الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:24 م

أيام أحمد زكي vs أيام السادات.. معركة ضد التلفزيون وشركات إنتاج (انفراد)

الرئيس الراحل السادات والفنان الراحل أحمد زكي

الرئيس الراحل السادات والفنان الراحل أحمد زكي

محمد المالحي

A A

لم يكن فيلم "أيام السادات" الذي عُرض للمرة الأولى عام 2001، مجرد سيرة ذاتية عن رئيس راحل، بل كان بعد عرضه فصلًا من السيرة الذاتية لبطله أحمد زكي، حيث كان الفيلم تجربته الإنتاجية الوحيدة، والصداع الذي سكن رأسه ودخل بسببه في معارك وأزمات.

"تليجراف مصر" ينفرد بنشر عدد من الأوراق الخاصة لـ"النمر الأسود"، عثر عليها قبل سنوات الباحث والمؤرخ مكرم سلامة، أحد أشهر جامعي الوثائق والمواد الأرشيفية في مصر والعالم العربي، وتحمل تلك الأوراق التي تُنشر للمرة الأولى توقيعه ومخاطبات شركة إنتاجه الخاصة مع عدد من الجهات.

تسريب “أيام السادات”

وتكشف الأوراق مفاجأة كبرى وهي اتهام الفنان الراحل لمسؤولي التلفزيون بتسريب نسخة فيلم "أيام السادات" الذي قام ببطولته وإنتاجه، لنوادي الفيديو، ما ألحق به خسائر فادحة، ودفعه للتقدم بشكوى لدى المصنفات الفنية وغرفة صناعة السينما.
هذا الأمر أكده خطاب من غرفة صناعة السينما يحمل توقيع فاروق صبري رئيس الغرفة بتاريخ 14 أكتوبر 2001 لوكيل النجم الراحل، المحامي الشهير الراحل لبيب معوض، ردًا على طلبه الحصول على تقرير اللجنة لرفع دعوى قضائية ضد مسؤولي الليفزيون عن الواقعة.


وجاء في نص هذا الخطاب أنه "بخصوص الشكوى المقدمة من أفلام أحمد زكي بتاريخ 5/8/2001 ضد قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون بخصوص تسرُّب نسخ فيلم "أيام السادات" على أشرطة فيديو، تم التأكد بمعرفة عادل عيسى مفتش الرقابة على المصنفات الفنية ومأمور الضبط القضائي، أن نسخ الفيديو كاسيت تم من النسخة 25 مللي المسلَّمة لقطاع الإنتاج بعد تطابق العلامة السرية للنسخة الموجودة بقطاع الإنتاج مع نسخة الفيديو المسرّبة".

وأضاف الخطاب: "فى 5/9/ 2001 تقدم رئيس قطاع الإنتاج بمذكرة بطلبات جديدة لا تؤثر في سير الشكوى، ولم تضمن استجابة لطلب اللجنة، وفي 15/9/2001 ورد من رئيس مجلس الأمناء باتحاد الاذاعة والتلفزيون خطاب مفاده عدم تمكين اللجنة من المشاهدة، وأوعز ذلك إلى أن النيابة العامة والرقابة على المصنفات الفنية تباشر بحث الشكوى وطلب عدم التعرض للموضوع قبل تصرف تلك الجهات".

محاولات لحل ودي

ويبدو أن لجوء النجم الراحل أحمد زكي للشكوى ضد مسؤولي التلفزيون، سبقه محاولات للحل الودي يبدو أنها تعثرت نوعًا ما، وهو ما يؤكده خطاب يحمل توقيع النجم الراحل موجه إلى حسن حامد، رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون وقتذاك.


