، وبالتأكيد الدول العربية لن تكون داعمة لإسرائيل لكن الحرب أيضا ليست في صالحنا”.

وتابع: “الحروب الإقليمية تؤثر في التجارة والمعونات وإقامة المشروعات وحركة مرور  السفن في قناة السويس، وبالتالي أي تصعيد في الحرب لن تستفيد منه الدول العربية على الإطلاق”.

الهجوم الإيراني

وشنت إيران هجوما على إسرائيل بعشرات من الطائرات المسيرة، بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية.

وظهر مقطع فيديو لمسيرات إيرانية تسير داخل الأجواء العراقية.

search