الجمعة، 12 يوليو 2024

05:59 ص

مستوطنون يخربون المساعدات الفلسطينية

مساعدات مخربة

مساعدات مخربة

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

هاجمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة من الضفة الغربية وإسرائيل، ما أدى إلى تعقيد الجهود الدولية لمساعدة أكثر من مليوني شخص على النجاة من الصراع المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.

احتجاجات متزايدة وأعمال عنف

واستمرت الاحتجاجات ضد توصيل المساعدات طوال فترة الحرب، لكن المظاهرات الأخيرة تحولت إلى أعمال عنف، وتعرض سائقو الشاحنات للهجوم، وإضرام النيران في مركباتهم.

ويسلط هذا العنف الضوء على الغضب بين بعض الإسرائيليين تجاه سلطاتهم لأنها سمحت بدخول المساعدات إلى غزة بينما لا يزال 128 رهينة إسرائيليا، اختطفوا في 7 أكتوبر، محتجزين لدى حماس وجماعات مسلحة أخرى، ويقول المتظاهرون إنه لا ينبغي تسليم أي مساعدات حتى يتم إطلاق سراح الرهائن.

وفي يوم الجمعة الماضي، دخلت أول شحنة من المساعدات من رصيف مؤقت أنشأه الجيش الأمريكي إلى غزة، كما أكدت القيادة المركزية الأمريكية، ومع ذلك، فقد هددت الاحتجاجات العنيفة الأخيرة جهود المساعدة هذه.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أن عشرات المواطنين الإسرائيليين هاجموا سائقا وأضرموا النار في شاحنات عند مفترق “كوخاف هشاحر” في الضفة الغربية، وأصيب ثلاثة ضباط وجنود عسكريين إسرائيليون خلال التدخل، وفي حادث أخر بالقرب من حاجز "ترقوميا"، فرغ المتظاهرون صناديق المساعدات ودمروها، ووفقا لجمعية تجارة المواد الغذائية في الخليل، تم استهداف حوالي 70 شاحنة فلسطينية كانت متجهة إلى غزة.

وأظهرت لقطات التقطتها وكالة “رويترز” لشاحنات مساعدات مشتعلة بالنيران بالقرب من حاجز "بيت عوا"، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هؤلاء جزءًا من القافلة التي تعرضت للهجوم في اليوم السابق أم لا.

مجموعات الاحتجاج والتنظيم

إحدى المجموعات المشاركة في منع شاحنات المساعدات هي “Tzav 9”، التي تنظم الاحتجاجات من خلال تطبيق WhatsApp، والكلام الشفهي، وFacebook، وقال مايكل راسكاس، أحد المشاركين، إن الاحتجاجات تهدف إلى منع حماس من الوصول إلى المساعدات، وأصر على أن مظاهراتهم كانت سلمية، ولم تؤدي إلا إلى تأخير الشاحنات لبضع ساعات.

واختلفت السلطات الإسرائيلية ومسؤولو الأمم المتحدة حول وجهة المساعدات، وفي حين تزعم إسرائيل أن المساعدات والوقود تصل في نهاية المطاف إلى حماس، فإن الأمم المتحدة تؤكد أنها تصل إلى المدنيين الفلسطينيين، ولم تر الولايات المتحدة أي دليل يدعم مزاعم إسرائيل.

وأدانت إدارة بايدن الهجمات على قوافل المساعدات، وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت إدارة بايدن عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المسؤولين عن الهجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومنذ 7من أكتوبر 2023، تضاعفت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، بحسب الأمم المتحدة.

وحث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات الإسرائيلية على وقف الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها، معربا عن غضبه إزاء الهجمات المتكررة على قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة.

دعوات لوقف الاعتداءات

ومع استمرار الصراع، قامت السلطات الإسرائيلية بتقييد المساعدات الإنسانية والوقود الذي يدخل غزة عبر معبر رفح، وقد ضغط هذا الاختناق على الولايات المتحدة للمساعدة في إيصال المساعدات عبر رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة، وتخطط الولايات المتحدة للبدء بـ25 شاحنة يوميًا، تحمل الإمدادات الأساسية مثل ألواح الطعام، والعلاجات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ومستلزمات النظافة.

أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا لمسؤولين فلسطينيين، وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح وشمال غزة.

وتسببت الهجمات على قوافل المساعدات في أضرار كبيرة وخوف بين السائقين، وأفادت جمعية تجارة المواد الغذائية في الخليل أن المستوطنين الإسرائيليين دمروا بضائع وخربوا الشاحنات على معبر "ترقوميا"، ما تسبب في أضرار تقدر بنحو مليوني دولار.

استهدف المتظاهرون وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في القدس، في محاولة لإضرام النار في المبنى، ولم تستجب الشرطة الإسرائيلية لطلبات التعليق على الهجمات على قوافل المساعدات والوكالة التابعة للأمم المتحدة.

ومع تصاعد التوترات، يواصل المجتمع الدولي صراعه حول كيفية إيصال المساعدات الأساسية إلى غزة وسط الاحتجاجات العنيفة والمشهد الجيوسياسي المعقد.

search