الجمعة، 08 نوفمبر 2024

11:27 م

نجوى مصطفى
A A

فخ موسيماني الذي يجب أن يحذره كولر!

في دولاب بطولات النادي الأهلي، وبين كؤوس تختصر تاريخ، وميداليات تجسّد نضال أكثر من 100 عام، سيجد مكانه، وهذا حقه، فهو من أعاد الأميرة السمراء بعد غياب 7 سنوات، وانتزع اللقب في 2020 بهز شباك الزمالك بـ"قاضية" ضرورية وليست ممكنة فقط، وهو أيضًا من كرر الإنجاز بعده بعام واحد وحصد البطولة العاشرة 2021 قبل أن يصل إلى النهائي في النسخة الثالثة الذي خسرها، كما خسر الدوري المصري أيضًا.


أرقام كتلك، كفيلة أن تُخلّد مدير فني مع فريقه، فقد حصل على بطولات قارية وشارك في كأس العالم للأندية مرتين، ثم أرقامه ليست بهذا السوء، وإن كان خسر الدوري المحلي فهذا أيضًا مقبول في عُرف الأندية الكبيرة وأكبر دليل على ذلك أندية مثل ليفربول ومانشستر سيتي وريال مدريد، لا يقيلون مدربهم لمجرد إنه خسر الدوري المحلي، لكن رغم ذلك فقد رحل بيتسو موسيماني صاحب تلك الأرقام والذي أعنيه بكلامي، وسواء قيل وقتها إنه رحل بإرادته أو أقالته الإدارة، فإن الأكيد أن أيامه داخل القلعة الحمراء كانت معدودة، والسؤال هنا لماذا؟

والإجابة تتلخص في شعار "الأهلي فوق الجميع"، وهو شعار يأوله البعض بنرجسية، أو يراه آخرون فيه نوع من الشيفونية غير المستحبة بل وشطح بعض كارهي الأهلي بمقارنة النادي بالوطن وإنه لا يعلوا شئ على الوطن في تجسيد لإفيه "والله كبرتوا الموضوع يا شباب"، لأن الشعار هو تطبيق عملي لنظرية الأولوية للفريق لا للأشخاص، والأهم المؤسسة وقوانينها فلا مجاملة على حساب أحد ولا واسطة لغير الكفاءات، ولهذا بالتحديد الأهلي منظومة ناجحة، تتغير مجالس الإدارات، ويتعاقب على المناصب الكثير، وتستلم أجيال بعد أجيال المستطيل الأخضر وكافة الألعاب، ورغم ذلك، فالقواعد الأهلاوية تظل حاكمة، والمنظومة قائمة، ونتيجة ذلك فقط يأتي النجاح الذي لا يتأثر بأشخاص، أو يتوقف على لاعب هنا أو هناك.


لكن موسيماني، رغم كل تلك النجاحات، تجاهل شعار الأهلي الذي حمل تدريبه، وبمجرد أن استتب له الأمر وحقق بعض البطولات حتى وقع في الفخ الذي يجب أن ينجوا منه أي مدير فني للأهلي، وهو فخ الأهواء الشخصية فنراه مثلًا تجاهل تماما لاعب مثل "كهربا" وتسبب في إعارة محمد عبد المنعم، ناهيك عن "تطفيش" لاعبون مثل "بادجي"، ولمعرفة كارثة ما يحدث، يكفي أن نعلم أن من تجاهلهم "موسيماني" بمجرد رحيله صاروا عمود فقري للنادي الأهلي ولاعبون متألقون سواء "عبد المنعم" صاحب الأميرة السمراء رقم 11، أو "كهربا" بموسمه الاستثنائي داخل القلعة الحمراء، لذلك أقول إن رحيل "موسيماني" كان حتميًا، لأنه مع تجاهل لاعبون كثر، اعتمد على مجموعة لاعبين أرهقهم بسبب ضغط المباريات للدرجة التي دفعت الكابتن محمود الخطيب إلى منحهم إجازة حتى نهاية الموسم بعد تأكد ضياع الدوري، وهم نفس اللاعبون الذي عادوا وحصدوا 7 ألقاب في عام واحد.


لذلك أيضًا، حين تولى مارسيل كولر المهمة، وبدأت أولى عناوين أفكاره "الروتيشن" أي تدوير اللاعبين، قلت أن هذا مدرب سينجح مع الأهلي لأنه من اللحظة الأولى، وضع الفريق أولًا، وأدار العجلة دون الوقوف عند لاعب هنا أو لاعب هناك، وبسبب تلك الخلطة تمكّن السويسري من حصد 7 بطولات في عام واحد ليتربع على عرش قلوب الأهلاوية ويحجز مكان أكبر وأكثر فخامة داخل دولاب بطولات القلعة الحمراء.


لكن تلك الخلطة، ولسبب ما، باتت تتعرض لخلل خلال الفترة الماضية، وحديثي هذا ليس له علاقة بنتائج مباراة، أو حتى كما قد يتبادر إلى ذهن البعض بأن المقصود لاعب مثل "موديست" الذي يصر عليه "كولر" مفضلا صفقته على مصلحة الفريق، ففي النهاية صفقات كثيرة تنجح وصفقات كثيرة تفشل لأسباب مختلفة، لكن أن يكون السبب تفضيل لاعب أو صفقة مدير فني على مصلحة الفريق، أو ان يكون هناك استبعاد لأسباب شخصية لا فنية مثلما حدث مع بعض اللاعبين، فهذا بالضبط "فخ" موسيماني الذي يجب أن يحذر منه السويسري، لأنه مهما حقق من بطولات، ففي النهاية الأهلى منظومة لا تعمل إلا وفق قوانينها، وإن كنت متفائلة مباراة مازيمبي الأخيرة لا لشيء سوى لأن عودة بعض اللاعبين يعني أن "كولر" بدأ تصحيح المسار، وأن السويسري أذكى بكثير من الجنوب أفريقي خارج المستطيل الأخضر.

search