أتعبت من يفكر منافستك يا أهلي
تبدو البداية مُربكة، كنت سأكتب أن فوز فريق 12 مرة ببطولته القارية قد يبدو عاديًا، ثم استطرد بعد ذلك كيف جعل الأهلي ذلك استثناء، لكني تراجعت، أصلًا فوز فريق بـ12 نسخة من بطولته القارية لا يبدو عاديًا على الإطلاق، فمن حققوا ذلك أندية لا تتخطى أصابع اليد الواحدة وأبرزهم ريال مدريد.
عموما، فاز الأهلي بالأميرة السمراء للمرة الـ12 في تاريخه والثانية على التوالي، بنفس الجيل، ونفس المدير الفني مارسيل كولر، بل وبهدف سجله مدافع، فبالأمس كان محمد عبد المنعم، واليوم رامي ربيعة، ورغم أن ذلك كفيل بأن يجعل الأهلي سيد سادة أفريقيا لعقود طويلة، فأقرب منافسيه حصل عليها 5 مرات فقط، ويبدو أن محاولتهم أن يجعلوها سادسة تفشل باستمرار، أقول رغم ذلك، لم يرض النسر العالي إلا أن يجعل منافسته أمرا مستحيلا.
نعم فعل الأهلي ذلك في بطولة استثنائية، لم يتلق فيها أي هزيمة بداية من دور المجموعات وحتى التتويج، وهو أمر لا يتكرر كثيرا حتى مع الفائزين بالأميرة السمراء، بل ولم يقتصر الأمر على البطولة نفسها، فرصيد الأهلي وصل إلى 22 مباراة في دوري أبطال أفريقيا بلا هزيمة واحدة، وهو رقم قياسي لم يقترب منه سوى الترجي التونسي الذي حافظ على نفسه دون هزيمة لمدة 20 مباراة حتى التقى الأهلي الذي كسر رقمه القياسي قبل أن ينتزع منه البطولة نفسها في المباراة النهائية وفوق ملعب ستاد القاهرة.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فبطولة 2024 شهدت استثناءات كثيرة لم يتوقعها أحد، ففيها انتصر الأهلي -لأول مرة- على سيمبا التنزاني في عقر داره في دور الثمانية، كما تمكن الأهلي في نفس البطولة أيضا من تحقيق أول فوز للفرق المصرية على الأراضي الغانية، وذلك في لقائه مع ميدياما الغاني بمستهل مشوار البطولة.
ورغم أن نافذة الأهلي لم تستقبل سوى هدف واحد في دوري الأبطال، وهو ما يعني إنجازا لخطوط الدفاع لن أنكره، وإن كنت سأنحاز قليلا إلى مصطفى شوبير، حارس مرمى الأهلي الذي خاض البطولة -لأول مرة- كاملة، ولم يكتف بذلك فتمكن من حماية عرينه لمدة 9 مباريات متتالية في رقم لم يحققه أحد غيره، واستحق وفق كثير أن يعتبروه أفضل لاعب في تلك النسخة التي ساقته الأقدار أن يكون بطلها بلا منازع.
هل انتهت أرقام الأهلي، الحقيقة لا، فبجانب أن هذا اللقب هو الرابع في خمس سنوات، فإن بقية الأرقام توضح جيدا المسافة بينه وبين أي ناد آخر، فرئيس مجلس إدارة الأهلي، الكابتن محمود الخطيب يملك في رصيده الـ12 بطولة كاملة، مرتين وهو لاعب، وبقية المرات أثناء توليه مناصب إدارية داخل النادي سواء كان في مجلس الإدارة أو رئيسا، وبالنسبة للاعبين، فلاعب مثل رامي ربيعة يملك وحده 6 بطولات في تاريخه، ولاعب مثل محمد مجدي أفشة يمتلك 4 ألقاب، بل إن لاعبين لم يكملوا العام الأول داخل القلعة الحمراء صاروا يملكون بطولة -على الأقل- مثل إمام عاشور ووسام أبو علي.
تلك الأرقام حين تقال أمام فرق أخرى تظهر أين الأهلي وأين الباقي، فأندية تناضل منذ سنوات لتحصل على البطولة الثانية لها، وأخرى تدفع الملايين من أجل حصد نجمة ثالثة يزين قميصها، هذا في الوقت الذي يملك لاعبي هذا القدر من البطولات، لا لشيء سوى لأنهم انتموا إلى النادي الأهلي ومنظومته التي لا تتغير عبر السنين، فقد وصل الأحمر إلى 150 بطولة بمعدل أكثر من بطولة في العام.
أما عن المنافسة، فأقسى ما فعله الأهلي فعلًا، أنه جعل المنافسين ينافسون لاعبيه، فبعد القلعة الحمراء هناك أكثر من ثلاث فرق تتمنى أن تصل إلى بطولات رامي ربيعة فقط!
الأكثر قراءة
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
الدوري المصري.. "ظبطنا الجاكيتة البنطلون ضرب"
10 نوفمبر 2024 11:46 م
على هامش البالون دور.. حتى لا تفقد الجوائز قيمتها
01 نوفمبر 2024 02:07 م
بطولة تصحيح المسار
27 أكتوبر 2024 02:10 م
لماذا الكابتن محمد رمضان تحديدًا؟
02 أكتوبر 2024 12:45 م
ميركاتو الأهلي في الميزان
06 سبتمبر 2024 08:58 م
هل أخفقت البعثة الأولمبية المصرية في باريس؟
12 أغسطس 2024 02:47 م
ماذا يعني نجاح وسام أبو علي؟
05 أغسطس 2024 12:49 ص
من يحمي بعثتنا الأولمبية من الضغوط النفسية؟
30 يوليو 2024 01:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً