الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:39 ص

بعد خسائر بـ54 مليار دولار.. عودة الملاحة للبحر الأحمر

هجوم حوثيين علي سفينة في البحر الأحمر

هجوم حوثيين علي سفينة في البحر الأحمر

أحمد سعد قاسم

A A

أعلنت شركة ميرسك العملاقة للنقل البحري، أمس، أن سفنها استأنفت المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، بعد تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح لمدة أسبوع، بسبب هجمات الحوثيين على السفن، قبالة اليمن.

وقًدِّرت خسائر شركات الشحن والبضائع التي تضررت من توقف العمل في قناة السويس، بحوالي 54 مليار دولار خلال أسبوع واحد، أسوةً بأزمة جنوح السفينة إيفر جرين، ربيع 2021، وتسببها في إيقاف حركة الملاحة في القناة أسبوعًا.

وأوضح تنبيه شحن صدر عن شركة ميرسك يوم الأربعاء أن العديد من سفنها كانت في طريقها إلى قناة السويس، التي يمر خلالها حوالي 12 بالمائة من التجارة العالمية.

وقالت ميرسك في بيان: “نستمر في تجهيز سفننا لعبور البحر الأحمر، وسننظر في أي انحراف عن هذا القرار حسب كل حالة بشكل منفصل".

سفينة حاويات تابعة لشركة ميرسك ترسو في البحر

ليست وحدها

وجاء قرار ميرسك بعدما أفادت شركة CMA CGM، الفرنسية أنها عاودت توجيه بعض سفنها عبر البحر الأحمر.

وقالت الشركة الفرنسية إن "بعض السفن قطعت البحر الأحمر، ونخطط لزيادة تدريجية لعبور سفننا عبر قناة السويس"، حسب وكالة فرانس برس.

 

تعطل الملاحة

وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة الشحن العالمية، في زمن تنخفض فيه السفن التي تستطيع العبور عبر قناة بنما بسبب الجفاف. ووجهت عدد من الشركات البحرية العالمية سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، مما زاد النفقات وأحدث تأخيرات.

وصرح المتحدث باسم شركة هاباغ لويد، وهي شركة شحن ألمانية كبرى، يوم الأربعاء أن الشركة لا تزال تبتعد عن البحر الأحمر. وقالت شركة MSC، وهي شركة شحن سويسرية، إن واحدة من سفنها تعرضت لهجوم يوم الثلاثاء ولكن لم يبلغ عن حدوث إصابات.

وقالت الشركة في بيان صحفي: إن حماية حياة وأمن بحارتنا تبقى أولويتنا الأولى، وحتى يضمن أمنهم، ستواصل MSC إعادة توجيه السفن المقيدة للمرور عبر السويس حول رأس الرجاء الصالح.

خريطه توضح باب المندب

رسوم إضافية

أعادت العديد من شركات النقل، بما فيها Evergreen وHapag-Lloyd وMSC وMaersk، توجيه السفن حول أفريقيا، وفرضت رسوماً إضافية على الحاويات لبعض الشحنات لتغطية التكلفة الزائدة.

تبين مواقع متابعة الشحن أن العديد من السفن تسير الآن عبر البحر الأحمر، بما في ذلك ناقلات البترول.

وقال محللون في بنك يو بي إس إنه تم إرسال أكثر من 400 سفينة شحن في رحلة مدتها 6000 ميل بحري، مما خفض بشكل فاعل من قدرة التجارة بين آسيا وأوروبا بنسبة 25%.

باب المندب

يعتبر مضيق باب المندب، الذي شهد معظم الهجمات في البحر الأحمر أو بالقرب منه، نقطة الضعف الاقتصادية الحقيقية، التي مرت من خلالها أكثر من 40٪ من التجارة العالمية في عام 2022، بالإضافة إلى 12٪ من النفط و8% من الغاز السائل البحري في العالم.

وقد دفعت العمليات التي قام بها الحوثيون في المنطقة العديد من شركات النقل العالمية إلى تعليق نشاطاتها هناك، مثل ميرسك Maersk الدنماركية وهاباغ لويد - Hapag-Lloyd الألمانية، والشركة العملاقة الفرنسية CMA CGM، وشركة البحر الأبيض المتوسط  MSC للملاحة، وهي خط شحن دولي سويسري إيطالي، وشركة يانغ مينغ - Yang Ming التايوانية.

واختارت تلك الشركات عدم استعمال المضيق حتى إشعار آخر، والسفر عبر الطريق البحري الأفريقي من الجنوب للوصول إلى، أو الخروج من، القارة الأوروبية، وهي رحلة بحرية أطول تستمر حوالي سبعة إلى ثمانية أيام.

وإن كانت هذه المدة لا تبدو كبيرة، فإن آثارها على تكلفة المنتجات والمواد الأولية يمكن أن تكون واضحة بسرعة، كما حدث ذلك على سبيل المثال عندما علقت سفينة الشحن إيفر جيفن - Ever Given في قناة السويس مما أوقف حركة النقل البحري لمدة أسبوع تقريبا.

search