وجاء في نص ذلك الخطاب، أنه "بخصوص فيلم أيام السادات محل الإنتاج المشترك بيني وبينكم أشير إلى أنه تم الاتفاق على استردادي مبلغ 300 ألف جنيه للفيديو، الوارد الذكر في عقد الإنتاج- وكذلك رد مبلغ 90 ألف جنيه المخصوم مني، وأن تستقلوا بملكية الفيلم مقابل 6 ملايين جنيه تعويضًا عما فاتني من كسب وما لحق من خسارة تسريب الفيلم من داخل التلفزيون وتحويله لفيديو شاع وذاع في كل مكان.. وأن تحلوا محلي في كل ما لي من حقوق وامتيازات طبقًا لعقد الإنتاج والتوزيع المؤرخين في 26/3/2000 لمدى الحياة سينمائيًا وتلفزيونيًا وفيديو كاسيت، علمًا أن الفيلم لم يوزع وإنما عُرض عرضًا أول في الإمارات ولبنان والأردن، وأنني كبطل للفيلم أستحق أجرًا يحسب على المنتج، ولا يخفى عليكم أن الفيلم بجانب نواحيه الفنية والتجارية يشمل جانبًا سياسيًا هامًا عظيم القيمة".

تدخل صفوت الشريف

ويؤكد خطاب النجم الراحل، صورة ضوئية من خطاب موجه من محاميه لبيب معوض، إلى حسن حامد رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، جاء فيه "أشير للاجتماعات التي تمت معكم في مكتبكم والاتصالات التليفونية، وبعد البحث والتدقيق، يقبل موكلي الفنان أحمد زكي أن يتنازل لكم عن كل حقوقه في فيلم أيام السادات وتشمل: ما استقل بدفعه مقابل القصة والحوار والسيناريو، أجره عن دور البطولة وإدارة الإنتاج، حقه في ملكية الفيلم وتوزيعه في دور العرض ومحطات التلفزيون والفيديو، حقه عن تسريب نسخة الفيلم من مكتبة التلفزيون وما ترتب عليه من ضرر، لقاء مبلغ قدره 6 ملايين جنيه، وبرجاء التفضل بإنهاء هذه المشكلة العالقة في أسرع وقت".
ويبدو أن أزمة تسريب الفيلم من التلفزيون تم حلها وديًا بعدها، ويؤكد ذلك عقد اتفاق تعديل عقد الإنتاج المشترك وتوزيع الفيلم بين النجم الراحل واتحاد الاذاعة والتلفزيون، المؤرخ في 19/3/2002 إلحاقًا بالعقد الأول للفيلم المؤرخ في 8/10/2000، بناء على تدخل صفوت الشريف وزير الإعلام وقتذاك.

وقد جاء في العقد: “عرض الطرف الثاني- أفلام أحمد زكي- التنازل عن بعض الحقوق المالية المترتبة على استغلال وتوزيع الفيلم سواء داخل أو خارج مصر، وفي ضوء توجيهات السيد وزير الإعلام بما يحقق مصلحة الطرفين تم التراضي ووافقا على تعديل بعض أحكام عقد الإنتاج المشترك لفيلم (أيام السادات) المبرم بتاريخ 26/3/2000 وكذا اتفاق تعديله المبرم بتاريخ 1/10/2000”.

وأشار العقد أيضًا إلى أنه "يؤول للطرف الأول حق استغلال وعرض الفيلم تلفزيونيًا أرضي وفضائي مفتوح للقنوات العربية، على أن يحتفظ الطرف الثاني- أفلام أحمد زكي- بحق استغلال وعرض الفيلم في المحطات المشفرة العربية والمشفرة والمفتوحة الأجنبية، ويؤول للطرف الثاني وحده صافي إيرادات استغلال وتوزيع وعرض الفيلم في الخارج لغير القنوات العربية الأرضية والفضائية المفتوحة".
وأضاف العقد "يلتزم اتحاد الإذاعة والتلفزيون بأن يدفع للطرف الثاني مبلغًا صافيًا قدره مليون و300 ألف جنيه، عن حق واستغلال وعرض الفيلم تلفزيونيًا، ويقر الطرف الثاني بأن هذا المبلغ يمثل كافة ما له من حقوق قبل الاتحاد، ولا يحق له المطالبة بأي حقوق أو تعويضات أخرى".

