السبت، 05 أكتوبر 2024

10:51 ص

ماذا يحدث في رفح؟.. 8 إجابات تلخص القصة

مخيمات في رفح

مخيمات في رفح

أحمد سعد قاسم

A A

مع اقتراب الهجوم الإسرائيلي على غزة من شهره الثامن، تواصل إسرائيل حربها ضد حركة حماس وسط تصاعد التوترات والمعاناة الإنسانية في مدينة رفح، الواقعة في جنوب القطاع، وتتجلى آثار الدمار بوضوح، إذ يعاني السكان من ويلات الحرب والقصف المستمر، وبينما تستمر الاشتباكات والمواجهات العنيفة، يبقى السؤال.. ماذا يحدث حقاً في رفح؟.

لماذا تهاجم إسرائيل رفح؟

دخلت إسرائيل رفح في 6 مايو الجاري، واستولت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدوي مع مصر بعد أشهر من التعهد بدخول المدينة وتدمير كتائب حماس الأربع المتبقية.

تشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية في ذلك الوقت إلى أن الرهائن كانوا محتجزين في أنفاق تحت الأرض في رفح، ويعتقد أن قادة حماس، بمن فيهم يحيى السنوار ، العقل المدبر لأحداث 7 أكتوبر، يختبئون في الشبكة الواسعة التي تغطي قطاع غزة بأكمله.

تقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن أنفاق رفح تستخدم لتهريب الأسلحة، ويمكن استخدامها لتهريب الرهائن أو كبار نشطاء حماس.


أين رفح؟

مدينة رفح الساحلية التي كان يقطنها في السابق ربع مليون نسمة، هي أقصى جنوب قطاع غزة وآخر مدينة يدخلها المشاة الإسرائيليون أثناء تقدمهم من الشمال إلى الجنوب، وطوال أشهر الحرب، أصبحت رفح ملجأ لنحو 1.4 مليون شخص، وبات نصف سكان غزة يبحثون عن مأوى من الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال العنيف مع مسلحي حماس، الذين يحكمون القطاع.

وتقع مدينة خان يونس شمال مدينة رفح، وهي المنطقة التي تقع فيها منطقة “المواصي” الإنسانية المخصصة على الساحل، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية يقع معبر “كيرم شالوم” على الحدود مع إسرائيل، ومن الغرب يقع ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتمتد حدودها الجنوبية بأكملها على طول جزء من شبه جزيرة سيناء المصرية.

ما أهمية معبر رفح؟

كان معبر رفح المغلق منذ 6 مايو بمثابة معبر حيوي للشاحنات التي تدخل قطاع غزة، -لا يوجد سوى ثلاثة معابر برية أخرى من وإلى المنطقة– معبر إيريز، الذي تم إغلاقه منذ 7 أكتوبر بعد تعرضه لأضرار جسيمة، وكيريم شالوم، ومعبر إيريز الغربي الذي افتتح حديثا، ولم يعد من الممكن الوصول إلى معبر كرم أبو سالم إلى حد كبير بسبب القتال في رفح.

كان رفح هو المعبر الوحيد الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية، لكن مصر ترفض إعادة فتح جانبها منه حتى تسليم السيطرة على جانب غزة إلى الفلسطينيين.


ماذا يحدث في رفح؟

بدأت الغارات الجوية العنيفة على رفح قبل دخول الدبابات الإسرائيلية، وتسبب القتال المباشر مع حماس وتحذيرات الإخلاء في فرار ما يقرب من مليون شخص من المدينة إلى مناطق إنسانية محددة، بما في ذلك المواصي، والمدن التي مزقتها الحرب إلى الشمال.