أزمة محسن جابر

في سياق متصل، جاء ضمن الأوراق التي تحمل توقيع النجم الراحل، عقد توزيع فيلم "أيام السادت" داخل وخارج مصر، بتاريخ 8/5/ 2001 بين شركته - أفلام أحمد زكي- وشركة أوسكار للتوزيع ودور العرض ويمثلها المنتج وائل عبد الله، بدون سلفة مالية، مقابل عمولة قدرها 5% لشركة التوزيع.
وقيام النجم الراحل بإخطار غرفة صناعة السينما في خطاب يحمل توقيعه بتعاقده لتوثيق التعاقد حرصا علي حقوق الطرفين.


وضمن الأوراق التي تحمل توقيع النجم الراحل أحمد زكي، عقد آخر لتوزيع فيلم "أيام السادات" داخل وخارج مصر، بين شركته وشركة "أراب أوديو"، بتاريخ 26/5/2002 ومثلها في العقد المنتج الفني محسن جابر، مقابل عمولة قدرها 20% للشركة الموزعة، ويبدو أنه شب خلاف فيما بعد بين الطرفين، ويؤكد ذلك الخطاب الموجه من غرفة صناعة السينما إلى النجم الراحل بتاريخ 8/2/2005 والذي جاء فيه "بالاشارة إلى  الشكوى المقدمة منكم ضد شركة (أراب أوديو) بخصوص فيلم (أيام السادات)، يُرجى حضور من يمثلكم لمقر الغرفة 1195 كورنيش النيل، يوم الأحد 13/2/2005 الساعة الواحدة ظهرًا لاستكمال بحث الشكوى".
وضمن الكم الكبير للأوراق التي تخص النجم الراحل، عقد الاتفاق الخاص بينه وبين ذكية غنيمي صاحبة أحد المكاتب المحاسبية الخاصة، بمنطقة وسط البلد، بتاريخ 8/5/2001 .. لمراجعة حسابات وتعاقدات فيلم "أيام السادات".
وجاء بالعقد ان مكتب المحاسبة يمثله لدى اتحاد الاذاعة والتلفزيون في شأن الفيلم، ومراجعة الإيرادات لدى موزعي الفيلم في الداخل والخارج، والتعامل مع الضرائب، وذلك مقابل 1% من إيرادات الفيلم في الداخل ويتم الاتفاق على ما يقدمه المكتب المحاسبي من مجهود مهني في الخارج، ومدة العقد سنتان اعتبارًا من عرض الفيلم في 27/6/2001 ويُجدّد مرة أخرى مماثلة.
وهو التعاقد الذي أخطر به النجم الراحل، عبر شركته، غرفة صناعة السينما، بتاريخ 27/5/2001 لتوثيقه واستلام نسخة للغرفة.

أيام السادات وروتانا

ومن بين الأوراق الخاصة أيضًا بالنجم الراحل أحمد زكي، فاكس برقم غرفته (415) في فندق هيلتون رمسيس بالقاهرة، بتاريخ 5/1/2002 مرسل من رجل الأعمال السعودي خالد هاشم ناقرو، رئيس مجلس إدارة شركة "رناد للإنتاج والتوزيع"- مؤسس شركة روتانا الفنية – بخصوص توزيع فيلم "أيام السادات".
وجاء في هذا الفاكس، ما يلي "أود أن أحيطكم بمقترحاتنا التالية الخاصة بنزول فيلم (أيام السادات)، موعد نزول الفيديو 27 فبراير، موعد نزول القنوات المشفرة 6/2002، موعد نزول القنوات المفتوحة عيد الفطر، أما بخصوص النسب، فالبيع المقطوع سواء للفيديو أو التلفزيون تكون نسبتي هي 30% وحصتكم 70%.. أما الفيديو المُباع بنظام الأشرطة فيكون صافي المُباع وهو بعد خصم الطباعة والأشرطة والنسخ، فيكون مناصفة بين الطرفين وهذا ما رغبت في إيضاحه".

search