الأحد الماضي، تسببت غارة جوية استهدفت عناصر من حركة حماس في اندلاع حريق في الخيام المصنوعة من النايلون في المخيم المؤقت للنازحين في تل السلطان، على بعد ما يزيد قليلا عن ميل شمال غرب وسط المدينة، وهي المنطقة التي لم تتلق أوامر الإخلاء من قوات الاحتلال. العسكرية الإسرائيلية، ووفقا لمنظمات الإغاثة، كان حوالي 100 ألف شخص يحتمون بالحي في ذلك الوقت.

قال تحقيق عسكري إسرائيلي أولي، إن الحريق نتج على الأرجح عن انفجار ثانوي وليس عن ذخائر دقيقة تم إطلاقها على مجمع حماس، ويبحث في احتمال وجود مستودع أسلحة لحماس في المنطقة.

على الرغم من تصاعد الغضب الدولي بشأن الحادث، فإن إسرائيل تمضي قدما في هجومها، حيث وصلت يوم الثلاثاء إلى وسط مدينة رفح بهدف معلن هو القضاء على حماس وإنقاذ الرهائن.

كم عدد الأشخاص الذين قتلوا؟

وقُتل ما لا يقل عن 45 شخصاً في الغارة، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، وأصيب 200 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، ومسعفون فلسطينيون، ووفقا للمسعفين الموجودين على الأرض، فإن المستشفيات في رفح كانت غير مجهزة للتعامل مع عدد الضحايا.

أدى هجوم ثان على مخيم للنازحين في غرب رفح يوم الثلاثاء، إلى مقتل 21 شخصا، بحسب مسعفين ووزارة الصحة، وينفي الجيش الإسرائيلي ضرب المنطقة.

ما حملة "كل العيون على رفح"؟

شارك عشرات الملايين من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مع كتابة عبارة "كل العيون على رفح" في الخيام، ويهدف الشعار إلى لفت الانتباه إلى الوضع في رفح وإظهار كيف يراقب العالم التحركات الإسرائيلية في مدينة مهجري الحرب.

الصورة ليست تمثيلاً دقيقًا للمدينة، حيث فر منها الآن أكثر من مليون شخص كانوا قد وجدوا الأمان النسبي في المدينة، بعضهم للمرة العاشرة، لكنها تسارعت منذ أن أدت الغارة الجوية المميتة يوم الأحد على مخيم مؤقت للخيام المدنية إلى مقتل 45 شخصًا.

انتقد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استخدام الذكاء الاصطناعي لتسليط الضوء على محنة غزة، قائلين إن هناك الكثير من الصور الحقيقية لتوثيق الأزمة.

يبدو أن الشعار نُسب لأول مرة إلى ممثل منظمة الصحة العالمية، ريتشارد بيبركورن، في فبراير، الذي قال في ذلك الوقت إن "كل الأعين" كانت على هجوم رفح الوشيك.

كيف كان رد فعل نتنياهو على الغارة الجوية على رفح؟

يوم الإثنين، قال بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن غارة يوم الأحد على حي تل السلطان كانت نتيجة "حادث مأساوي" لكنه تعهد بمواصلة الحرب حتى "يتم تحقيق كل هدف".

وقال نتنياهو في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي، “على الرغم من جهودنا القصوى لعدم إيذاء المدنيين الأبرياء، وقع الليلة الماضية حادث مأساوي”، وأضاف، "نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتيجة لأن هذه هي سياستنا".

ما دور أمريكا؟

في الولايات المتحدة، قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس، يوم الثلاثاء، إن “الكلمة المأساوية لا تبدأ حتى في وصف الحادث”، لكن إدارة بايدن قالت إن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تتجاوز أي خطوط حمراء وأنها ستواصل شحنات الأسلحة.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الجيش الأمريكي "فعل الشيء نفسه" في أفغانستان والعراق.

أضاف، "لقد قمنا بغارات جوية في أماكن مثل العراق وأفغانستان، حيث تسببنا بشكل مأساوي في سقوط ضحايا من المدنيين"، مضيفاً، "لقد التزمنا بذلك، وحققنا فيه، وحاولنا التعلم منه لإجراء تغييرات".

search